بدت ملامح «مكامن خلل» تواجه محادثات السلام للأزمة السورية المزمع عقدها في نيويورك الأسبوع المقبل، مع مشاكل حول تمثيل المعارضة السورية والجماعات السورية المسلحة، واشتراط رحيل الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية. فيما تكثفت الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل لتك المشاكل والمضي قدما في محاولة جلب المعارضة السورية إلى مائدة الحوار للتفاوض مع الحكومة السورية. وأعربت واشنطن عن قلقها من بعض النقاط العالقة في الاتفاق بين قوى المعارضة السورية، وطالبت بضرورة حل المشاكل في الاتفاق الذي أسفر عنه اجتماع الرياض بين قوى المعارضة السورية حتى يتم استئناف محادثات السلام. وخلال زيارته لباريس للمشاركة في مؤتمر للمناخ علق كيري على نتائج اجتماعات أطراف المعارضة السورية في الرياض بقوله: إن هناك بعض «العقد» والمشاكل التي يتعين حلها في الاتفاق بين قوى المعارضة السورية، في رأينا أن هناك نقطتين بحاجة إلى معالجة، ولم يحدد وزير الخارجية الأميركي ما هي تحفظاته على الاتفاق. وأشار كيري أنه سيتحدث مع لي العهد السعودي ونظيره السعودي عادل الجبير حول كيفية إصلاح تلك «العقد» في الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض بين الجماعات السورية المعارضة. وقال كيري «أنا واثق أنه سيتم حل تلك العقد وسيكون لي مناقشات معهم اليوم لأنني أريد أن أسمع إجابات لبعض الأسئلة التي لدينا». وألقى كيري بعض الشكوك حول ما إذا كان الاجتماع الدولي المزمع عقده في 18 ديسمبر (كانون الأول) لمناقشة الأزمة السورية لا يزال قائما. وكانت روسيا قد أكدت استعدادها للمشاركة في الاجتماع بنيويورك وفقا لما سيسفر عنه محادثات المعارضة السورية في الرياض. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركي جون كيري نحن نعلم أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الصعب الذي يجب القيام به وأنه لم يتم حل كل المشاكل لكي نقوم بالمضي قدما. وفي نيويورك قال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين إن على المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا لعب دور رئيسي في تشكيل وفد المعارضة السورية للتفاوض مع حكومة دمشق، وقال: «وضع قائمة أسماء وفد الجماعات السورية المعارضة يجب أن يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة ويجب تحديد من هو المعارض المعتدل ومن هو المعارض الإرهابي، قبل تحديد موعد نهائي ومكان للجولة المقترحة من المحادثات وفقا لما توصل إليه اتفاق فيينا». وأضاف «علينا أن نعرف مع من يمكننا التفاوض ومن لا يمكننا التفاوض معه، وهذا هو شرط أساسي». وسعت واشنطن سريعا إلى عقد محادثات أميركية روسية بشأن سوريا، وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري سيزور موسكو يوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف بشأن الأزمة السورية. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية للصحافيين، أمس: «إن كيري سيناقش مع الرئيس بوتين والوزير لافروف الجهود الجارية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا وجهود مكافحة وتدمير تنظيم داعش». وتأتي زيارة كيري إلى موسكو قبل أيام قليلة من الاجتماع المحتمل عقده في نيويورك في الثامن عشر من الشهر الجاري الذي يستهدف دفع العملية السياسية السورية للأمام. وقال مسؤولون أميركيون «إن هناك تفاصيل كثيرة حول الأزمة السورية يعمل وزير الخارجية الأميركي على تسويتها في لقائه مع الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف- وتستهدف في نهاية المطاف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وبدء عملية انتقال سياسي بمشاركة ممثلين من النظام والمعارضة وفقا لجدول زمني يعقبه انتخابات وطنية». وأشار المسؤولون أن تلك التفاصيل تتعلق بشكل أساسي حول من يمثل الجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا وحول تفاصيل الفترة الانتقالية. وتعد هذه الزيارة لموسكو الثانية هذا العام بعد لقاء كيري مع الرئيس بوتين في منتجع سوشي بالبحر الأسود في مايو (أيار) الماضي، وبعد عدة لقاءات جمعت بين كيري ولافروف في مناسبات دولية كثيرة. وتهتم واشنطن أن تحصل على موافقة روسية على الاتفاقات حول العملية الانتقالية في سوريا باعتبارها حليفا وثيقا للرئيس السوري بشار الأسد وأحد الرعاة الرئيسيين للجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتفاوض على وقف إطلاق النار في سوريا. وقد أشار كيري في وقت سابق الأسبوع الماضي أنه يرى أن روسيا يمكن أن تعلب دورا بناء ومهما في المضي قدما في العملية الدبلوماسية لوقف الصراع السوري وحل الأزمة. وأشار إلى أن هذا يتطلب دورا روسيا بسبب نفوذها القوي داخل سوريا. ويأمل كيري تأييد خطة الولايات المتحدة للمفاوضات وتنفيذ اتفاق فيينا خلال الاجتماع في نيويورك في 18 ديسمبر (كانون الأول) ويحتاج إلى دعم روسيا لهذه الخطوة.
مشاركة :