ينظم مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» في الثالث عشر من الشهر الجاري مؤتمراً تحت عنوان: «دراسة الإسلاموية بين الغرب والعالم العربي: نحو حوار بنَّاء لفهم أفضل للإسلام السياسي» في جامعة لافال الكندية، ضمن منتدى الجمعية الفرانكوفونية للمعرفة، «ACFAS» والذي يَحضُرهُ نحو 3500 باحثٍ من مختلف أرجاء العالم. وكان «تريندز» قد فاز بالتنظيم الحصري لهذا المؤتمر ضمن هذا المنتدى الذي يعد أكبر منتدى للعلوم في العالم، وذلك تقديراً لجهوده البحثية الرصينة وباعتباره مرجعاً عالمياً متخصصاً في دراسات حركات الإسلام السياسي. وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، إن منح «تريندز» فرصة تنظيم هذا المؤتمر الدولي ضمن هذا المنتدى الذي يُعد الأكبر في مجاله عالمياً وبالتعاون مع جامعة لافال الكندية يؤكد ثقة المراكز والمؤسسات البحثية العالمية بـ«تريندز» وما يقدمه من محتوى بحثي علمي رصين. وأضاف قائلاً: «إن تنظيم هذا المؤتمر ضمن المنتدى العالمي 89 للجمعية الفرانكوفونية للمعرفة العريقة التي أُنشِئَت عام 1923، يأتي في إطار سعي تريندز ليكون جسر تواصل معرفي بين المنطقة والعالم، ولتحقيق أهدافه بالوصول بنتاجه المعرفي إلى العالمية انطلاقاً من رؤيته القائمة على استشراف المستقبل من أجل المشاركة في صنعه». الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات كما أشار الدكتور إلى أن تواجد «تريندز» ضمن المنتدى الذي يشارك فيه أكثر من 3500 باحث من مختلف أرجاء العالم يشكل فرصة عالمية لتقديم رؤية تستشرف واقع حركات الإسلام السياسي. وقال إن اختيار «تريندز» من جمعية علمية عالمية مرموقة، يزيد المركز ثقة وإصراراً على السير قدماً في عمله. كما أن هذا الاختيار يؤكد عالمية «تريندز»، وصواب توجُهه ونهجه نحو أهدافه، ويمثل اعترافاً بوصفه مركزاً ومرجعاً بحثياً عالمياً مستقلاً في دراسات الإسلام السياسي.كما أكد الدكتور العلي أن تناول المؤتمر لموضوع «الإسلاموية بين الغرب والعالم العربي: نحو حوار بنَّاء لفهم أفضل للإسلام السياسي» جاء أيضاً في إطار اهتمام «تريندز» بدراسة ظاهرة حركات الإسلام السياسي بمختلف أبعادها وسياقاتها الداخلية والإقليمية والدولية، والتعرف على أُطرها الفكرية والأيديولوجية والتنظيمية والحركية واستشراف مآلاتها المستقبلية في ضوء التطورات الراهنة، مشيراً إلى أن المركز بات مرجعاً في هذا المجال بفضل ما يقدمه من محتوى بحثي رصين وموثوق به، واستشرافه للمعرفة التي تصنع المستقبل، وتعين صنَّاع القرار والأكاديميين والمجتمع والمهتمين. من جانبه، قال الدكتور وائل صالح الباحث الرئيس في «تريندز»، رئيس وحدة متابعة الاتجاهات المعرفية في العالم، إنه على الرغم من الأهمية التي تُولى لظاهرة الإسلاموية في الدراسات الأكاديمية حول العالم، فإنها لم تُدرس بعد بعمق وبأبعادها المتعددة لاستكشاف جوهرها وتفكيك الأفكار السائدة التي تحيط بها، مما يجعل هذه الظاهرة الإسلاموية تكاد تكون مشوهة بسبب الأدبيات الغربية المتعاطفة مع الإسلام السياسي من جانب، والأدبيات العربية ذات التحليل المؤدلج من جانب آخر. كما أكد أن المؤتمر يسعى إلى إقامة حوار معرفي ومنهجي، بين 16 من الباحثين العرب والغربيين لتحسين فهم ظاهرة الإسلاموية من خلال تطوير منهج نقدي وتعددي لتجنب ما يُسميه عالم الاجتماع الفرنسي برنار لاهير، «الإمبريالية العلمية» التي تفرض التفسير المتعاطف مع الإسلاموية على أنه الحقيقة، وتنفي التفاسير الأخرى خصوصاً الناقدة منها للإسلاموية والمفككة للأفكار المتعاطفة معها، وكذلك النسبية المتطرّفة التي تفرض تقبُّل كل التفسيرات بغض النظر عن مدى علمية المنهج المستخدم، وذلك للتشويش على التفسيرات الجادة الناقدة والمفككة للإسلاموية. كما لفت الدكتور صالح النظر إلى أن المؤتمر سيكون مناسبة نفيسة ونادرة لتعزيز حضور السرديات العربية التي تناولت الإسلاموية، والتي ما زالت شبه غائبة أو محدودة التأثير في الوسط الأكاديمي العالمي على الرغم من أهميتها وجديتها وأصالتها، مبيناً أن المؤتمر سيتطرق إلى ثلاثة محاور: أولها حول «التيارات السائدة في دراسة الإسلاموية في العالم العربي»، فيما سيركز المحور الثاني على «التيارات السائدة في دراسة الإسلاموية في الغرب»، أما المحور الثالث فسيكون تحت عنوان: «نحو حوار بنَّاء بين المنهجية العربية والمنهجية الغربية لفهم أفضل للإسلام السياسي». وسيشارك في المؤتمر صفوة من الباحثين المرموقين في الأكاديميات الغربية، من ضمنهم البروفيسور دومينيك أفون من جامعة السوربون، والبروفيسور باتريس برودور من جامعة مونريال. ومن جانبها قالت الأستاذة سمية الحضرمي، مديرة إدارة المؤتمرات بـ «تريندز»، إن تنظيم المركز لهذا المؤتمر في هذا المنتدى العالمي العريق يأتي ضمن خطة العمل البحثية لـ «تريندز» لعام 2022، وتماشياً مع توجهات المركز ورسالته العالمية، حيث سيشكل المؤتمر فرصة لمناقشة موضوع عالمي مهم، إضافة إلى عقد شراكات وتعاون بحثي مع المراكز والمؤسسات الدولية المرموقة، ومجموعة من الخبراء الدوليين في مجال الإسلام السياسي وغيره من المجالات الأخرى المهمة.وبدورها أكدت الباحثة بـ «تريندز» الأستاذة أمل البريكي أن المؤتمر سيشكل فرصة مهمة لباحثي «تريندز» الشباب لاكتساب الخبرات وتنمية مهاراتهم، وفرصة للمشاركة في الفعاليات المصاحبة للمنتدى وبحث سبل التعاون بين «تريندز» ومختلف الجامعات ومراكز البحوث المشاركة في المنتدى. ويذكر أن منتدى الجمعية الفرانكوفونية للمعرفة هو عبارة عن أسبوع متكامل من الفعاليات البحثية والمعرفية والندوات والمناقشات حول مختلف موضوعات العلوم الاجتماعية والإنسانية، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة التي سيشارك فيها "تريندز" بوفد ممثل بالدكتور وائل صالح والأستاذة أمل البريكي.
مشاركة :