عواصفة ترابية تضرب أجزاء من الشرق الأوسط

  • 5/18/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تسبّبت‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬المستمرة‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬وإغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬ودخول‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬يرجح‭ ‬أن‭ ‬تزداد‭ ‬سوءا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭. ‬ وخيم‭ ‬الغبار‭ ‬وانعدام‭ ‬الرؤية‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬والكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬وإيران،‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬مترابطة‭ ‬يعزوها‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وقلة‭ ‬الأمطار‭ ‬والتصحر‭. ‬ وغطت‭ ‬سحب‭ ‬الغبار‭ ‬الأصفر‭ ‬العاصمة‭ ‬الرياض‭ ‬ومناطق‭ ‬شرق‭ ‬وغرب‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأرصاد‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬الصحراوية‭. ‬ وأوردت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬السعودية‭ ‬نقلا‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬توقّعه‭ ‬‮«‬نشاطًا‭ ‬في‭ ‬الرياح‭ ‬السطحية‭ ‬المثيرة‭ ‬للأتربة‭ ‬والغبار‭ ‬تؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬شبه‭ ‬انعدام‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬الرؤية‭ ‬الأفقية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الرياض‮»‬‭. ‬وأضافت‭: ‬‮«‬في‭ ‬حين‭ ‬يستمر‭ ‬تأثير‭ ‬العوالق‭ ‬الترابية‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬الرؤية‭ ‬الأفقية‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬القصيم‭ ‬وحائل‭ ‬والمدينة‭ ‬المنورة‭ ‬ومكة‭ ‬المكرمة‭ ‬ونجران‮»‬‭. ‬ في‭ ‬الرياض،‭ ‬حجبت‭ ‬سحب‭ ‬الغبار‭ ‬الكثيفة‭ ‬الرؤية‭ ‬وبات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تمييز‭ ‬أبراج‭ ‬منطقة‭ ‬وسط‭ ‬الرياض،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬برج‭ ‬المملكة‭ ‬العملاق‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬متر‭. ‬وغطّت‭ ‬طبقات‭ ‬الرمال‭ ‬الصفراء‭ ‬المباني‭ ‬والسيارات‭ ‬المركونة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وأثاث‭ ‬المنازل،‭ ‬فيما‭ ‬طغت‭ ‬رائحة‭ ‬التراب‭ ‬على‭ ‬الأجواء،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬صحفيو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬وباتت‭ ‬حركة‭ ‬السير‭ ‬بطيئة‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬الرؤية‭. ‬ونبهت‭ ‬اللافتات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ ‬السائقين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬خفض‭ ‬سرعتهم‭. ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬السلطات‭ ‬السعودية‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬بتعليق‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬ظهر‭ ‬أمس‭. ‬ وعادة‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬السعودية‭ ‬لعواصف‭ ‬ترابية‭ ‬بين‭ ‬مارس‭ ‬ومايو‭ ‬مع‭ ‬تباين‭ ‬في‭ ‬شدتها‭ ‬وتأثيرها‭. ‬ وتعرض‭ ‬العراق‭ ‬الاثنين‭ ‬لعاصفة‭ ‬شديدة‭ ‬هي‭ ‬الثامنة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭. ‬وأغلقت‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬الأثر‭ ‬المطارات‭ ‬والإدارات‭ ‬العامة‭ ‬وعلّقت‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭. ‬وأمس،‭ ‬صفت‭ ‬الأجواء‭ ‬تدريجيا‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬غداة‭ ‬العاصفة‭ ‬التي‭ ‬حولّت‭ ‬السماء‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬البرتقالي‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬لدى‭ ‬4‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬تم‭ ‬إدخالهم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭. ‬ وتسبب‭ ‬الأتربة‭ ‬المصاحبة‭ ‬للعواصف‭ ‬الترابية‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬جمة‭ ‬لمرضى‭ ‬الربو‭ ‬والحساسية‭ ‬والأمراض‭ ‬الرئوية‭ ‬المزمنة‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب،‭ ‬وكذلك‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والأطفال‭ ‬والحوامل‭. ‬ وواصلت‭ ‬سبع‭ ‬من‭ ‬محافظات‭ ‬العراق‭ ‬الثماني‭ ‬عشرة‭ ‬تعليق‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬العامة‭ ‬لليوم‭ ‬الثاني‭ ‬تواليا‭. ‬ كذلك‭ ‬بقيت‭ ‬المدارس‭ ‬مغلقة‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وفي‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬كربلاء،‭ ‬وجرى‭ ‬تأجيل‭ ‬الامتحانات‭ ‬الجامعية‭ ‬المقررة‭ ‬أمس،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬العراقية‭ ‬الرسمية‭. ‬ وخيم‭ ‬غبار‭ ‬رمادي‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الجنوبية‭ ‬غير‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬الكويت‭. ‬ وفي‭ ‬الكويت،‭ ‬عطّلت‭ ‬السلطات‭ ‬الدراسة‭ ‬أمس‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭ ‬واستمرار‭ ‬موجة‭ ‬الغبار‭ ‬‮«‬حرصا‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الطلاب‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬علي‭ ‬المضف‭ ‬في‭ ‬مداخلة‭ ‬على‭ ‬التلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬مساء‭ ‬الاثنين‭. ‬ وأوقفت‭ ‬السلطات‭ ‬الكويتية‭ ‬الاثنين‭ ‬حركة‭ ‬الطيران‭ ‬نحو‭ ‬ساعة‭ ‬ونصف‭ ‬الساعة‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬للطائرات‭ ‬بمواصلة‭ ‬الإقلاع‭ ‬والهبوط‭. ‬وأعلنت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الموانئ‭ ‬الكويتية‭ ‬الاثنين‭ ‬إيقاف‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬مؤقتا‭ ‬في‭ ‬موانئها‭ ‬الثلاثة‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭. ‬ وفي‭ ‬إيران،‭ ‬أغلقت‭ ‬الإدارات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحافظات‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬الطقس‭ ‬غير‭ ‬الصحي‮»‬‭ ‬والعواصف‭ ‬الرملية،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمية‭. ‬ كما‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬بعض‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬مطارات‭ ‬جنوب‭ ‬وجنوب‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الرسمية‭. ‬ وقال‭ ‬حسن‭ ‬عبدالله‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬وسم‮»‬‭ ‬للأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬طقس‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬إنّ‭ ‬العواصف‭ ‬الترابية‭ ‬باتت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬قبل»ن‭ ‬متوقّعا‭ ‬استمرارها‭ ‬وتكرارها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭. ‬وأرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تواجد‭ ‬تغيرات‭ ‬مناخية‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬منخفضات‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬واستمرار‭ ‬نشاطها‭ ‬فترة‭ ‬أطول‭ ‬وانخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬نهري‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬وتفكك‭ ‬التربة‭ ‬بسبب‭ ‬تفاوت‭ ‬معدلات‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‮»‬‭. ‬ وتوقّع‭ ‬أنّ‭ ‬تزداد‭ ‬قوة‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬التأقلم‭ ‬معها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬زراعة‭ ‬الأشجار‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬ومعالجة‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬نهري‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‮»‬‭ ‬لمواجهتها‭. ‬

مشاركة :