«رباعي الحوار التونسي» يتسلم جائزة «نوبل» للسلام اليوم

  • 12/11/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تسلم جائزة «نوبل» للسلام اليوم (الخميس) إلى «رباعي الحوار التونسي» تكريماً لجهوده في عملية الانتقال الديموقراطي في تونس عبر الحوار، وهي الوسيلة التي يحبذ المنظمون ان تعتمد في سورية وليبيا. وأعلن رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان عبدالستار بن موسى أمس خلال مؤتمر صحافي في أوسلو أن «الأسلحة لا يمكن أبداً أن تكون الحل، لا في سورية ولا في ليبيا»، مضيفاً «هناك حاجة للحوار وليس للمقاتلين أو الدماء». وهذه الرابطة تشكل مع «الاتحاد العام التونسي للشغل» (المركزية النقابية القوية) و«الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة» (منظمة ارباب العمل) و«الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين» (نقابة المحامين) الرباعي الراعي للحوار الوطني في البلاد. ويبدأ الحفل عند الساعة 13:00 (12:00 توقيت غرينيتش) في مقر بلدية أوسلو بحضور ملك النروج هرالد وأعضاء الحكومة النروجية. وتسلم جوائز «نوبل» الأخرى، الآداب والكيمياء والطب والكيمياء والاقتصاد خلال النهار في ستوكهولم. وساهمت هذه المنظمات الأربع المعروفة في تونس باسم «الرباعي الراعي للحوار الوطني» في مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة «النهضة الإسلامية» التي وصلت إلى الحكم نهاية 2011، ومعارضيها. وحملتهم هذه المنظمات على «التوافق» لتجاوز أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 نتيجة اغتيال محمد البراهمي، وهو نائب في البرلمان معارض للإسلاميين. واعتبرت لجنة «نوبل» حين منحت هذه المنظمات الجائزة في 9 تشرين الأول (أكتوبر) أن تونس، وفي أوج الاضطرابات التي خلفها الربيع العربي، تشكل نموذجاً ناجحاً يجب أن يكون مصدر وحي للدول الأخرى. وفيما غرقت ليبيا المجاورة واليمن وسورية في الحرب والعنف أو الفوضى إلى جانب عودة مظاهر القمع في مصر، فإن تونس تمكنت من وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات حرة. وقال أمين عام «الاتحاد العام التونسي للشغل» حسين العباسي أمس أن «تونس تشكل استثناء في الوقت الراهن بين دول الربيع العربي، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تطبيقه في دول أخرى». وقال رئيس الهيئة الوطنية للمحامين الفاضل محفوظ أن «الخلافات ومهما كانت طبيعتها يمكن تجاوزها عبر الحوار». لكن عملية إرساء الديموقراطية في تونس تبقى هشة مع التهديد المتطرف، فيما أعلنت السلطات للمرة الثانية هذا العام حالة الطوارئ في البلاد بعد هجوم انتحاري استهدف حافلة لعناصر الأمن الرئاسي، وأوقع 12 قتيلاً في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأبدت «منظمة العفو الدولية» قلقها ازاء عمليات الدهم والتفتيش والتوقيف التي تنفذها قوات الأمن التونسية. وقالت في مطلع كانون الأول (ديسمبر) الجاري أنه يتعين «على الحكومة الحالية ان تحرص بعناية على عدم العودة إلى التعذيب والقمع بعنوان مكافحة الإرهاب». وأكد بن موسى أن «الإرهاب ينبع من قمع حقوق الإنسان». وقبل اعتداء 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، شهدت تونس اعتداءين كبيرين داميين في 2015، استهدف الأول متحف باردو في العاصمة في آذار (مارس) الماضي وخلف 22 قتيلاً، واستهدف الثاني فندقاً بالقنطاوي قرب سوسة (وسط شرقي) في حزيران (يونيو) الماضي وخلف مقتل 38 سائحاً. وأصيب أمس خمسة جنود بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار مع متطرفين في الجبال. وفي المقابل، قدر فريق عمل تابع إلى الأمم المتحدة عدد التونسيين الذين توجهوا إلى ليبيا والعراق وسورية للانضمام إلى تنظيمات متطرفة بحوالى خمسة آلاف، ما يجعل من تونس أحد أكبر مزودي التنظيمات المتطرفة بالعناصر. وقال بن موسى «يجب التصدي للإرهاب من جذوره» مشيراً إلى «الفقر والتهميش». ويواجه القطاع السياحي الذي كان يشكل حتى الآن حوالى 7 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي ويؤمن حوالى 400 الف وظيفة مباشرة أو غير مباشرة، أزمة كبرى منذ اعتداء سوسة. وتراجعت إيرادات السياحة في تونس على مدى عشرة أشهر من 2015 بأكثر من 33 في المئة، وعدد السياح بنحو 34 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من 2014، وفق ما أعلن البنك المركزي التونسي في مطلع الشهر الجاري. وقالت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والحرف التقليدية وداد بوشماوي حول مسألة زيادة الرواتب في القطاع الخاص، «نجحنا في انتقالنا الديموقراطي، لكن علينا أن ننجح في الانتقال الاقتصادي للبلاد». وجائزة «نوبل» عبارة عن ميدالية ذهبية وشهادة، وشيك بقيمة ثمانية ملايين كورون سويدي (863 ألف يورو).

مشاركة :