أحمال الكهرباء الزائدة والتخزين العشوائي يرفعان حرائق الصيف

  • 5/14/2022
  • 23:57
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد فصل الصيف كل عام، العديد من الحرائق التي ينتج عنها مآسٍ لما تخلفه من أضرار مادية وبشرية في الأسواق والمنشآت والأحياء السكنية، لأسباب متعددة يغلب عليها الإهمال. وترصد «اليوم» الأسباب الحقيقية للحرائق وطرق الوقاية منها والتعامل معها.وأكد مختصون أن حوادث الحرائق في فصل الصيف تعود للأحمال الزائدة والتصرفات الخاطئة، وإهمال إجراءات السلامة في المنازل والمنشآت وأبرزها التخزين العشوائي وخاصة للمواد الكيميائية، ما يساعد على اشتعال الحرائق نتيجة حدوث التماسات كهربائية، مشيرين إلى أهمية وجود أجهزة الإنذار في المنازل والمنشآت للسيطرة عليها قبل تفاقمها، والتوعية بالطرق الصحيحة لإخمادها.التثقيف بنظرية الاشتعالأكد مختص السلامة المهنية علي الطويل، أهمية التعرف على نظرية الاشتعال أو ما يسمى نظرية مثلث الحريق، والتي تلعب الدور الرئيس في الوقاية ومنع نشوب الحريق، والابتعاد عن أي مصدر حراري من مواد القابلة للاشتعال في وجود الأوكسجين. وأوضح أن الشمس مصدر عالي الحرارة بالصيف، ما يستوجب عدم إبقاء أي مواد قابلة للاشتعال في أحواش المنازل. كما نصح بإعادة ترتيب مخزن البيت وكراج السيارة والمطبخ وغرفة الغسيل والتخلص من أي مواد مخزنة مضى عليها عام أو عامان دون استخدام، وهذا دليل على أنها أصبحت خارج الحاجة، بل قد تكون تلفت وأنت لا تعلم بذلك مثل بقايا الأصباغ وعلب التنر والمذيبات الطيارة وغيرها من المواد الكيميائية الخطيرة القابلة للاشتعال بالحرارة. مبينا أن الدفاع المدني ذكر أن أحد أسباب الحرائق المنزلية هو التخزين العشوائي.وقال إن نظرية الاشتعال المجهولة الفهم والتطبيق لدى الكثير، تتكون من ثلاثة عناصر وهي: حرارة، ومواد قابلة للاشتعال «وقود الحريق»، والأكسجين، وفي حال المكافحة يجب تفكيك هذه العناصر عن بعضها البعض، بمقابل الحرارة هناك التبريد، ومقابل «وقود الحريق» يأتي التجويع، إضافة إلى الخنق مقابل الأكسجين وكلها تكتيكات يقوم بها رجال الدفاع المدني في مكافحة الحريق حسب الحالة والاحتياج، وربة المنزل حينما تستخدم بطانية الحريق لإخماد حريق الطبخ، فهي تستخدم نظرية مثلث الحريق في خنق الحريق بمنع وصول الأوكسجين له، وعندما تغلق أسطوانة الغاز بحريق الفرن مثلا فهي تجوع الحريق، ومنها أيضا إبعاد السيارات القريبة من السيارة المشتعلة بالنار.وأوصى عند شراء مكيفات للبيت بالبحث عن الجودة والمواصفات والابتعاد عن السوق السوداء، سواء المسوقين للمنتجات الرديئة غير المطابقة للمواصفات أو عمال التركيب قليلي الخبرة، والوقوف مع العامل من بداية تركيب المكيف والتركيز على العمل المميز، وخصوصا أثناء تركيب وشبك سلك التأريض، والمحافظة على مستوى ميزان الماء لمنع تسرب وتنقيط المياه في الغرفة من الوحدة الداخلية للمكيف.ولفت إلى ضرورة الابتعاد عن المواد السوقية التي استغلت الحاجة لتبريد مياه الخزانات بالصيف، عبر إنشاء قاعدة بمقاس غطاء الخزان لتركيب مروحة تبريد، إلا أنها كانت بلا جدوى ولم تكن مدروسة هندسيا، مضيفا أنه تم تطوير فكرة السوقيين بإسقاط وحدات الهواء داخل خزانات المياه دون ترخيص من جهة رسمية أو وكالة بيع أو ضمان من شركة منتجة، ودليل ذلك لا تجد هذه الأنشطة إلا في محلات السباكة ومحلات بيع خزانات المياه بالسوق، موصيا لتفادي الاستهلاك الزائد من تبريد كامل مياه المنزل، شراء برادة مياه ١٢٠ لتر/ساعة وتوصيلها بالتوازي مع سخان المياه بالبيت، بحيث في الشتاء يعمل السخان وبالصيف يعمل البراد.