«التمييز» تبرئ إحدى أطباء واقعة توأم السلمانية وتلغي حكم حبسها

  • 5/17/2022
  • 09:41
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد قبول إعادة النظر في الحكم.. المحكمة استندت إلى تقرير جديد لـ«تظلمات المهن الطبية» أثبت عدم مسؤوليتها   برأت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أمس‭ ‬إحدى‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أدينوا‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬وفاة‭ ‬توأم‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬وصدر‭ ‬حينها‭ ‬حكم‭ ‬بمعاقبتها‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬سنة،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬أوراقا‭ ‬جديدة‭ ‬تثبت‭ ‬براءتها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معلومة‭ ‬وقت‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى،‭ ‬وعلى‭ ‬أثرها‭ ‬تقدمت‭ ‬بطلب‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بحقها‭ ‬حيث‭ ‬أحيل‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬التي‭ ‬ورد‭ ‬إليها‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات‭ ‬المعنية‭ ‬بالأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬الطبيبة‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬أسندت‭ ‬إليها،‭ ‬وألغى‭ ‬تقرير‭ ‬التظلمات‭ ‬العقوبة‭ ‬التأديبية‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬عاقبتها‭ ‬بالإيقاف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬تأديبيا،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العقوبة‭ ‬أدينت‭ ‬جنائيا‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭. ‬   بداية‭ ‬الواقعة   تعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬مباشرة‭ ‬النيابة‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬وفاة‭ ‬التوأم‭ ‬بمجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تسلمت‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬لتقرير‭ ‬الأخطاء‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬لمزاولي‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬والمتضمن‭ ‬ما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬رأي‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬تحديدٍ‭ ‬لمسؤوليات‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬وضع‭ ‬البنتين‭ ‬التوأم‭ ‬والتعامل‭ ‬معهما‭ ‬إثر‭ ‬وضعهما‭.‬ وقد‭ ‬استمعت‭ ‬النيابة‭ ‬لأقوال‭ ‬رئيس‭ ‬وعضو‭ ‬باللجنة‭ ‬وكذلك‭ ‬لطبيب‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التخصص‭ ‬استعانت‭ ‬به‭ ‬اللجنة‭ ‬وذلك‭ ‬فيما‭ ‬تضمنه‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير،‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬مسؤولية‭ ‬أعضاء‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬لإخلالهم‭ ‬بواجباتهم‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قيامهم‭ ‬بتقديم‭ ‬المشورة‭ ‬الطبية‭ ‬الصحيحة‭ ‬وعدم‭ ‬قيامهم‭ ‬بفحص‭ ‬البنتين‭ ‬التوأم‭ ‬للتثبت‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬فيهما‭ ‬واتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬نحوهما‭.‬ كما‭ ‬خلص‭ ‬تقرير‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬المنتدب‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البنتين‭ ‬التوأم‭ ‬غير‭ ‬مكتملي‭ ‬الأشهر‭ ‬الرحمية،‭ ‬وقد‭ ‬ولدتا‭ ‬وفيهما‭ ‬الحياة‭ ‬وتنفستا‭ ‬تنفسًا‭ ‬جزئيًا،‭ ‬وأن‭ ‬ولادتهما‭ ‬تعتبر‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬صغر‭ ‬عمرهما‭ ‬الرحمي،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬يستلزم‭ ‬نقلهما‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إلى‭ ‬حاضنات‭ ‬الرعاية‭ ‬القصوى‭ ‬طالما‭ ‬كانتا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬وأن‭ ‬عدم‭ ‬نقلهما‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬القصوى‭ ‬قد‭ ‬فوت‭ ‬الفرصة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياتهما‭.‬ كما‭ ‬استمعت‭ ‬النيابة‭ ‬كذلك‭ ‬لأقوال‭ ‬والدي‭ ‬البنتين‭ ‬التوأم‭ ‬وشهود‭ ‬الواقعة‭ ‬والطبيب‭ ‬الشرعي،‭ ‬واستجوبت‭ ‬أعضاء‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الذين‭ ‬تناوبوا‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬الأم‭ ‬والتوأمين،‭ ‬وانتهت‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬لتقرير‭ ‬الأخطاء‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬لمزاولي‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وما‭ ‬خلص‭ ‬إليه‭ ‬تقرير‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي،‭ ‬إلى‭ ‬ثبوت‭ ‬مسؤولية‭ ‬ثلاثة‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضة‭ ‬وأمرت‭ ‬بتقديمهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬الجنائية‭.. ‬حيث‭ ‬أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬حكمها‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬للأول‭ ‬وسنة‭ ‬واحدة‭ ‬للثانية‭ ‬والثالثة،‭ ‬وكفالة‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لوقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬لما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬تسببهم‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬توأمين‭ ‬إخلالاً‭ ‬بما‭ ‬تفرضه‭ ‬عليهم‭ ‬أصول‭ ‬مهنتهم،‭ ‬وعدلت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العقوبة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عدلتها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬للحبس‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬فيما‭ ‬أقرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬الحكم‭ ‬وأصبح‭ ‬باتا‭.‬   المادة‭ ‬43‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬التمييز   لم‭ ‬تنته‭ ‬رحلة‭ ‬الطبيبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬الحد‭ ‬بل‭ ‬تظلمت‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬المختصة‭ ‬بنظر‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬والذي‭ ‬عاقبها‭ ‬عقوبة‭ ‬تأديبية‭ ‬بالإيقاف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬مخالفتها‭ ‬للأصول‭ ‬الطبية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير‭ ‬أدينت‭ ‬جنائيا،‭ ‬حيث‭ ‬نظرت‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات‭ ‬تظلمها‭ ‬وانتهى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬ثبوت‭ ‬المخالفات‭ ‬التأديبية‭ ‬بحقها‭ ‬وألغت‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات‭ ‬قرار‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬بمعاقبتها‭ ‬بالإيقاف،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات‭ ‬تقدمت‭ ‬الطبيبة‭ ‬بالتماس‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬بعد‭ ‬التقرير‭ ‬الجديد‭ ‬وتم‭ ‬إحالة‭ ‬طلبها‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭.‬ وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬43‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬والتي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬نظر‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأحكام‭ ‬النهائية‭ ‬الجنائية‭ ‬والجنح‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬ظهرت‭ ‬بعد‭ ‬الحكم‭ ‬وقائع‭ ‬أو‭ ‬أوراق‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معلومة‭ ‬وقت‭ ‬المحاكمة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬أو‭ ‬الأوراق‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬براءة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬المطلوب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيه‭ ‬ظهرت‭ ‬أوراق‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معلومة‭ ‬وقت‭ ‬الحكم‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬تظلمات‭ ‬مزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬والذي‭ ‬انتهى‭ ‬إلى‭ ‬ثبوت‭ ‬عدم‭ ‬ارتكابها‭ ‬مخالفات‭ ‬لأصول‭ ‬المهنة‭ ‬أو‭ ‬آداب‭ ‬المهنة‭ ‬محل‭ ‬القرار‭ ‬المتظلم‭ ‬منه،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬جديدة‭ ‬وما‭ ‬قدم‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬طالبة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬مرتكبي‭ ‬الجنحة‭ ‬محل‭ ‬الواقعة،‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬قبول‭ ‬الطعن‭ ‬وإلغاء‭ ‬الحكم،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأحكام‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬طلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭.‬  

مشاركة :