تفاجأ العديد من المتابعين بما قدمه نادي النصر بطل "دوري عبداللطيف جميل" للموسمين الماضيين من أداء ونتائج خلال هذا الموسم، ولعل ما حدث له في هذا الموسم من تعادلات في مباريات كثيرة ومع أندية لم يكن متوقعاً منه التعادل معها شكل مفاجأة أعادت العديد من الحسابات التي لم تكن واردة خلال مسيرته المميزة بالموسم السابق لذلك لم تكن نتائجه خلال الجولات السابقة موفقة على الرغم من الاستعداد وصرف عشرات الملايين لاستقطاب بعض اللاعبين من الاسماء اللامعة الذين لم يستطيعوا حتى الآن تقديم الأداء الذي تنتظره الجماهير. صحيح أن الادارة الفاعلة والتخطيط الجيد له دور فعال وكبير في أي نجاح، ولكن من أهم سمات النشاط الرياضي عامة وكرة القدم بشكل خاص أن التخطيط والادارة لا تملك كامل الاسباب لتحقيق النجاح، فمباريات كرة القدم لا يمكن توقع نتائجها أو ضمان الفوز بها أو حتى التعادل، فهي قابلة لأي توقع أو حدوث أي مفاجآت مؤلمة كما حدث خلال هذه الموسم من أول هزيمة لفريق استمر بالنجاح لعشرات المباريات كأفضل فريق في الموسم الماضي. يمكننا القول: إن ما قامت به إدارة النصر خلال الفترة الماضية من إنجازات كبيرة ومجهودات موفقة لم تقف مانعاً ضد رياح التغيير التي هبت على النادي، فقد غادر المدرب السابق دانيال كارينيو الذي كان له الدور الكبير في صناعة النجاح داخل المستطيل الأخضر وتحقيق البطولات، ما صعب على إدارة النادي وجود مدرب بديل قادر على حمل المسؤولية الكبيرة التي تركها المدرب السابق الى أن تم الاستقرار على المدرب الاسباني راؤول كانيدا الذي فشل في المحافظة على وتيرة الأداء المعهودة قبل أن يأتي الايطالي فابيو كانافارو. وكما يقال فإن المحافظة على القمة أصعب من الوصول اليها فخلال هذا الموسم عادت الفرق الرياضية للمنافسة القوية على صدارة الدوري من قبل الاندية الكبار ففي كل جولة يتصدر أحدها وهذا بدوره ميزة إيجابية للدوري، ولكنه يدل على احتدام المنافسة خلال هذا الموسم وبصورة واضحة عن الموسم السابق ولكن النصر أخفق حتى الآن في المحافظة على المراكز المتقدمة بل وأصبح بعيداً نوعاً ما عن المنافسة لتحقيق الدوري بغض النظر عن نتيجته مع الخليج. إن احتدام المنافسة بين الأندية وعودة التنافس الشريف وروح التحدي بين الغريمين التقليديين الهلال والنصر خلال المواسم الماضية أعاد التشويق والإثارة والمتعة لجميع متابعي هذا الدوري، ولكننا نجد أن النصر قد بدأ في الخروج من المنافسة على المراكز المتقدمة على الرغم من عدم تغير أعضاء الفريق بل إنه تمت إضافة أكثر من اسم وشاركوا مع الفريق من دون تحقيق نتائج ملموسة وعلى الرغم من عدم انحصار التنافس بين النصر والهلال على اللقب لهذا الموسم كما في الموسم الماضي وصعوبة التنبؤ لمن سيتوج ببطولة الدوري، الا أنه اختفى ما شاهدناه الموسم الماضي من تنافس شيق ومثير بين "عملاقي العاصمة". وما بين شد وجذب ومنافسة بين فرق الدوري في الجولات الماضية نجد أن هناك منافسة قوية بين الهلال والأهلي الذي دخل على المنافسة بقوة خلال هذا الموسم وزاحم "الزعيم" على صدارة ترتيبه، فما قدمه الأخير من انتصارات خلال الجولات الماضية زاد من شغف جماهيره المتعطشة لتحقيق الدوري مع تولي إدارة جديدة لهذا النادي العريق، وبكل تأكيد سيبقى اللقب من نصيب الفريق الذي يستحقه ويبذل من أجله كل الجهد ويسعى لتحقيقه بكل جدارة.