القاهرة – يحول د. فوزي خضر أحداث الرواية التي كتبها أحمد فضل شبلول بعنوان "الحجر العاشق"، وصدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في عام 2020، إلى سباعية تلفزيونية، مُجسِّدًا فيها الصراع الدرامي بين عدة أشخاص في العمل للوصول إلى ذروة الصراع والتشويق، عندما يقرر فريق علماء الجامعة الأميركية نسخ دماغ الحجر زمرد، وزرع بعض النسخ في أدمغة إنسان بشري وإنسان آلي وأحد القرود، ليعرفوا ما وصل إليه وعي الحجر الفائق. ثم تتوالى الأحداث لتكون أكثر سخونة بدخول جهاز أمني تابع لإحدى الدول لشراء الحجر الكريم زمرد، بدلا من استنساخه، مما يخلق صراعًا جديدًا في الرواية والسباعية التلفزيونية الجديدة في عالم الإنتاج الدرامي المصري. البعض كان يظن أن الحجر لا يواكب التطورات الفيزيائية، وأنه لا يفهم معنى التقدم العلمي والنهم للمعرفة، وأنه لا يملك وعيا بذاته ولا تصورا للمستقبل. وراح العلماء والمستقبليون يجرون تجاربهم على الفئران والقردة والذباب والأسماك وعلى الإنسان المريض أو الذي في سبيله إلى الموت. يقول الحجر الأكبر: "لا يوحد عالِم واحد أجرى تجاربه الفيزيائية على حجر من الأحجار، باعتباره كائنا حيا". ويستطرد: "هذه العالِمة الفيزيائية تضع في إصبعها البنصر باليد اليمنى خاتما به فص من الزُّمُرُّد، وهو حجر كريم من أحجاري المتعددة، لونه أخضر شديد الخضرة والجمال، واحدته زمردة، وأشده خضرةً هو أجوده وأصفاه جوهرًا. وكانت الملكة كليوباترا تمتلك مناجم الزمرد في مصر البطلمية، وكانت تستخدمه في صنع أدوات زينتها وحليها وتاجها الملكي، وقد تشبهتْ بها ملكة إنجلترا فزينت تاجها بالزمرد". هذه العالمة الفيزيائية لا تُجري مع فص الزمرد الذي يعانق إصبعها أي حوار علمي ظنا منها أنه أصم أبكم .. لا يرى ولا يشم ولا يسمع ولا يتكلم ولا يفهم، رغم أنه شاهد عيان على كل تجاربها المعملية وغير المعملية، شاهد عيان على جمال جسدها وتناسقه، هي لا تخلعه في معظم الأحيان من بنصرها منذ أن أهدتها جَدَّتُها إياه، ولا تعرف أنه يشاهد أحلامها، ويستطيع أن يفسر تلك الأحلام التي لا تخضع لمنطق أو فهم بشري. أما زمرد فيقول: "قبل أن أدخل في أصبع منال، كان هناك عطب في جزء مني يعيقني عن التخطيط للمستقبل أو التفكير فيه، ولكن عولج هذا العطب في إصبع منال الذي أمدنى بالطاقة التي ساعدت على العلاج، كما أشعل هذا الإصبع الفص القذالي الذي يعالج المعلومات المرئية من العينين، وكان خمول هذا الجزء القذالي يسبب لي الإعاقة البصرية، ويؤثر على خمول الفص الصدغي الذي يتحكم في الأحاسيس العاطفية". إصبع منال يشعلني ويشعل الجزء الصدغي فأحس معها بأحاسيس عاطفية متنوعة. إن للأحجار إحساسا وشعورا وحياةً ومماتا وأحيانا خلودا، وتلك التغيرات تكون في رتبة الجمادات التي لا يفهمها البشر، ولم يتوصلوا حتى الآن للكشف عن أسرارها كاملة في محاربة الشر، ومد الإنسان بالطاقة الإيجابية، بل والمساعدة في معالجة الكثير من الأمراض العضوية. لقد حجَّت جدة منال إلى بيت الله الحرام وإلى الكعبة المشرفة وتحدثت مع الحجر الأسود، ثم قبلته أمام ملايين الحجاج. وعلى الرغم من شدة الازدحام والتلاحم والتلاصق بين البشر في تلك البقعة المقدسة أثناء الحج، إلا أن فتحية الشال – ولم تكن قد حصلت على درجة الدكتوراه بعد - عندما وصلت إلى مكان الحجر انفضَّ الناس من حولها، وتوقف الحجيج عن الطواف إلى أن أسرَّت بكلمات إلى الحجر وأسرَّ لها بكلمات، ثم قبّلته، فعادت الدنيا إلى طبيعتها بعد أن توقف الزمن بُرهةً، وعاد الحجيج