اختتمت أمس فعاليات مؤتمر الشارقة الرابع للموارد البشرية، الذي حمل عنوان التخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية، ونظمته دائرة الموارد البشرية في الشارقة على مدار يومين في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة، وتحدث فيه قرابة 30 خبيراً ومختصاً، وضم ممثلين من الجامعات والحكومة، ومن القطاعين العام والخاص، والمهتمين سواء من داخل وخارج الدولة. وناقش المؤتمر على مدار جلساته الخمس في اليوم الثاني محاور التخطيط الإستراتيجي للموارد البشرية من التخطيط للموارد البشرية والتعليم، وللتوظيف في القطاعين الحكومي والخاص، ولبناء الأعمال، إلى جانب التخطيط للموارد البشرية والمرأة الإماراتية، والتجارب العالمية والبعد الإعلامي، وكانت الجلسة الأولى التي أدارها محمد يوسف إعلامي في مؤسسة دبي للإعلام، قد تناولت محور التخطيط للموارد البشرية وبناء الأعمال، وتحدثت فيها عائشة خليفة السويدي المدير التنفيذي لقطاع سياسات الموارد البشرية في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية. دور وتحدث د. أبو بكر إبراهيم أستاذ وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الشارقة، عن دور قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الدولة ودول أخرى في العالم، مشيراً إلى أهمية التركيز على هذا القطاع للنسبة العالية التي يمثلها وتصل إلى نحو 97% من إجمالي القطاعات الأخرى الموجودة في الدولة. وقدم الدكتور منصور الشامسي مستشار دائرة الموارد البشرية بحكومة الشارقة ورقة عمل مشاركة مع الدكتورة سوزان داون بوصباي الأستاذة بكلية إدارة الأعمال بكلية التقنية العليا للبنات بالشارقة، استعرض فيها مشروع الأبحاث العلمية برنامج التعاون البحثي الاقتصادي في نموذج تطبيقي لمؤسسة حكومية مهنية وهي الموارد ومؤسسة أكاديمية هي كليات التقنية، وتعتبر النسخة الرابعة من المشروع التطبيقي لبناء الأعمال. تفاصيل وشاركته الدكتورة سوزان داون بتوضيح تفاصيل المشروع الذي تم من خلاله اختيار الطلبة الذين بلغ عددهم 17 شاباً و83 فتاة للتركيز على فكرة الاقتصاد المنزلي ببناء أعمال صغيرة والحصول على مصادر دخل ضخمة، وقد حقق المشروع نجاحاً مميزاً يعود إلى تميز المهارات العقلية الإنتاجية التي شاركت فيه، وحقق أهدافاً واقعية شملت مرونة العمل من المنزل ومنافع بناء علاقات العمل. بعد ذلك تحدث الدكتور محمد يوسف أستاذ الجودة ومناهج البحث في الجامعة الأميركية في الدولة عن تكامل ممارسات إدارة الجودة الشاملة وإدارة الموارد البشرية، ملقياً الضوء على التعريف الجديد لإدارة الجودة الشاملة، وتأثير هذا التكامل في درجة رضاء الموظفين، وغير ذلك. وفي الجلسة الثانية التي أدارتها ميرة المهيري إعلامية في مؤسسة دبي للإعلام، تحدثت د. عائشة البوسميط عن التخطيط للموارد البشرية والمرأة، والتي أوضحت أن المرأة الإماراتية تشكل اليوم، بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، رقماً مهماً في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة، حيث تشغل المرأة 66% من وظائف القطاع الحكومي، ومن بينها 30% من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، و15% في الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في صفوف القوات النظامية بالقوات المسلحة والشرطة والجمارك. بحوث ومن جهته، استعرض المقدم راشد ناصر راشد آل علي مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية في القيادة العامة لشرطة دبي، التخطيط للموارد البشرية والمرأة الإماراتية من خلال ثلاثة محاور، هي: النظرة التاريخية للمرأة في الإمارات، وواقعها الحالي والمأمول منها، من دور فاعل، كما استعرض المجالات التي اخترقتها المرأة الإماراتية لتشارك في النهضة كطبيب شرعي، ووزير وسفير وطيار ورئيس المجلس الوطني وبحوث الفضاء، وغيرها. رؤية واستضافت الجلسة الختامية نخبة من الإعلاميين، الذين استعرضوا التجارب العالمية والبعد الإعلامي، فيما أدارتها حصة الرياييسي إعلامية بقناة دبي الرياضية، وتحدثت فيها منتهى الرمحي مذيعة ومقدمة برنامج بانوراما قناة العربية، عن دور الإعلام في تمكين الموارد البشرية لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، بينما استعرض أحمد سالم بوسمنوه إعلامي إماراتي مقدم برنامج حدث في مثل هذا اليوم رؤية إماراتية توضح علاقة الإعلام بالموارد البشرية، وهي علاقة جوهرية وأساسية. وأكدت فضيلة المعيني مدير المكاتب المحلية في البيان أهمية ملفات تنمية الموارد البشرية التي تحظى باهتمام واسع من جميع دول العالم، منوهة إلى أن الدول سعت لإعداد خطط التطوير وجعلها في أعلى مستويات الجودة، لتحقيق التوازن في سوق القوى العاملة بهدف الوصول إلى النتيجة الأمثل وهي النهوض بالتنمية البشرية، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب تحديداً مسبقاً للاتجاهات، وهو ما قامت به الدولة التي أدركت اتجاهاتها بمعالم واضحة تنسجم مع توجهاتها، ساعية إلى الارتقاء بالمواطن واحتياجاته. توجيه أوضحت فضيلة المعيني أن أهمية الموارد البشرية تأكدت من خلال ما حصل لدول كانت تعيش تحت خط الفقر، لتصل بفضل التوجيه الناجح للموارد البشرية إلى مصاف التحضر والتقدم، فالأمر في الأساس يرجع إلى الرغبة الحقيقية في التعلم من تجارب الآخرين، ثم استعرضت التجارب العالمية الناجحة في وضع السياسات التدريبية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتنفيذ برامج التدريب المهني، وتعزيز التعليم، والتعاون مع الدول في مجالات التدريب المختلفة.