الراحل الكبير خليفة بن زايد قائد مرحلة التمكين والمبادرات الإنسانية

  • 5/14/2022
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬بكثيرٍ‭ ‬من‭ ‬الحزنِ‭ ‬والأسى‭ ‬فقدت‭ ‬الأمتان‭ ‬العربيَّةُ‭ ‬والإسلاميَّةُ‭ ‬والعالمُ‭ ‬أجمع‭ ‬صباحَ‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة‭ ‬صاحبَ‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬بعد‭ ‬مسيرةٍ‭ ‬طويلةٍ‭ ‬من‭ ‬العطاءِ‭ ‬والتنميةِ‭ ‬والرخاء‭ ‬قادَ‭ ‬خلالها‭ ‬دولةَ‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬مصافِ‭ ‬الدولِ‭ ‬الحديثة‭ ‬المتقدمة‭ ‬بكل‭ ‬أمانةٍ‭ ‬وإخلاص‭. ‬ وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارةُ‭ ‬شؤون‭ ‬الرئاسةِ‭ ‬الإماراتية‭ ‬الحدادَ‭ ‬الرسمي‭ ‬وتنكيسَ‭ ‬الأعلامِ‭ ‬على‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬مدة‭ ‬أربعين‭ ‬يومًا‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬وتعطيل‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والدوائر‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاتحادية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬مدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭. ‬ وقد‭ ‬نعى‭ ‬حضرةُ‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬أخاه‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الذي‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬بعد‭ ‬عمرٍ‭ ‬حافلٍ‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجازات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬شعبه‭ ‬وأمته‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ونصرة‭ ‬قضاياها،‭ ‬مؤكداً‭ ‬جلالته‭ ‬أن‭ ‬الفقيدَ‭ ‬كان‭ ‬قائدًا‭ ‬حكيمًا‭ ‬كرّس‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬شعبه‭ ‬وأمته‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء‭. ‬ وفي‭ ‬رثاءٍ‭ ‬مُودّعٍ‭ ‬حزين‭ ‬وصف‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أخاه‭ ‬وعضيده‭ ‬ومعلمه‭ ‬فقيد‭ ‬الإمارات‭ ‬الكبير‭ ‬وابنها‭ ‬البار‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬قائد‭ ‬‮«‬مرحلة‭ ‬التمكين‮»‬‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وأمين‭ ‬رحلتها‭ ‬المباركة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إنجازات‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬ومواقفه‭ ‬وحكمته‭ ‬وعطاءه‭ ‬ومبادراته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬الوطن‭.‬ كما‭ ‬نعى‭ ‬المغفورَ‭ ‬له‭ ‬عددٌ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ملوكِ‭ ‬وأمراء‭ ‬ورؤساء‭ ‬وزعماء‭ ‬العالم‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬والوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬إن‭ ‬دلّ‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬فهو‭ ‬يدلُّ‭ ‬على‭ ‬مشاعرِ‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬والمحبة‭ ‬التي‭ ‬يكنونها‭ ‬للفقيد‭ ‬الكريم‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ومبادرات‭ ‬لم‭ ‬يغمر‭ ‬بها‭ ‬شعبه‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬امتدت‭ ‬إسهاماتها‭ ‬وآثارها‭ ‬السخية‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬ نشأة‭ ‬الفقيد‭ ‬ومناصبه ويعدُّ‭ ‬الشيخ‭ ‬الراحل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬التاريخية‭ ‬المشهود‭ ‬لها‭ ‬بالعطاء‭ ‬والبذل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬45‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬شارك‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬صباه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬والده‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التأسيس‭ ‬لبناء‭ ‬الوطن‭ ‬ومواكبة‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأنجز‭ ‬بهمةٍ‭ ‬وكفاءةٍ‭ ‬ودرجةٍ‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬المهامَ‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناصب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬شغلها‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬بناء‭ ‬نهضة‭ ‬إمارة‭ ‬أبوظبي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭.‬ ويعدُّ‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬الرئيس‭ ‬الثاني‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬والحاكم‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬لإمارة‭ ‬أبوظبي‭ ‬والقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬حيث‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬2004م‭ ‬خلفاً‭ ‬لوالده‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬مؤسس‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية،‭ ‬ووُلد‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬قلعة‭ ‬المويجعي‭ ‬بمدينة‭ ‬العين‭ ‬الإماراتية‭ ‬عام‭ ‬1948م‭.