تطرح مجلة الفيصل في عددها الجديد ملف: الحضارة تكامل أم تصادم؟ وقد يبدو التساؤل بسيطا وعفويا إلا أنه ينطوي في داخله على أمور أكثر تعقيدا، وهذا اللغط الدائر حول مصطلح الحضارة الإسلامية والعربية راجع في بعض جوانبه إلى أن النقاش حصل والشعوب الإسلامية في أضعف حالاتها وتم وصف تلك الحضارة بأنها نبوغ إسلامي وليس عربيا بحكم تأثير العرب في الخطوة الأولى غير العلمية والحضارية. ويجعل المفكر محمد الحداد من رواية إدريس الشرايبي "الحضارة أمّاه"، مدخلا لمقاربة موضوع الحضارة، ويصف مرحلة العلاقة بين الإنسان والحضارة بأنها تحرر من الهيمنة، لكنها علاقة معقدة، وكلمة "عربية" في داخلها نظرة عرقية للحضارة تستبطن تهميش مساهمات غير العرب وكذلك كلمة "إسلامية" تستبطن نظرة دينية وتهميش مساهمات غير المسلمين. نبوغ عربي أم إسلامي؟ يتساءل الكاتب السعودي محمد المحمود ويرى بأنه نبوغ إسلامي وليس عربيا ويرجع ذلك لعسكرة المجتمع العربي زمن الفتوحات الأولى، و"عربية الإسلام" لا دور لها في المنجز الإبداعي الحضاري، بل ربما كان دورها في الاتجاه المضاد الذي تمثل في التيار النقلي المتمسك بالمستويات الدنيا للتعقل الديني. أما الباحث المغربي أسامة الزكاري فيرى بأن هوية الحضارة العربية الإسلامية مرتبطة بقضايا مركزية في رسم معالم مرجعياتها ومنطلقاتها وروافدها وعطائها، ويرجع هذا التتناسل المسترسل لأسئلة تفكيك خطابات العرب الراهنة إلى النزعة الاحتوائية المطلقة. ومن المشاركين في العدد: الأكاديمي السوداني الريح الليث والباحث والأكاديمي صابر عرب، والباحث المصري عبدالواحد النبوي والباحث السوري عدنان والدكتور أحمد الزيلعي والباحث والمفكر إبراهيم غانم والأكاديمية السعودية مها آل خشيل والباحث الجزائري مولود عويمر والدكتور عبدالله الرشيد والدكتورة سميرة السعيدي. وتنشر "الفيصل" موضوعا بعنوان: عالم ما بعد أوكرانيا نهاية "الباكسا أميركانا" وصعود روسيا والصين (إميل أمين). ويأتي الحوار مع المفكر محمد شوقي الزين الذين يقول إن الصورة السلبية للنقد منعت انطلاق الإصلاح الديني.. وأن العلم لا يعد يوتوبيا سوى عندما يتحول إلى أيديولوجيا.. ولا يكتمل الإنسان إلا بغيره والاجتماع البشري والصراع ضرورة طبيعية وثقافية. وضم العدد عددا من المقالات ويتضمن كذلك مجموعة من النصوص الإبداعية.