الصوالين الأدبية هل تسد عجز الأندية أم تكرس الشللية ؟

  • 5/13/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثار التأطير الأخير للمشهد الثقافي بطيفه الواسع مع تأسيس وزارة مستقلة للثقافة، تساؤلات عن دور الصوالين الثقافية وما يمكن أن تقوم به من أجل سد القصور في أداء الأندية الأدبية التي يخشى البعض من تهميش دورها حاليا، وفيما نزع البعض إلى القول بأنها نشاط فردي لا يمكن أن تقوم بهذه المهمة، رأى آخرون أهمية التكامل بين الأندية والصوالين في عالم يقوم على الانفتاح. وفي المقابل خرج رأى ثالث ليؤكد أن الصوالين الأدبية لا يمكنها أن تنهض بفعالية لوقوعها في فخ الشللية والثرثرة والمعارك الحنجورية التي تنتهي بصحون الأرز والشيشة وقطع الكيك. ومن هذا المنطلق طرحنا على ضيوفنا سؤالين هما هل الصوالين الأدبية خدمت الثقافة؟ أم أنها مجرد ثرثرة كلام ختامها وجبة عشاء؟ والثاني: هل جاءت الصوالين لتغطية ضعف الأندية الأدبية؟ وإلى أي مدى تظهر الشللية في ضيوفها ومتحدثيها؟ وكان الحوار جريئا وإن أوجع في بعض الأحيان، فإلى التفاصيل العلكمي: لم تسحب البساط من المؤسسات الثقافية يقول الناقد يحيى العلكمي: لا أعلم ما إذا كانت الصالونات الأدبية الخاصة ما تزال موجودة في ظل وجود المساحات التويترية اليوم، ولكن بافتراض وجودها ولو بحضور ضعيف، أرى أنها لم تكن قادرة على سحب البساط من المؤسسات الثقافية، خاصة ونحن نعلم أنها كانت حاضرة منذ بدايات العصر الحديث واشتهر منها صالون العقاد مثلا، إلا أنه لم يحجب النشاط الأدبي الموجه حينها عبر الصحف وملحقاتها ومؤسسات وقصور الثقافة. وأضاف: اليوم توجد صوالين معدودة تؤدي دورا رافدا لكنه قد لا يكون رئيسا في المشهد حيث ترتبط بشخوص المضيفين سواء في منازلهم أو دوواينهم، كما لا يفوت من جهة أخرى دور المقاهي الثقافية أو ما قننته وزارة الثقافة عبر مصطلح الشريك الأدبي، الأمر الذي لا أحسبه يؤثر على دور الأندية الأدبية الذي بدأ في التراجع والانحسار باعتبار نمطيتها وإطارها الأكاديمي ذي الشيوع البارز هذه الأيام الشقحاء: النقاش ينتهي بشيشة وقطعة كيك يضيف القاص والأديب محمد الشقحاء: الصالون الأدبي مجلس خاص قائم على اهتمام صاحبه بالشأن الأدبي والثقافي العام، يجد فيه الرواد غذاء ثقافيا عاما وأدبا خاصا، وهو بديل للقاء المقاهي والشلة ذات الميول الأدبية والثقافة العامة، وثرثرة تشمل سماع الجديد وطروحات فكرية وفلسفية، وقد ينتهي النقاش بفنجان شاي ورأس جراك أو شيشة معسل وقطعة كيك أو يختم بعشاء، وهذا الصالون مرتبط بصاحبه وثقافته ومركزه الاجتماعي وحالته المالية، ورأى أن هذه المنتديات أو الصوالين رافد اجتماعي للبيئة الاجتماعية المحيطة به ويمنحنا مقياس لدرجة النمو الحضاري، ومنها منتدى الشيخ عثمان الصالح بالرياض الذي شرفت بحضور بعض ندواته بعد انتقالي للرياض ومنتدى الاثنينية بجدة وصاحبه عبدالمقصود خوجة متعه الله بالصحة من خلال إصداراته