ارتفاع ضغط الدم هو العامل الرئيسي لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، ومع ذلك فإن معظم الناس لا يعرفون ما إذا كانوا مصابين به أم لا. قبل ثلاث سنوات، تفاجأت إيفا ستورم جونسون، من لاس فيغاس، بأن ضغط دمها وصل إلى 190/115 - أعلى بكثير من الضغط العادي الذي يكون 120/80 ــ وعندما قال لها الطبيب المعالج إنها لا ينبغي أن تقلق، تحولت جونسون إلى د. كيمبرلي آدمز، الطبيب العام الذي أرسلها بدوره إلى طبيب القلب ذائع الصيت د. تالي أريك، فخضعت لاختبار الإجهاد، وقامت بفحص دمها قبل الحصول على التشخيص. تقول جونسون كل شيء كان واضحاً، ولكن الطبيب استنتج أن ضغطي كان عالياً بسبب زيادة في الأدرينالين - وأوضحت جونسون التي كانت تتناول دواء يخفف من الضغط على القلب، لمدة عام تقريباً للحفاظ على معدلها في المعدل الطبيعي أيضاً: أنا أميل إلى أن يكون للشخص طاقة عالية، ولكن بسبب كلمات الطبيب أصبحت مهمومة وشغفي يقتلني. هذا ليس من باب المبالغة ــ ارتفاع ضغط الدم هو العامل الرئيسي لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، فثلث السكان البالغين يعانون ارتفاع ضغط الدم، ولكن تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أظهر أن أكثر من نصفهم لايسيطرون عليه. يجب أن يكون ضغط الدم المثالي للبالغين الأصحاء 120/80، فارتفاع ضغط الدم يحدد بـوصوله إلى 140/90، وقد أطلق عليه اسمالقاتل الصامت لأنه لا توجد له أعراض واضحة، ولامؤشرات تحذيرية، ففي الواقع، فإن نسبة 20% من المصابين لا يعرفون أن لديهم ارتفاع ضغط الدم. الأرقام المثيرة للقلق دفعت حكومة الولايات المتحدة للدعوة إلى السيطرة على معدلات ارتفاع ضغط الدم من خلال تكثيف جهود دورالرعاية الصحية والأطباء والمرضى على حد سواء. تقول آنجي (39 عاماً) عضو قائمة العلاج: أنا شابة وأتناول الأغذية الصحية ولا أدخن وأمارس الرياضة منذ الصغر، وهي جزء من حياتي. على الرغم من أن أطباء الرعاية الصحية الأولية يشخصون ارتفاع ضغط الدم عادة، إلا أنهم يحولون مرضاهم إلى طبيب القلب إذا لم يتمكنوا من السيطرة عليه، فأعضاء قائمة آنجي قالوا إنهم تلقوا تشخيص ضغط الدم من قبل اختصاصيي العين وأطباء الأسنان، بل وطلبوا المساعدة من خبراء التغذية ومدربي اللياقة البدنية. ومن جانبها، قالت طبيبة أمراض القلب د. نيكا غولدبيرج، المتحدث الرسمي باسم جمعية القلب الأمريكية في مركز لانغون الطبي، بنيويورك: أعتقد أن الناس يعرفون أن ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة طبية خطيرة، ولكن لا يبدو أنهم يرون أن عدم علاج ارتفاع ضغط الدم هو أكبر سبب في فشل القلب. ولكن الخبر السار هو أن هناك علاجات لتخفيض مستويات ضغط الدم والتعامل معه بنجاح بالأدوية والنظام الغذائي، وبالعلاجات التكميلية، مثل الوخز بالإبر، ولكن المرضى يحتاجون أولاً إلى القيام بدور فعال في فهم ضغط الدم لديهم. تقول طبيبة الرعاية الأولية في مركز جامعة روشستر الطبي، بنيويورك د. بيتي رابينوفيتش: قياسا ضغط الدم الأعلى والأسفل مهمان للغاية،وتضيف: من هم فوق الـ50 يجب أن يكونوا أكثر قلقاً مع ضغط الدم الانقباضي لأنه مؤشر على المشاكل الصحية والموت في المستقبل، كما يؤشر ارتفاع ضغط الدم الانبساطي إلى النتائج الصحية السيئة للذين هم تحت سن الـ50، ومع ذلك، فإن بعض الأطباء لا يملكون دائماً الوقت لمعالجة الضغط المرتفع قليلاً بدقة. يقول د. جويل أوغستين، طبيب الرعاية الأولية في المركز الطبي لجامعة روش، بشيكاغو إن الأطباء يعانون ضغوطاً كبيرة لزيادة الإنتاجية، وبالتالي فحتى المقابلات القصيرة لمرضاهم تشكل ضغطاً عليهم، حيث يصعب عليهم تغطية كامل عوامل الخطر والوقاية والعلاج لارتفاع ضغط الدم. وتوضح د. رابينوفيتش: إذا شعر شخص أن الطبيب غير قادر على علاج ارتفاع ضغط الدم أو الإجابة على أسئلته، أوصي بإخباره بذلك صراحة، فالقدرة على التواصل الفعال عامل رئيسي في العلاج وفي تلقي المساعدات، وعلاقات الرعاية طويلة الأجل. تقول طبيبة الأمراض الباطنية