‬ وفي‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1966م‭ ‬عُيّن‭ ‬ممثلا‭ ‬لحاكم‭ ‬أبوظبي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬ورئيسا‭ ‬لنظامها‭ ‬القانوني،‭ ‬كما‭ ‬عين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1969م‭ ‬وليًّا‭ ‬للعهد‭ ‬لإمارة‭ ‬أبوظبي‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬أول‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬محلي‭ ‬لإمارة‭ ‬أبوظبي‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حقيبتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والمالية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1971م‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أصبح‭ ‬نائبًا‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الاتحادي‭ ‬عام‭ ‬1974م،‭ ‬وعُين‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬نائبًا‭ ‬للقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭.‬ قائد‭ ‬مرحلة‭ ‬التمكين‭ ‬والنهضة احتلت‭ ‬رفاهية‭ ‬المواطن‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬له‭ ‬وإسعاده‭ ‬أولويات‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬فقد‭ ‬عرفت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬مواكبة‭ ‬للألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬أرقى‭ ‬الخدمات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والإسكان‭ ‬والرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬للمواطنين‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والمستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬لهم‭ ‬ولأبنائهم‭.‬ ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الخطوات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬هو‭ ‬إعلانه‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬التمكين‮»‬‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والعلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬الرابع‭ ‬والثلاثين‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬مُدشنًا‭ ‬عصرًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬التمكين‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمواطنين‭ ‬بفتح‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭ ‬أمام‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬بإعلان‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي‭ ‬وتمكينه‭ ‬ليكون‭ ‬سلطة‭ ‬مساندة‭ ‬ومرشدة‭ ‬وداعمة‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬وليكون‭ ‬أكبرَ‭ ‬قدرة‭ ‬وفاعلية‭ ‬والتصاقًا‭ ‬بقضايا‭ ‬الوطن‭ ‬وهموم‭ ‬المواطن،‭ ‬يبدأ‭ ‬بتفعيل‭ ‬دوره‭ ‬عبر‭ ‬انتخاب‭ ‬نصف‭ ‬أعضائه‭. ‬وتم‭ ‬بالفعل‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التاريخية‭ ‬بنجاح‭ ‬بإجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬حرة‭ ‬مباشرة‭ ‬لنصف‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬دورتين‭ ‬متتاليتين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2006‭ ‬وعام‭ ‬2011‭ ‬بمشاركة‭ ‬فاعلة‭ ‬للمرأة‭ -‬لأول‭ ‬مرة‭- ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬فوز‭ ‬مرشحة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مثّل‭ ‬انتصارًا‭ ‬وتمكينًا‭ ‬حقيقيًّا‭ ‬للمرأة‭ ‬الإماراتية‭.‬ كما‭ ‬أولى‭ ‬الشيخُ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بمشاريع‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ومرافق‭ ‬الخدمات‭ ‬المختلفة‭ ‬ووضع‭ ‬اللبنة‭ ‬الأساسية‭ ‬لتنمية‭ ‬وازدهار‭ ‬النهضة‭ ‬العمرانية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬إمارات‭ ‬الدولة‭ ‬السبع‭ ‬عبر‭ ‬بناء‭ ‬جهاز‭ ‬إداري‭ ‬حديث‭ ‬ومتطور‭ ‬وبنى‭ ‬تحتية‭ ‬ومعلوماتية‭ ‬ورقمية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتقديم‭ ‬حزم‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬والاتحادية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬إيقاع‭ ‬العصر‭.‬ ‭ ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والصندوق‭ ‬السيادي‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬جذب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬والاستثمارات‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ومناخ‭ ‬استثماري‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الرفيع‭ ‬والمأمون‭ ‬ساعد‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تمتعها‭ ‬بمكانة‭ ‬متميزة‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭. ‬ وفي‭ ‬سبيل‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن‭ ‬الإماراتي‭ ‬وترسيخًا‭ ‬لعلاقات‭ ‬المحبة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬شعبه،‭ ‬أسَّس‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ (‬دائرة‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمباني‭ ‬التجارية‭) ‬التي‭ ‬عُرفت‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ (‬بلجنة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭) ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتقديم‭ ‬تمويلات‭ ‬سخية‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬فوائد،‭ ‬لإنشاء‭ ‬مبانٍ‭ ‬تجارية‭ ‬تدرّ‭ ‬عليهم‭ ‬عوائد‭ ‬مالية‭ ‬دورية،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬دخول‭ ‬المواطنين‭ ‬ورفع‭ ‬مستواهم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.