وشرفت بتكريمه لي ذات ليلة حفلت بحديث الأصدقاء ولفيف من المثقفين، وكنت أحد الأسماء الأدبية محور الحديث في أحد ندوات منتدى الثلوثية بالرياض لصاحبه الدكتور محمد المشوح. وإجمالا هذه الصوالين أو المنتديات المنتشرة في مدن الوطن ظاهرة صحية يجد فيها المشارك زادا ثقافيا راقيا. وهي إجمالا لا تغطي ضعف أداء بعض الأندية الأدبية كمؤسسات مجتمع مدني، تأسست بموجب طلب تقدم به الأعضاء المؤسسين وزاول نشاطه بمخصص مالي حكومي جعل الجهات الراعية تتدخل في عمله وإن منحها النظام الخاص به الشخصية الاعتبارية، وقد أثرت الساحة الأدبية بمطبوعات ومحاضرات وندوات قد نختلف ونتفق حولها ولكن جاءت صادمة لساحة أدبية متحركة ولكن صامته وهي الآن خارج هدفها ودورها في ساحتنا الأدبية، وقد تلبست جبة الثقافة من متعلمين همهم إعلام أكثر منه هاجس إنساني نبتت من أرضه قصيدة وقصة ورواية ونقد ودراسة أدبية تخدم اللغة العربية ومعه عاد الأدباء لنشاطهم الخاص إنتاجا ومشاركة في الصحف. الهلالي: بريئة من الشللية والمحسوبية ويكمل الدكتور أحمد بن عيسى الهلالي جامعة الطائف: الصوالين الثقافية هي أعرق روافد الحركة الثقافية في بلادنا، فقد كانت منازل الأدباء والوجهاء منتديات ثقافية تلتقي فيها القامات الثقافية، يعرضون فيها أفكارهم وآدابهم ورؤاهم، واستمرت حتى اليوم تؤدي ذات الدور، ومنها نماذج مثالية في مناطق مختلفة، ودورها بارز في إثراء المشهد والحركة الثقافية، ولأنها ليست طارئة، وهي كذلك سابقة للأندية الأدبية، فهي تتكامل مع المؤسسات الثقافية الحكومية في خدمة الحركة الثقافية. وأضاف: الصوالين الأدبية تقوم على جهود فردية، ولا يصح أن نقيّم أداءها بأدوات تقييم المؤسسات الحكومية؛ لأنها مرتبطة بشخصية الفرد القائم عليها، وتتأثر بأحواله الصحية والمادية والاجتماعية وما يطرأ عليها من تغيرات، ولأنها كذلك مؤسسات خاصة تخضع لميول منشئها واهتماماته، فلا أرى وجها لإطلاق تهم الشللية والمحسوبيات عليها؛ والأجدى أن ندرس برامجها ونقيّم الفعاليات التي تقدمها من حيث القيمة والأثر، فيكون المحتوى المطروح هو الأرضية التي نؤسس أحكامنا عليها. غريب: تكامل في دور الأندية والصوالين أعرب عبدالله غريب نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة سابقاً عن أسفه لتهميش دور الصوالين الأدبية واعتبار وجودها لا قيمة له، في الوقت الذي لا يمكن إغفال دور الأندية الأدبية باعتبارها مؤسسات ذات أهداف وقيمة اعتبارية في سبيل نشر الثقافة المؤسسية بين أوساط المجتمع، وهنا يحضرني قراءة بسيطة لوسائل الإعلام في بلادنا التي بدأت نشأتها بصحافة الأفراد عام 1329 هـ وكيف كانت نواة لوجود المؤسسات الصحفية بدءا من عام 1359هـ في عهد جلالة الملك عبدالعزيز – يرحمه الله ًحتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وبالتالي فإن وجود صحافة الأفراد لم يعق وجود صحافة أهلية وأخرى رسمية. ورأى أن الصوالين الأدبية تعتبر