كتبت: فاطمة علي تصوير: عبدالأمير السلاطنة تأثرت اجواء مملكة البحرين بموجة غبار كثيفة فجر أمس بشكل مفاجئ، اثرت سلبا على مرضى الحساسية والربو ونشطت عوارض التحسس لديهم، فيما انعكس ايجابا على مبيعات الكمامات الطبية وأدوية الكحة والحساسية والربو، وقطرات حساسية العين. وقالت رئيسة جمعية اصدقاء الصحة استشارية الصحة العامة الدكتورة كوثر العيد أن العواصف الترابية تؤثر سلبا على مرضى الحساسية المزمنة كمرضى «الربو» إذ ان الغبار وذراته يسببان آثارًا صحية سيئة على الجهاز التنفسي والعينين والجلد، لذا يجب تقليل التعرض لذرات الغبار بقدر الإمكان، مشيرة الى ان الغبار بشكل عام ناقل لأنواع من البكتيريا إذ ان ذراته تحمل جزيئات من مواد عضوية وغير عضوية بتركيز عالٍ تؤدي لتهيج الجهاز التنفسي العلوي والسفلى، ما قد يزيد من أعراض التنفس لدى المرضى المصابين بأمراض الصدر المزمنة, إذ يمكنها ان تدخل للرئة لدى استنشاقها لتؤدي الى اصابة الشخص بالالتهابات الرئوية الحادة. واشارت الى أنه خلال العواصف الترابية يتشبع الهواء بذرات الغبار التي يتعرض لها الجميع بصورة مباشرة، سواء عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر، تؤدي الى تهيج الجهاز التنفسي عند استنشاقها ويكون التأثر بها بحسب كمية ذرات الغبار المستنشقة، إذ ان الصغيرة منها يكون تأثيرها أكبر في الجهاز التنفسي؛ لأنها يمكن أن تتخطى أجهزة الفرز والتصفية الطبيعية في الجهاز التنفسي في الأنف وتصل لعمق الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية الداخلية والحويصلات، أما الجزيئات الكبيرة فتعلق عادة في الجهاز التنفسي العلوي وأن الأعراض قد تظهر عند الأصحاء بعد يومين من التعرض للغبار. ونصحت الاستشارية كوثر العيد المصابين بالربو والحساسية الصدرية بأخذ التدابير الاحترازية ضد الأجواء المغبرة التي تسود البحرين حاليا، وضرورة عدم الخروج من المنزل إلا لحالات الضرورة القصوى، كذلك اتباع أنماط الحياة الصحية مثل التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين والنوم الكافي، إذ انها تزيد من مناعة الجسم ضد عدد من الأمراض ومن بينها أمراض الجهاز التنفسي، إضافة لضرورة غسل الوجه بشكل متكرر وغسل الأنف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتين، والإكثار من شرب الماء، وإغلاق النوافذ والأبواب بشكل محكم ووضع فوط مبللة على الفتحات الصغيرة في النوافذ. سبق ونشرت إدارة الارصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات توقعات بتأثر مملكة البحرين بموجة من الغبار العالق على مدى يومين، وتسببت في تدنى مدى الرؤية الأفقية، وذلك بسبب هبوب رياح شمالية غربية قوية السرعة. ونصحت الأرصاد بأخذ الحيطة والحذر وتجنب الأنشطة الخارجية والبحرية والسفر براً عبر الطرقات السريعة وأهابت بأخذ الحيطة والحذر، وسبق ان اجتاحت هذه الموجة من الغبار العراق والكويت الإثنين الماضي علقت على إثرها حركة الملاحة الجوية، فيما نشرت مواقع إلكترونية بحرينية متخصصة في الأرصاد الجوية توقعات قبل يومين تحذيرا من موجة غبار تبدأ صباح الثلاثاء وتستمر حتى المساء. وبحسب خبراء التنبؤات فإن السرايات تعرف بأنها نوع من المنخفضات الجوية الدافئة وهي سلسلة من السحب الركامية التي تتكون بفعل عناصر جوية كما أن تزايد كميات السحب تدريجيا مع فرص الأمطار التي قد تكون رعدية أحيانا تصاحبها رياح قوية السرعة مما يؤدي إلى إثارة الغبار وتدني في الرؤية الأفقية وان هذه العناصر تتوافر دائما في مثل هذا الوقت من كل عام.
مشاركة :