تحول شعب البحرين في السنوات الأخيرة إلى شعب مفرط الوزن، فإدماننا على الأطعمة السريعة، وطرق الإشباع الفورية، وأساليب الحياة غير الصحية المتنوعة جعلنا في حالة إنكار للعواقب على المدى الطويل لإضافة أكثر بكثير من بضعة كيلوجرامات إضافية. وتمثل البدانة أحد أهم أسباب الرئيسية للوفيات التي يمكن تجنبها، وتزيد البدانة كذلك من مخاطر الإصابة بالمرض بما يقرب من ثلاثين حالة طبية مختلفة ولعل أهمها مرض ارتفاع ضغط الدم. وقد أظهر المسح الوطني لعوامل الخطورة المؤدية للإصابة بالأمراض المزمنة والذي أجري في عام 2007 م على البحرينيين في الفئة العمرية من 19 إلى 65 سنة، أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بلغت 38.2% عند الذكور و 42.9% عند الإناث.. وتستمر الأرقام في التزايد كل عام. ويرتبط هذا المرض بالعديد من المضاعفات التي تؤثر سلباً على القلب والشرايين والدماغ والكلى والعيون.. كما ويرفع من معدلات الوفيات، لذلك يعتبر هذا المرض تحدياً صحياً كبيراً للمواطنين والحكومة. إن العبء المادي الناجم عن الأمراض غير السارية ومنها ارتفاع ضغط الدم آخذ في التنامي وتبلغ كلفة الأدوية التي توفرها وزارة الصحة لمرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في العام الحالي 2015م نحو 8 ملايين دينار. علماً أن هذه التكلفة لا تتضمن الأدوية التي يتم توفيرها في المستشفيات الحكومية التي تقع تحت إشراف وزارة شؤون الدفاع أو في المستشفيات الخاصة والصيدليات. ورغم أن وزارة الصحة في مملكة البحرين تعمل على تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة، والتي تساهم في زيادة الوعي للحد من عوامل الخطورة من أجل خفض معدل الوفيات المبكرة وتحسين نوعية الحياة، إلا أن القطاعات الغير صحية (القطاعات الحكومية الأخرى، المجتمع المدني، والدوائر الأكاديمية) مطالبة بزيادة الإسهام في التوعية لهذا المرض بدءاً من المدرسة مروراً بمراحل الحياة المختلفة. ] الطبيب عبدالله بن علي