رافدا للمؤسسات الثقافية المتمثلة في الأندية الأدبية اليوم مع فارق الإمكانات إلا أنهما يتخذان الطابع المظلي تحت رعاية ومتابعة الوزارة المعنية بالثقافة والأدب، وفي اعتقادي أن وجود الصوالين الأدبية مهم في سبيل تعميم الثقافة العامة والأدبية المتخصصة منها بشكل خاص، لاسيما وأنه يقوم عليها رجال قد يكون لهم علاقة بالثقافة والأدب كما هو صالون الدكتور عبدالمحسن القحطاني في جدة وهو قامة علمية وثقافية معروفة سواء للرأي العام أو عبر نافذة نادي جدة الثقافي الأدبي، وكماهي أثنينية عبد المقصود خوجة وعشرات الصوالين الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها وإحصائها. وأعرب عن اعتقاده بأن صمود الصوالين الأدبية لقرابة سبعة عقود يدل على أن لها مريدون يؤمونها في محيط إقامتهم من أطياف المجتمع باعتبارها تجمعات صحية تحيي ما لم تستطع الأندية الأدبية إدراكه، كما تعتبر حلقة متصلة في سلسلة نشر الثقافة في أوساط المجتمع حتى لو انتهت بوجبة خفيفة، لأن أصحابها عادة ما يكونون من المثقفين المقتدرين والكرماء الذين يجمعون بين كرم الضيافة وكرم استضافة المبدعين في جميع الأنساق الأدبية وطبع نتاجهم الأدبي أو الحضور الذين يرون فيها ما يسد حاجتهم للاستماع والاستمتاع بما تقدم، وأرى أنها تقف جنبا إلى جنب مع الأندية الأدبية ومن هنا يأتي التكامل وصولا إلى الهدف المنشود المتمثل في نشر الثقافة الجمعية وجمع شتاتها ووسيلة من وسائل التواصل المباشر بين الضيوف والحضور من متذوقي الأدب والتاريخ والسير الذاتية، وأعرب عن أمله في مزيد من الانتشار للصوالين الأدبية في ظل الانفجار الثقافي والفكري التي تعيشه المملكة والتواصل مع العالم لاسيما وأننا اليوم أصبحنا من المؤثرين ثقافيا وسياسيا واقتصاديا في العالم. ودعا إلى بروز صوالين أدبية نسائية بجانب الصوالين المخصصة للرجال وأن تكون تحت مظلة وزارة الثقافة ومدعومة ماديا ومعنويا وفق نظام مؤسسي كما هي الأندية الأدبية وأن تتسع مدارك المثقفين ويكون وجود هذه الصوالين إضافة للأندية الأدبية التي انحسرت إلى ستة عشر ناديا قد لا تفي بمتطلبات الثقافة في جميع المناطق. آل صبيح: الصوالين لا تتجاوز حناجر المتحدثين أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الشاعر محمد آل صبيح على محورية وفاعلية دور الصوالين الادبية عبر العصور مشيرا أنها تعد مؤشرا ومعيارا حضاريا للثقافة والوعي، وفي جدة تحديدًا بدأت كإرث مصري، وارتبطت بوجهاء المجتمع وبفئات سنية متقدمة تجمعهم روابط الصداقة، ومنها إثنينية عبدالمقصود خوجة وثلوثية محمد سعيد طيب، وقد اندثرت في حين ما تزال أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني تحاول تقديم ما يثري الفكر والمعرفة، ومن الظلم مقارنة الصوالين الأدبية بالمؤسسات الثقافية الرسمية، ومنها الأندية الأدبية حتى وإن قل إنتاجها وحضورها، إذ لا يتجاوز ما يدار في الصوالين حناجر المتحدثين، ويظل طرحها