تفاؤل بانتعاش قطاع الطيران العالمي رغم الرياح المعاكسة

  • 5/17/2022
  • 20:38
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعرب ويلي والش المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" عن تفاؤله بشأن تعافي قطاع الطيران العالمي، وإن كانت سياسة صفر كوفيد، التي تتبعها الصين تمنع التعافي الكامل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبحسب "الفرنسية"، قال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي خلال مؤتمر حول الطيران في شانجي في سنغافورة أمس "على الرغم من الرياح المعاكسة الواضحة مثل الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط وزيادة التضخم، ما زلت متفائلا للغاية بشأن التعافي هذا العام وفي 2023". وأضاف "لسوء الحظ، ستتخلف منطقة آسيا والمحيط الهادئ عن هذا التعافي، حيث تواصل الصين سياستها المتمثلة في صفر كوفيد". يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى القضاء تماما على الفيروس عبر فرض إغلاق صارم وتنفيذ حملات اختبار واسعة النطاق، ما ألحق ضررا بالنقل الجوي، المحلي والدولي على حد سواء. وقال إن عدد الرحلات الدولية في 2021 بلغ 7 في المائة فقط في آسيا مقارنة بمستواه في 2019 فيما بلغ 25 في المائة على مستوى العالم. وإذ تحسن الوضع في بداية العام "إلا أن الطريق لا يزال طويلا" قبل العودة إلى الوضع السائد قبل تفشي الوباء. تتعارض سياسة الصين في التعامل مع كوفيد - 19 مع مثيلاتها في عديد من الدول الآسيوية التي تعيد فتح حدودها ورفعت إلزامية الحجر الصحي والاختبار في الأشهر الأخيرة. وقال والش إن اتحاد النقل الجوي الدولي "يدرك أن العلم يؤيد التخلي عن إجراء الاختبارات والحجر الصحي للمسافرين غير المحصنين القادمين من المناطق التي يرتفع فيها مستوى مناعة السكان، وهو ما يحدث في كثير من المناطق في المنطقة". تتلقى الصين التي لا تزال آخر أبرز اقتصاد يفرض الإغلاق، دعوات متزايدة للتخلي عن سياسة صفر كوفيد، بما في ذلك من منظمة الصحة العالمية. وأعلنت شنغهاي أمس بأنها نجحت في الوصول إلى صفر كوفيد في جميع مناطقها، ما أثار موجة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت ما زال ملايين السكان يخضعون لتدابير إغلاق في كبرى المدن الصينية. وفي مواجهة أكبر تفش لكوفيد منذ بداياته، فرضت السلطات الصينية قيودا مشددة على سكان المدينة التي تعد 25 مليون نسمة في مطلع نيسان (أبريل). وما زالت الصين آخر قوة اقتصادية كبرى مغلقة أمام العالم. وأثار إصرار الحكومة على القضاء على تفشي المتحور أوميكرون تظاهرات نادرة من نوعها ومناوشات مع السلطات في وقت رفض سكان شنغهاي إخضاعهم لفترات إغلاق مطولة في ظل نقص في المواد الغذائية. وقال تشاو داندان مفوض الصحة في شنغهاي للصحافيين أمس "حققت جميع مناطق شنغهاي الـ16 صفر كوفيد على مستوى المجتمع". ويعني ذلك أن أيا من الإصابات الألف الجديدة التي سجلت الثلاثاء لم ترصد خارج مناطق الحجر الصحي، بحسب سلطات المدينة. وأفاد تشن تونج نائب رئيس البلدية الأحد، أن المدينة ستعيد تدريجيا فتح الأنشطة التجارية ابتداء من الأسبوع الجاري، من دون تقديم تفاصيل. لكن ما زال الملايين في شنغهاي غير قادرين على مغادرة مجمعاتهم السكنية. وما زال أكثر من 3.8 مليون شخص رسميا يخضعون لأشد أشكال الإغلاق في المدينة، بحسب الأرقام الرسمية. وانتشرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الصدمة حيال الفجوة بين التصريحات الرسمية وواقع الحياة في ظل الإغلاق المطول. وتساءل أحد مستخدمي منصة "ويبو" التي تعد النظير الصيني لـ"تويتر" "بما أن المجتمع وصل إلى صفر كوفيد، لماذا ما زال لا يسمح لسكان منطقة سونغجيانج بالخروج غير مرة كل يومين؟". وقال آخر "هل هذه شنغهاي في عالم مواز؟". وفي بعض مناطق المدينة، تم تشديد القيود دون صخب خلال الأيام الأخيرة. وأظهر بث حي عرض على وسائل الإعلام الصينية الثلاثاء الحشود تتجمع في محطة قطارات هونجكياو في شنغهاي مع استئناف حركة القطارات المغادرة للمدينة. في الأثناء، استأنفت عدة شركات طيران رحلاتها الداخلية المغادرة لشنغهاي هذا الأسبوع بعدما تم تعليق جميع الرحلات المغادرة للمدينة تقريبا خلال فترة تفشي الوباء. ولا يسمح للسكان بمغادرة شنغهاي إلا بعد حصولهم على إذن وخضوعهم لعدة فحوص كوفيد. ولا تظهر أي مؤشرات على أن الصين تنوي التخلي عن معركتها للمحافظة على صفر إصابات بكوفيد، على الرغم من التكلفة الاقتصادية المتزايدة نتيجة تراجع قطاع التجزئة ومبيعات المنازل والسيارات وارتفاع معدلات البطالة. وتمكنت البلاد من إبقاء عدد الإصابات منخفضا معظم فترة الوباء عبر استراتيجيتها الصارمة، لكن تفشي الإصابات بأوميكرون في الأشهر الأخيرة أثار تساؤلات بشأن مدى استدامة نهج صفر كوفيد. وأعلن المسؤولون الصحيون الصينيون الإثنين أنهم اكتشفوا أول إصابة في البلاد لمتحور منبثق عن أوميكرون شديدة العدوى هي BA.2.12.1 لدى مسافر وصل من كينيا، علما بأن المتحور الفرعي منتشر بشكل واسع في دول بينها الولايات المتحدة. وتجري بكين فحوصا واسعة النطاق لسكانها كل يوم تقريبا منذ ارتفع عدد الإصابات. وصدرت توجيهات لملايين السكان في العاصمة بالعمل عن بعد وتم تعليق خدمات النقل وسط مخاوف من تكرار الفوضى الناجمة عن الإغلاق التي شهدتها شنغهاي. كما دفع تشديد قيود كوفيد في حرم الجامعات في بكين مئات الطلاب الغاضبين إلى التجمع نهاية الأسبوع خارج سكن إحدى الجامعات للاحتجاج على القيود الجديدة، في تعبير نادر عن التحدي للسلطات. وأدت تدابير الإغلاق الأخيرة إلى تراجع مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في البلاد في نيسان (أبريل) لتسجل أدنى مستوى لها منذ آذار (مارس) 2020، بينما حذر محللون من أن الاضطرابات قد تتواصل خلال الصيف.

مشاركة :