تواجه سريلانكا منذ شهور نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية، وسط توقعات رئيس الوزراء الجديد بأن الأزمة ستزداد سوءا، مع عجز الدولة بالالتزام بواجباتها. وفي وقت تعول فيه البلاد على مفاوضات مع صندوق النقد، عينت سريلانكا أمس، أول وزراء حكومة وحدة مكلفة بإنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية العميقة، لكنها لا تحظى بدعم المعارضة. يحاول رانيل ويكريميسينجه، رئيس الوزراء المعين أمس، تشكيل ائتلاف متعدد الحزب يمكن أن يبدأ بإصلاح الأوضاع المالية المتدهورة في الجزيرة. لكن أحزاب المعارضة عدت أن تعيينه غير شرعي وطالب بعض النواب بإجراء انتخابات جديدة، وفقا لـ"الفرنسية". ودفع ذلك ويكريميسينجه للاعتماد على دعم النواب المتحالفين مع الرئيس جوتابايا راجاباكسا، الذي يحمله كثر مسؤولية الأزمة، التي أوصلت اقتصاد البلاد إلى حافة الانهيار. وأعلن مكتب راجاباكسا أمس، تعيين أربعة وزراء بينهم جامينى بيريس، الذي عاد إلى وزارة الخارجية بعد أيام فقط من مغادرتها إثر حل الحكومة السابقة. وبيريس والوزراء الثلاثة الآخرون أعضاء في حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا الذي يتزعمه راجاباكسا. ولا تزال حقيبة المالية المهمة للغاية شاغرة في وقت تجري سريلانكا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ. ورفض أكبر أحزاب المعارضة ساماجي جانا بالاوجايا وأربعة أحزاب أخرى دعم الحكومة، ما دام راجاباكسا رئيسا. وتنظم منذ أسابيع تظاهرات حاشدة ضد الرئيس الذي يتهمه خصومه بسوء إدارة البلاد والفساد، ولا يزال المئات معتصمين خارج مكتبه المطل على البحر في العاصمة كولومبو مطالبين بتنحيه. واستقال شقيق الرئيس الأكبر ماهيندا راجاباكسا من منصبه كرئيس للوزراء الإثنين بعد أن هاجم أنصاره متظاهرين سلميين. وقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 200 في المواجهات التي تلت ذلك، وقد أضرمت حشود غاضبة النيران في منازل عشرات الشخصيات الموالية لراجاباكسا. ومنعت مذاك محكمة ماهيندا من مغادرة البلاد، وقد لجأ إلى قاعدة ترينكومالي البحرية في شرق سريلانكا. واستعادت قوات الأمن النظام وفرض حظر تجول على مستوى البلاد معظم أيام الأسبوع. وصرح رانيل ويكريميسينجه للصحافيين بعيد توليه منصبه بأن البلاد تمر بأسوأ أزمة على الإطلاق. وتعاني سريلانكا منذ شهور نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية، وهو وضع قال ويكريميسينجه إنه سيزداد سوءا.
مشاركة :