مهما بلغ حبيس جدرانها الصامتة، وهذا لا يجردها من محاولة تحريك الراكد. اللعبون: الشللية فشل وشلل من جهته قال صاحب صالون «أوراف الأدبي» الدكتور فواز اللعبون: معظم الصالونات الأدبية تقوم بدور فاعل في دعم الحراك الأدبي والثقافي، وتسعى إلى الإثراء والإضافة، ومؤسسوها وروادها يفعلون ذلك رغبة ومحبة، وبعضهم يترك أعماله ويتكبد مشقة السفر ليحقق رغبته في الحضور. ومن خلال تجربتي الشخصية في أوراف فالتجربة مشجعة، فبشيء من التخطيط يتحقق لهذه الصالونات أكبر نفع، ومنذ أنطتُ نشاط المجلس بلجنة استشارية قديرة صار للمجلس رواده وصيته وخطاه الثابتة، وها نحن كرمنا شخصيات أدبية ذات وزن ثقيل في المشهد الأدبي، وفي كل تكريم برنامج متكامل يتضمن أوراقًا علمية وفقرات أدبية منوعة. وعندما تسألني هل جاءت الصوالين لتغطية ضعف الأندية الأدبية؟ وإلى أي مدى تظهر الشللية في ضيوفها ومتحدثيها؟ للأندية إسهامها المشهود، وما تقدمه الصوالين رافد من عدة روافد تدعم الأدب والثقافة، ولا يدل ظهورها على قصور غيرها، بل هي رغبة في المزيد من التنوع والإثراء، كما أن بين بعض الصالونات والأندية الأدبية تعاونًا وتوافقاً، أما الشللية فشلل وفشل، وما من صاحب صالون إلا يعنيه نجاح صالونه وفق أهداف واضحة، وشخصيًا لا أعرف صالونا تنتهج هذا النهج الإقصائي، لا لأنه نهاية حتمية، وعداوة مؤكدة، بل لأن روح الأدب والثقافة تتقبل التنوع، وتتسع للاختلافات. العيدان: الشللية وراء هشاشة الصوالين يرى الكاتب ماجد العيدان أن قدرة الصواليين الثقافية على احتواء الأدباء والمثقفين أقل بكثير من إمكانيتها مشيرا أنها أقل من أن تتبنى دور الأدب والثقافة، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها « الشللية « وهذا ما يجعلها تتوجه لهدف واحد وفكرة واحدة واتجاه وحيد لا يخدم الثقافة ولا مؤسسها، ونظرا لعدم قبول الأفكار القادمة من خارج ذلك البند البائس فإنها أصبحت هشة وسرعان ما تتساقط أوراقها وتموت جذورها فلا تحتمل المزيد من الزاد الثقافي سوى الفكرة الموجهة. وخلص إلى أن قصور الأندية الأدبية وعدم تحديث لوائحها وانتخاباتها وعضويتها بما يحاكي الواقع ويتماشى مع المرحلة سبب رئيسي لعدم وجود المخرجات الثقافية المؤهلة وفقدان لدورها الفعال في محيط مجتمعاتها. المطلق: لا تستطيع تغطية ضعف الأندية يضيف رئيس أدبي الحدود الشمالية ماجد المطلق، بأن الصوالين الأدبية تتميز بنوعية فرسانها وحضورها النخبوي، وقد عرفناها من خلال ما قرأته عن مجلس الملك عبدالعزيز اليومي إذ يتم فيه قراءة تفسير ابن كثير وتاريخ البداية والنهاية والأخبار العالمية، وكذلك صالون مي زيادة أو ما كتبه أنيس منصور عن صالون العقاد (كانت لنا أيام في صالون العقاد) ثم بعد ذلك كتب الله لي حضور بعض الصوالين الأدبية في المملكة بناء على دعوة رسمية أو شخصية مثل ثلوثية عبدالمقصود خوجة واثنينية الذييب وغيرها، وساهمت هذه الصوالين بحراك أدبي وثقافي من