د. آن ويلز، إنها والأطباء الآخرين أيضاً يشجعون المرضى على مراقبة ضغط الدم لديهم في المنزل وتضيف: لقد مكن هذا مرضاي من مراسلتي عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال بي لاطلاعي على قراءات ضغط الدم لديهم، حيث تمكنت من صرف الأدوية لهم بدون تكبدهم عناء الحضور إلى عيادتي. وعلى الرغم من أن تلقي العلاج شائع للمرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط دم عال، إلا أن الأطباء يقولون إن عدم الامتثال للعلاج يمكن أن يكون مشكلة. ويوضح طبيب أمراض القلب د. إدوارد كاسبر، مدير طب القلب السريري في مستشفى بالتيمور جونز هوبكنز: الناس يتحولون من ارتفاع في ضغط الدم الذي لا تظهر أعراضه، إلى تناول أدوية ضغط الدم بآثارها الجانبية، ولذلك يتوقفون عن أخذ أدويتهم. وطبقاً لد. شارون هايز، طبيب القلب ومدير عيادة قلب المرأة في روشستر، بولاية مينيسوتان، يحتاج المرضى إلى التحدث مع الطبيب لإيجاد سبل للحد من الآثار الجانبية التي يمكن أن تتضمن الدوخة والتعب وانخفاض وظائف الكلى. وقالت د. هايز: إن المرضى يتحدثون بسوء عن الأدوية كثيراً، فالحل هو تناول اثنين أو ثلاثة من الأدوية مجتمعة ــ فإنها أكثر فعالية ويمكن أن تأخذ جرعات أقل مع آثار جانبية أقل ــ وإذا كانت التكلفة العالية لبعض الأدوية تمنع المريض من أخذ أدويته، فإن الخبراء يوصون بالتحدث إلى الطبيب أو الصيدلي عن إمكانية تغيير الأدوية، والتي من المحتمل أن تكون بأسعار معقولة. تقول د. رابينوفيتش، يمكن لبعض الناس السيطرة على ارتفاع ضغط الدم من خلال تغيير النظام الغذائي وحده، وهذا يتوقف على العادات الصحية للمريض، وتاريخه المرضي ــ فشخص يعاني مرض السكري سوف يحاول أخذ العلاجات أولاً، نسبة لارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لديه ــ بيد أن مقاربتها تكون مختلفة بالنسبة لشخص لا تظهر عليه الأعراض مع عدم وجود عوامل الخطر الأخرى، مثل شخص قد يكون لديه ارتفاع ضغط دم قليل ومتقطع. تقول اختصاصية التغذية د. جان آدمز كابلان في عيادة بورتلاند بولاية أوريغون إن خفض ضغط الدم عن طريق تناول الطعام الصحي أمر مهم أيضاً، وهي تستخدم النهج الغذائي لوقف ارتفاع ضغط الدم لمساعدة مرضاها، وهذا النهج يروج الآن من قبل المعاهد الوطنية للصحة التي تشدد في خطتها على الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الشعير والتوت والخضراوات الورقية والجوز والسمك. يقول الخبراء إذا كنت تميل إلى مقابلة طبيب الأسنان أكثر من طبيب الرعاية الأولية، فاطلب منه فحص ضغط الدم، ولكن جمعية أطباء الأسنان الأمريكية توصي بعدم تلقي مثل هذه الفحوصات من أطباء الأسنان، إذا كان الضغط مرتفعاً جداً. ويقول د. ماثيو ميسينا، وهو طبيب أسنان في ضاحية كليفلاند بولاية أوهايو إن الأسنان مرتبطة ببقية الجسم لذلك نحن لا نريد تقديم العلاج لشخص ليس بصحة جيدة. يقول طبيب العيون د. ديفيد لامباريليو، المدير الإكلينيكي لخدمات رعاية العيون في فينواي للصحة، بولاية بوسطن إن الحصول على فحص العين سنوياً، أو كل 6 أشهر يحدد مشكلة ارتفاع ضغط الدم، فمعظم الناس لا يدركون أن هناك صلة بينهما، حيث يمكننا بكشف العين معرفة أن هناك مشكلة في ضغط الدم. يشرح د. لامباريليو لطلابه باستخدام أحدث التقنيات لمشاهدة الجزء الخلفي من العين الذي يتضمن العصب البصري وأنسجة الشبكية والبقعة والأوردة والشرايين التي يمكن أن تتأثر بارتفاع ضغط الدم. ويمكن أن تؤدي الحالات الأكثر تأزماً إلى تلف شبكية العين، عندما تبدأ الأوعية الدموية تضيق لعدم وجود دورة دموية كافية، فالحالات الحادة يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر. وأظهرت الدراسات أن الناس الذين لديهم تغيرات في الأوعية الدموية لشبكية العين بسبب ارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مرتين إلى أربع مرات، ووجد الباحثون أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، واعتلال الشبكية، عرضة لخطر فشل القلب، خاصة النساء.
مشاركة :