إصابات في صدامات "عنيفة" بين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس

  • 5/17/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصيب 71 فلسطينيا خلال صدامات عنيفة جرت مساء اليوم (الاثنين) مع قوات الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة شرق مدينة القدس، وسط تنديد وغضب فلسطيني واسع. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن طواقمها تعاملت مع 71 إصابة خلال الصدامات بين الجانبين، مشيرة إلى نقل 13 مصابا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم بينهم إصابتان في العين. واندلعت الصدامات في أعقاب تشييع جثمان الشاب وليد الشريف (23 عاما) الذي توفى متأثرا بإصابته الخطيرة السبت الماضي في صدامات مماثلة بالجمعة الثالثة من رمضان في 22 أبريل الماضي في باحة المسجد الأقصى. واحتجزت السلطات الإسرائيلية جثمان الشريف منذ لحظة إصابته، قبل أن تقوم بتسليمه إلى عائلته في وقت سابق اليوم من أجل تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في إحدى مقابر المدينة. من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن "أعمال شغب" اندلعت بين الفلسطينيين وعناصرها في منطقة صلاح الدين قرب البلدة القديمة في مدينة القدس. وأضاف البيان أن عددا من أفراد الشرطة أصيبوا بجروح طفيفة جراء رشق الحجارة، فيما ردت العناصر بوسائل لتفريق وصد الحشود. وشدد البيان على أن قوات الشرطة الإسرائيلية "ستواصل بشكل حازم وصارم ضد خارقي القانون ومثيري الشغب الذي حولوا مراسم جنازة إلى مسيرة عنيفة". وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لعناصر الشرطة تقتحم المقبرة بأعداد كبيرة وتطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه المشيعين. ولاقت الحادثة تنديدا وغضبا فلسطينيا واسعا خاصة أنها تأتي بعد أيام من "قمع" عناصر الشرطة الإسرائيلية على جنازة الصحفية الفلسطينية في قناة (الجزيرة) شيرين أبو عاقلة في القدس الجمعة الماضي. واعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن اعتداء قوات الشرطة الإسرائيلية على مشيعي الشريف، ومقبرة "المجاهدين" في القدس، عمل "وحشي وهمجي". وقالت الرئاسة في بيان وزع للصحفيين إن القوات الإسرائيلية لم تعد تكتفي "بارتكاب جرائمها بحق الأحياء من الفلسطينيين، بل طالت انتهاكاتها حرمة الأموات والمقابر". وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية بهذه "الجرائم هي وحدها من يتحمل مسؤولية التصعيد الجاري، مطالبا المجتمع الدولي بالكف عن "الكيل بمكيالين، والنظر إلى ما يجري في فلسطين بعين عادلة". بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية إن "الجريمة بحق جثمان أبو عاقلة تتكرر اليوم بحق الشريف، في إصرار إسرائيلي رسمي على تجسيد أبشع أشكال إرهاب الدولة المنظم" في محاولة لمنع أي مظهر من مظاهر الحياة الفلسطينية في القدس. واعتبرت الوزارة في بيان أن الحادثة ردا إسرائيليا رسميا على المواقف الدولية التي أدانت "جريمة إعدام أبو عاقلة ومسلسل الإعدامات الميدانية المتواصل، وصفعة في وجه الدول التي تطالب دولة الاحتلال بالتحقيق النزيه والشفاف في جرائمها". وطالب البيان الإدارة الأمريكية بالوفاء بالتزاماتها والتدخل الفوري بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف مسلسل جرائمها بالقدس وتوفير الحماية للفلسطينيين فيها. من جهتها، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن الحكومة الإسرائيلية وأذرعها وقواتها التي لا تراعي حرمة الأحياء والأموات تنفرد بهذا المستوى من الانحطاط الذي لم يصل إليه أحد في العالم. وشددت الحركة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في بيان على أن الشعب الفلسطيني سيواجه كافة "الجرائم والانتهاكات والاعتداءات بصمود وتحدٍ يتناسب مع حجم هذه الجرائم". وفي السياق ذاته، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاعتداء على المشيعين وقمعهم واستهدافهم "جريمة تفضح إرهاب إسرائيل وانتهاكاتها لكل القوانين والأعراف والشرائع". وقالت الحركة في بيان إن الحادثة تكشف أن القيادة الإسرائيلية فقدت صوابها وباتت في حالة من الذعر والخوف، أمام حالة التلاحم والصمود الشعبي والتصدّي لكلّ مخططاته التهويدية والاستيطانية. وتأتي الحادثة في ظل حالة التوتر التي تشهدها القدس منذ إبريل الماضي تزامنا مع شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي واندلاع صدامات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الشرطة على خلفية زيارة اليهود إلى المسجد ما أسفر عن إصابة عشرات المصلين الفلسطينيين.

مشاركة :