خلال ما يطرح فيها، نافيا قدرتها على تغطية ضعف الأندية الأدبية التي لها فضاء واسع وميزانية ضخمة يقودها فريق عمل ولجان وتعمل وفق نظام مؤسسي، لا يتغير نشاطه بتغير مجلس الإدارة، والدليل على ذلك استمراريتها دون انقطاع، منذ تأسيسها، حتى في فترة جائحة كورونا وهو ما لم يتم تنفيذه في الصوالين الأدبية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حجم الإصدارات ونوعها؛، وأوضح أن النادي الأدبي بالحدود الشمالية وهو آخر الأندية الأدبية تأسيسا بلغ عدد إصداراته 120 إصدارا، ولا أعتقد أن في الصوالين الأدبية شللية، إذ أنها أكثر نخبوية فصاحب الصالون يدعو ضيفا معينا في مجال معين وبالتالي يدعو المهتمين بهذا الشأن. غتار: ليست بديلا للأندية يقول صاحب منتدى الثقفي بالطائف الشاعر الدكتور سامي غتار الثقفي: المنتديات والصوالين الأدبية تؤدي دورًا كبيرًا في خدمة الثقافة والأدب، وأغلبها قامت بمبادرات فردية لأدباء أو مثقفين للمشاركة في الحراك الثقافي، أما النظر لها على أنها مجرد حديث عابر يختتم بوجبة عشاء فهذه نظرة مجحفة وغير منصفة، ورأى أنها تتفاوت في عطائها ومشاركتها حسب الإمكانيات المتاحة، والاختصاص الذي تمارسه، ومن خلال تجربتنا في منتدى الثقفي فإنها تقوم على العمل التطوعي الذي يواجه العديد من المعوقات، وتحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي الكبير، وكلنا آمل في وزارة الثقافة والقائمين عليها وعلى رأسهم سمو الأمير بدر بن فرحان في التفاتة كريمة لهذه الصوالين والمنتديات؛ تنظيمًا ودعما. وأما الحديث عن دورها في سد النقص الذي خلفته الأندية الأدبية؛ فهذا غير صحيح؛ بل الأمر يقوم على التكاملية في الأدوار؛ ولكل منتدى أو صالون خطته التي يتم من خلالها تحديد العناوين والضيوف والفعاليات والتي يجب أن تكون دون تحيز أو شللية. السالمي: حاضنة للأدب وليس صحون لحم وأرز يقول الأديب حمّاد السالمي وهو صاحب صالون ثقافي: المنتديات والصوالين الثقافية الخاصة من أشكال مؤسسات المجتمع المدني التي تنم عن وعي حضاري كبير، وهي ليست خاصية سعودية ولا جديدة ولكنها عالمية وعربية ثم خليجية وسعودية، تبناها رواد الأدب في مصر والشام والخليج والمملكة منذ عشرات الأعوام وبرز منها شعراء وأدباء وباحثون جادون. وصدر عنها بحوث وكتب شهيرة، وهي منتديات وصوالين تحمل أسماء أصحابها في الرياض والأحساء ومكة وجدة والطائف وغيرها كما هي ديوانيات في الكويت والبحرين والإمارات وكثير منها سبقت في ظهورها الأندية الأدبية الرسمية، وبالتالي هي راعية وحاضنة للأدب والأدباء وليست مجرد صحون لحم وأرز كما يظن أولئك الذين يمشون على بطونهم وليس لهم نصيب منها سوى الذم والانتقاص حسدا وقلة عقل... ومن جهة ثانية لم تأت هذه الصوالين لتغطية ضعف أو منافسة للأندية الأدبية الرسمية لأنها سابقة لها في الظهور ولأن من أصحابها من ينتمي لهذه الأندية في رئاساتها ومجالسها الإدارية. ومن واجبنا شكر