«قبل زحمة الصيف».. كوميديا مغلّفة بالأوجاع

  • 12/12/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في أجواء بعيدة عن صخب المدينة وضجيجها، والهروب من ضغوطات الحياة ومشكلاتها، التقى أبطال فيلم قبل زحمة الصيف للمخرج محمد خان، في إحدى قرى الساحل الشمالي الهادئة. خان حاك الشخصيات بشكل بسيط ومبطن، ليرسم لكل واحد فيها خطاً مختلفاً عن الآخر، فتجد الدكتور يحيى الذي يجسد دوره الفنان ماجد الكدواني ذلك الرجل المائل إلى التلصص للنساء الجميلات، خفيف الدم فقد هرب من القضايا التي رفعت ضده بسبب تجاوزات حدثت في المستشفى التي كان يملكها والد زوجته قبل وفاته. والتي أصبحت تحت إدارته فيما بعد، وزوجته المهوسة بالتأمل واليوجا والتي تحمل بداخلها ثورة من الغضب بسبب تصرفات زوجها، لتأتي بعدها الفنانة هنا شيحة التي جسدت دور هالة المرأة الجميلة الجذابة التي تشغل خيال كل رجل يراها، والتي تعاني هي الأخرى من ضغوطات أسرية، ومن حبيب يبتزها عاطفياً ومادياً نظراً لكونها سيدة من مجتمع راقٍ. أما جمعة، العامل الصعيدي، والذي جسد شخصيته أحمد داود، فهو على النقيض، إيجابي ومبتسم، يقدم الخدمات ويحاول مساعدة الجميع على الرغم من ظروفه المادية القاسية، ينجذب نحو جمال وأناقة السيدة هالة، وتبقى في خياله حبيبة فقط يحلم بها. أفلام هادفة الفكرة تبلورت عند خان، حينما كان يقضي إحدى إجازته في قرية سياحية هادئة، والتقى بشخصيات تشبه في الواقع الدكتور يحيى وهالة وجمعة، فأراد تحويلها إلى واقع ملموس خلال فيلم قبل زحمة الصيف. خان يؤكد أن الهجوم على العمل بمجرد عرض برومو الفيلم سيزول بعد مشاهدة الجمهور له، مشيراً إلى أنه سيظل يقدم أفلاماً هادفة على الرغم من الظروف الإنتاجية التي تعوق تقديم أعماله. قدرات وإمكانيات ماجد الكدواني أكد أن العمل مع المخرج محمد خان ممتع للغاية، لأنه أخرج من داخله إمكانات وقدرات مختلفة، فشخصية الدكتور يحيى تطلبت من الكدواني دراسة وبحث وتبادل آراء مع المخرج حتى ظهرت بذلك الشكل. مشيراً إلى أن مشهد الخلاف مع زوجته حينما طلبت منه الفراق، ووقف على باب الشاليه وبكى، كان صادقاً للغاية، حيث ذرفت دموعه الحقيقية، على الرغم من أنه لم يكن موجوداً ضمن أحداث الفيلم، ولكن خان لم يعترض على ذلك، بل على العكس شجع الكدواني على إظهار إحساسه بالمشهد. عقم سينمائي لا تسير هنا شيحة وفق نظرية معينة لانتقاء أعمالها، ولكنها تبحث دائماً عن العمل الذي تلمسه وتشعر بالشخصية التي تجسدها، وابتعادها عن السينما الفترة الماضية كان بسبب عدم توافر الفيلم الذي يجذبها، إلا أن عرض عليها فيلم قبل زحمة الصيف، الذي حمل بين طياته قصصاً جميلة لأناس مختلفة. أما فيما يخص جرأة دورها التي تثير عاصفة من الهجوم ضدها نظراً لما يطلق عليه مصطلح السينما النظيفة تقول: لا أؤمن بذلك المصطلح إطلاقاً، الذي أطلقه أنصاف النقاد والموهوبين، فهناك أعمال جيدة وأخرى ليست على المستوى المطلوب، وهذه المصطلحات من شأنها أن تقضي على السينما الحقيقية، والتي من وجهة نظري كانت تعاني الفترة الماضية من عقم فني.

مشاركة :