إلى الطواف مرة أخرى. وعند وصولها إلى حِجْر إسماعيل لتصلى فيه ركعتين تحت شمس صيفية لاهبة يخفِّف من حدتها ماء زمزم الطاهر المبارك، وجدت أمامها على الأرض ذلك الخاتم الزمردي يكاد يقفز إلى بنصرها، فأخذته وتأملته وقبلته وأسرّت إليه بكلمات ثم وضعته في إصبعها، ومن يومها لم يفارقها إلا لإصبع حفيدتها الدكتورة منال. لم تعرف الدكتورة منال أن حجر الزمرد الذي في حوزتها الآن له دماغ ذكي أشبه بدماغ الإنسان، ولكن تختلف بنيته عن بنية دماغ أي إنسان بشري، لذا أستطيع أن أقول إنني إنسان حجري، وبنية دماغي ربما تكون موجودة بطريقة فوضوية ما، من الصعب التعرف عليها أو على طريقة عملها، حتى تشارلز داروين لم يعرف بنية دماغ الأحجار الكريمة مثلي، لذا فإن نظريته في التطور على الدماغ تسقط أمامي. إن الحجر الكريم مثلي، من خلال تلك البنية، يستطيع أن يعيش إلى الأبد من خلال أعماله ومائيته وإشعاعه وصفائه وإخلاصه. يبدأ السيناريو والحوار الذي أعده د. فوزي الخضر عن رواية "الحجر العاشق" بمشهد في غرفة د. منال عثمان في كلية العلوم جامعة الإسكندرية (نهار/ داخلي): تجلس د. منال عثمان أمامها لاب توب على مكتبها، وفي الغرفة مكتبان آخران للدكتور أحمد والدكتورة نجلاء، والجميع منهمك في الكتابة على اللاب توب الخاص به. تنظر منال إلى أصبعها البنصر في كفها اليمنى حيث فيه خاتم بفص من الزمرد الأخضر، تقبل الخاتم فتجد إصبعها قد تشنج منها، فتبتسم ثم تكمل الكتابة على اللاب توب وفجأة (صوت انفجار وصراخ وزعيق من الخارج) تنتفض منال واقفة ويقف د. أحمد ود. نجلاء. يطل عامل من باب الغرفة العامل: انفجار في معمل 4 يختفي العامل مسرعا تعدو منال وزميلاتها خارجين من الغرفة (قطع) مشهد 2 (نهار / داخلي) مكتب دكتور علي خليل في كلية العلوم الغرفة فيها مكتب د. علي خليل ود. سها. خلف مكتب د. علي نافذة تبدو منها أشجار على البعد، يجلس على كرسيه ناظرا من النافذة. تقترب منه د. سها فيلتفت إليها. سها: بيقولوا فيه انفجار في معمل 4 يا دكتور علي. بلا اهتمام. علي: طيب باستغراب. سها: مش هتقوم تشوف فيه إيه؟ في هدوء. علي: انفجار في المعمل يعني تطلبوا المطافي والإسعاف، مش تجروا للمعمل يا دكتورة سها. سها: يمكن نقدر نساعد حد يا دكتور علي. يشير د. علي بيده في ملل، ويدور بالكرسي لينظر للأشجار التي تبدو على بعد. تعدو د. سها خارجة من الغرفة. يحدِّث د. علي نفسه وهو ينظر من النافذة: ناس مخها مش مضبوط .. فيه أعمال ما ينفعش يعملها غير المختصين. ساخرا: هه .. بيجروا للمعمل .. طيب فيه حريقة محتاجة لخرطوم مطافي .. هيعملوا إيه همَّ من غير الخرطوم؟ يضحك: في الحريقة لازم الخرطوم. (قطع) مشهد 3 (نهار / داخلي) باب معمل 4 من الخارج على الباب لوحة مكتوب عليها معمل 4 يخرج من الباب دخان كثيف، اثنان يسحبان رجلا من الداخل يرتدي بالطو أبيض كأنه مغمى عليه. تبدو منال مع من يساعدون في استقبال المغمى عليهم. منال: فيه حد اتصل بالإسعاف يا جماعة؟ أحمد: أنا اتصلت بالإسعاف والمطافي وبوليس النجدة. د. أحمد يساعده العامل في سحب طفاية حريق متوسطة معلقة على الجدار: وسعوا شوية عشان هنستخدم طفاية الحريق. (قطع) مشهد 4 (نهار / خارجي) الشارع أمام كلية العلوم سيارات إسعاف ومطافي وشرطة تسير في طريق الحرية وتدخل من بوابة كلية العلوم (أصوات أبواقها المرتفعة) مشهد 5 (نهار / خارجي) كورنيش سيدي بشر بالإسكندرية البحر المتسع، وحيوية الحركة في شارع الكورنيش، والعمارات العالية، والتركيز على شقة في إحدى العمارات. (قطع)
مشاركة :