•• أشعر بالكثير من "الغثيان" •• وأنا أتابع بعض مظاهر "التزلف" تسيطر على مجتمعنا.. •• فعندما يأتي إلى الوزارة أو الشركة أو الإدارة أو المؤسسة.. وجه جديد.. •• ويبدأ في ممارسة مهامه.. •• فإنه يجد نفسه محاطاً بعشرات من "جوقة" المنافقين.. والمتزلفين تسير وراءه.. •• وتحاصره في كل لحظة.. •• وتحاول أن تظهر له من الود.. والاهتمام.. والطواعية ما ليس من طباعها.. •• كل ذلك من أجل التقرب إليه.. والتسابق إلى تشكيل بطانته الجديدة.. •• والتبرع بإعطاء المعلومات.. والحديث عن سلبيات من سبقوه. •• فكيف لا تشعر "بالتقيؤ" وأنت ترى هذا المنظر امامك.. •• ومن أناس كانوا إلى آخر لحظة من أقرب الناس إلى السلف.. وألصقهم به. •• ومن أشدهم ولاءً له.. وتقرباً إليه.. وتفانياً في خدمته.. •• وفجأة يتحولون إلى "جوقة" جديدة.. لوجه المشهد الجديد.. يسبّحون بحمده.. ويتمسحون به.. ولا يتورعون عن الوقوف له كلما أطل عليهم.. وإبداء السعادة لقدومه.. ووشوشته بين وقت وآخر.. •• وذلك بهدف إعطاء الانطباع للآخرين بأنهم المقربون منه.. والموثوق بهم من قبله.. •• وإذا أنت جلست معهم.. أو اختليت بهم فإنك تصعق لما تسمعه من "كلام بذيء" عنه.. ومن مخاوف كبيرة من أن يخسف بهم الأرض بعد أن يكتشف بأنهم من أشد أدوات من سبقوه.. •• هذه الحالة المرضية المؤسفة.. •• عندما تتمكن من مجتمع من المجتمعات.. •• أو تسود في بيئة عمل من الأعمال.. •• فإنها تكون بداية حقيقية لانهيار هذا الصرح.. بعد تصدعه من الداخل.. •• لكن الأذكياء من الوزراء أو المديرين أو المتنفذين الجدد لا يقعون في حبائل هذه النوعية المتزلفة من البشر.. •• أو الفقيرة إلى الأخلاق.. •• أو المسكونة بصفة الذل والهوان.. •• الاذكياء هم الذين يتعاملون مع هؤلاء بشفقة.. يأخذون منهم.. •• ثم يرمونهم في أقرب صندوق قمامة.. •• لأن من لا ولاء له لعمله أولاً.. •• فلا ولاء عنده للأشخاص.. •• ومن يقيم نجاحه على العلاقات الشخصية بدل الاعتماد على الكفاءة والمقدرة الحقيقية فإنه لا يلبث أن يسقط في أول امتحان يتعرض له من قبل هذا القادم الجديد.. •• ولو سأل هذا النوع نفسه سؤالاً واحداً.. ألا تخجل من نفسك وأنت تتمسح بهذا.. وتسيء إلى سمعة ذاك.. وسوف تكرر نفس المشهد مع أي قادم آخر.. بنفس الابتذال والصغر؟ •• ألا تحتقر سلوكاً كهذا فيك.. •• وتفترض أن من تداهنه يعرف حقيقتك.. ويعرف أنك صنيعة من سبقوه.. وأنه يحتقرك في داخله؟ •• ألا تخاف الله في نفسك.. •• وتنظر في وجوه المحيطين بك.. •• وتُحس بما يشعرون به تجاهك.. وما يتحدثون به بين بعضهم البعض؟ •• حقاً.. إن من يموت ضميره.. •• فإن عليك ألا تستغرب منه أي سلوك يأتيه.. •• وإن من لا يحترم نفسه •• لا يمكن أن يحترمه الناس وإن قبَّل أقدامهم.. ضمير مستتر : •• عندما تسقط الكرامة.. فإن كل شيء يُصبح متوقعاً عند من لا كرامة ولا عزة ولا رجولة لديهم..
مشاركة :