التخزين الآمن وبيانات السلامةوأشار مستشار الأمن والسلامة عبدالهادي القرني إلى خطر المواد الكيميائية وتسببها في الحرائق، مؤكدا أن كل مادة كيميائية لها شروط معينة من استيرادها إلى نقلها وتخزينها واستخدامها والتخلص منها، وكل مادة لها شروط معينة للتعامل معها، كما أن المصنع يعطي لكل منها بيانات السلامة تحت مسمى «sds»، وأن المواد الكيميائية عندما تحزن في مستودع يجب أن يكون متواكبا مع نوعية المادة المخزنة من حيث درجة الخطورة «منخفضة ومتوسطة وعالية»، ولكل درجة لها نظام معين في المكافحة، لذلك قبل تخزين المواد يجب معرفة المستودع الذي سوف تخزن فيه وهل هي توافق شروطه ومعاييره مع درجة ونوع خطورة المادة المخزنة من عدمه.وقال إن هناك مواد كيميائية عالية الخطورة ولها حس أمني عالٍ جدا، ويجب تكثيف الرقابة عليها، لأنها تساعد في صناعة المواد المتفجرة، كما توجد مواد كيميائية بسيطة مثل المنظفات والمعقمات، مشيرا إلى أهمية تخزينها بطريقة متزنة، وفق الاحتياج أو حسب الطلب عليها سواء في الصناعات أو التركيبات والمختبرات وغيرها. وأوصى بعدم تخزين المواد في مناطق نائية بعيدة عن المستودعات الأخرى؛ لأن المواد الكيميائية تتسرب منها أبخرة، مبينا أن أسباب الحرائق كثيرة وأحدها التفاعلات الكيميائية الذاتية التي تشتعل تلقائيا دون تدخل البشر، والسلوكيات البشرية الموجودة داخل المستودع إما بسبب التدخين أو الأنظمة المستخدمة أو الأجهزة الكهربائية أو سكن عمال داخل المستودع أو وجود أعمال حارة داخل المستودع.وشدد على ضرورة وضع أنظمة إطفاء تلقائية مثل نظام الرش الآلي عند حدوث حريق، ووضع آلية لمكافحة المواد الكيميائية من قبل فرق تدخل خاصة ولهم ملابس واقية خاصة بهم.تأثيرات ضارة بالإنسان والبيئةقال المهندس الكيميائي حسين الحجري، إن الانبعاثات الكيميائية تزداد في ظل ظروف التخزين السيئة وخصوصا في ظل درجات حرارة الجو المرتفعة، مبينا أن المادة الكيميائية المسربة، وخاصة عندما تكون متطايرة أو غازية في درجة حرارة الغرفة، يمكن حينها أن تسبب التسمم، مضيفا أنه في حال لم تحتوِ المادة الكيميائية المنسكبة على أي خاصية سمية خطيرة، قد يمكنها إطلاق مادة سامة عندما تتفاعل مع البيئة أو مع غيرها من المواد الكيميائية المخزنة في نفس المكان.وذكر م.الحجري، أن التخزين السيئ للمود الكيميائية يسبب مشاكل صحية للأفراد والعاملين، إضافة إلى مخاطر للمنشآت والحيوانات والنباتات والجمهور العام خارج الموقع، وذلك عند انسكابها، حيث قد تؤثر سلبا على التربة والجداول والمياه الجوفية بشكل لا رجعة فيه، مما يؤثر على المجتمعات المحيطة، كما يمكن أن تتسبب في حرائق أو انفجارات عرضية، موصيا باتباع شروط السلامة في تخزين المواد الكيميائية حسب ضوابط الدفاع المدني.تركيب أنظمة إطفاء تلقائيةممارسات خاطئةأشار المتخصص في الكهرباء والأجهزة المنزلية عبدالرحمن الغزواني إلى أهمية التنبيه مع دخول فصل الصيف عن أهم الممارسات الخاطئة في استخدام الكهرباء التي قد تتسبب في الحرائق، ومنها استخدام التوصيلات الكهربائية لتشغيل أجهزة كهربائية عالية الجهد، وتحميل الأسلاك فوق طاقتها، وضع أجهزة التسخين في مكان قريب من المواد القابلة للاشتعال، وإهمال وترك الشواحن المتنقلة داخل السيارة أو في أماكن تعرضها لأشعة الشمس والحرارة العالية مما قد يؤدي إلى انفجار الشاحن ونشوب الحرائق، داعيا الجميع للتأكد من سلامة الأسلاك والتوصيلات الكهربائية والشواحن المتنقلة وإبعادها عن الستائر والفرش والمواد القابلة للاشتعال».

مشاركة :