ودعم أصحابها لأنهم ينهضون بدور توعوي في أوساطهم الأدبية والثقافية ومن خلال مناشطهم نستطيع قياس النبض الثقافي للمجتمع وبث رسائل وطنية واجتماعية وثقافية يحتاجها المجتمع، والسخرية أو الخوف من هكذا نشاط أدبي خاص مصدره الجهل أولا ثم العجز عن القيام بمثله ثم نكران الجميل وعدم الوفاء مع من كانوا وما زالوا أوفياء مع أدب وثقافة مجتمعهم. الزهراني: الأندية الأدبية ليست ضعيفة يضيف رئيس أدبي الباحة الأديب الشاعر حسن بن محمد الزهراني: لا أعتقد أن أرباب الصوالين سيرضون على أنفسهم بأن ما لديهم مجرد ثرثرة ووجبة عشاء، كما أن معظمهم من الأسماء الثقافية البارزة. ونفى ما يتردد عن ضعف الأندية الأدبية، مشيرا إلى أنها هي التي تقود حركة الثقافة والأدب عبر نشاطات أسبوعية متواصلة ومتميزة، تنوّعا شمولية، ومن يتابع سيجدها تسعى من خلال نشاطاتها إلى احتواء جميع الأطياف والأعمار إضافة إلى ما تقيمه من ملتقيات ومهرجانات سنوية يشارك فيها كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين من المملكة والوطن العربي والعالم أيضا، ولن أنسى ما رفدت به المكتبة العربية من مئات الكتب التي تصدرها سنويا. وعاد للتساؤل: أين الضعف المزعوم في الأندية الأدبية ؟ وأجاب : ربما تتفاوت الأندية الأدبية في نشاطاتها لبعض الظروف المحيطة بها، وهذا أمر طبيعي لكنها في الغالب وبشهادة كبار الأدباء والمثقفين محليا وعربيا تؤدي دورها بكل اقتدار، ونحن على أي حال نرحب بكل نقد بناء يرتقي بالعمل الثقافي في وطننا، أما الاتهامات الجزاف فلا نقبلها، وقد كافحت الأندية الأدبية رغم ما تمر به من معاناة نتيجة ضعف الإعانة السنوية التى تصرف لها ولاتفي بعشر الطموحات التي نطمح إليها وقد بقيت على مليون ريال منذ نصف قرن رغم ما شهدته المملكة من نقلات بل وقفزات نوعية في شتى المجالات. أما الصوالين الأدبية فتأتي بناء على عشق ورغبة صاحب الصالون في أن يقدّم للثقافة ما يستطيع، والصالون يعتمد على صداقات ومعارف صاحب الصالون، لذلك ستجد أكثر من يدعى من أصدقائه ومعارفه، وهذا حقّه فلا يستطيع أحد أن يلومه، إنما تنتقد الشللية إذا كانت من جهة رسمية، وما أراه أن الصوالين الأدبية مظهر حضاري ليس جديد منذ أيام الخلافة الراشدة وما بعدها في الدول الأموية والعباسية وما بعدها، حيث كان من المعتاد أن يكون هناك مجلس أدبي خاص ابتداء بالخليفة ونهاية بعامة الشعب. الصالونات والأندية الأدبية 16 ناديا أدبيا في الوقت الراهن 50 صالونا أدبيا وثقافيا ازدهرت منذ بدايات الدولة السعودية الثالثة الملك المؤسس ناقش القضايا الكبرى في مجلسه الثقافي 16 ناديا أدبيا في الوقت الراهن الصوالين الأدبية السعودية تتميز بالتنوع وزارة الثقافة تسعى إلى إحياء المقاهي الثقافية دعوات إلى إنشاء صوالين ثقافية نسائية الصوالين تواجه اتهامات بالشللية دعوات للتكامل بين الأندية والصوالين مقترحات بمد مظلة الرعاية الرسمية للصوالين الأدبية

مشاركة :