‬ كما‭ ‬أطلقَ‭ ‬المغفورُ‭ ‬العديدَ‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تهدفُ‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬أبرزها‭ ‬تأسيس‭ ‬جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬الدولية‭ ‬لنخيل‭ ‬التمر‭ ‬والابتكار‭ ‬الزراعي‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار‭ ‬الزراعي‭ ‬ودراسات‭ ‬أبحاث‭ ‬نخيل‭ ‬التمر‭ ‬وانتشارها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وجائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬للامتياز‭ ‬والتي‭ ‬أطلقت‭ ‬كخارطة‭ ‬طريق‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬لقطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وإنشاء‭ ‬مؤسسة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتتمثل‭ ‬رؤيتها‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬رائدة‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬استحداث‭ ‬جائزة‭ ‬خليفة‭ ‬التربوية‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬التعليم‭ ‬والممارسات‭ ‬التربوية‭ ‬المبدعة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬أبشر‮»‬‭ ‬لتعزيز‭ ‬مشاركة‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬بالتدريبات‭ ‬اللازمة‭ ‬واعتماد‭ ‬السياسة‭ ‬العليا‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والابتكار‭ ‬بميزانية‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬300‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬برنامج‭ ‬خليفة‭ ‬لتمكين‭ ‬الطلاب‭ ‬ومبادرة‭ ‬‮«‬أقدر‮»‬‭ ‬لتعزيز‭ ‬المهارات‭ ‬القرائية‭.‬ سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬متوازنة‭ ‬وفاعلة وعلى‭ ‬صعيدِ‭ ‬السياسةِ‭ ‬الخارجيَّةِ‭ ‬للدولة،‭ ‬حرصَ‭ ‬المغفورُ‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬والده‭ ‬الراحل‭ ‬التنموية‭ ‬والنهضوية‭ ‬عبر‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬مؤسسات‭ ‬قوية‭ ‬عصرية‭ ‬ذات‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬متزنة‭ ‬ورشيدة‭ ‬ومستقلة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الآخرين‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتجنيب‭ ‬الشعوب‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ وتعدُّ‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬عضوا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬داخل‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬المشترك‭ ‬وداعمًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬لاستقرار‭ ‬دولها‭ ‬ونمائها‭ ‬ونهضتها،‭ ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬عاشت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أزهى‭ ‬عصور‭ ‬الحريات‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الحقوقي‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ سجلٌ‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الدولية ولطالما‭ ‬حرص‭ ‬سمو‭ ‬الفقيد‭ ‬الراحل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬عنوانًا‭ ‬عريضًا‭ ‬ومشرفًا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للدول‭ ‬والشعوب‭ ‬المنكوبة‭ ‬والمتضررين‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وآثار‭ ‬الحروب‭ ‬والأزمات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬لذلك‭ ‬جاء‭ ‬قرار‭ ‬سموه‭ ‬بتأسيس‭ (‬مؤسسة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭) ‬مرتكزة‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬محليًّا،‭ ‬إقليميًّا‭ ‬وعالميًّا‭ ‬لتمتد‭ ‬مساعداتها‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬87‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.. ‬فلا‭ ‬تكاد‭ ‬رقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬في‭ ‬أصقاع‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬وكان‭ ‬لمؤسسة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬غرس‭ ‬للخير‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬مستشفيات‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬ودعم‭ ‬الأبحاث‭ ‬الطبية‭ ‬العملية‭ ‬لأمراض‭ ‬السرطان‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الغذائية‭ ‬والطبية‭ ‬العاجلة‭. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬تاريخها‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬مبادراتها‭ ‬السخية‭ ‬وشراكاتها‭ ‬التنموية‭ ‬لدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬إيماناً‭ ‬منها‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬المشترك‭ ‬تعزيزًا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بهذه‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭.‬ جوائز‭ ‬وأوسمة‭ ‬تعكس‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام لقد‭ ‬كرَّس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬حياته‭ ‬منشغلا‭ ‬بتحقيق‭ ‬الرفاهية‭ ‬والتطور‭ ‬والنماء‭ ‬والسعادة‭ ‬لشعبه‭ ‬الشقيق‭ ‬الكريم‭ ‬فاستحق‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬قوائم‭ ‬الرؤساء‭ ‬والزعماء‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بحسب‭ ‬صحيفة‭ ‬التايمز‭ ‬البريطانية‭.‬ كما‭ ‬احتلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬عالميًّا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنين‭ ‬بالقادة‭ ‬السياسيين‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬148‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬الدولية‭ ‬للمنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬‮«‬دافوس‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2013‭-‬2014‭.‬

مشاركة :