ما من فرد في المجتمع السعودي إلا وقد دخل عليه من البهجة والسرور ما سقى بها روحه وأنعش بها نفسه بفوز أبناء وبنات الوطن بالجوائز في السباق العلمي الذي شاركوا فيه على مستوى العالم، فبكل الفخر حصدوا 22 جائزة عالمية كبرى وفاز المنتخب السعودي العلمي في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف 2022، بل بفضل الله تحقق للمنتخب المركز الأول وحصد الجائزة الكبرى على مستوى العالم فِي مجال الطاقة فألف مبروك للفائزين وللوطن على هذا الإنجاز. وهنا أود أن أشير بالإضافة الى تميز الفائزين وإلى ما بذل من جهد وسعي من جهات متعددة حتى تحقق هذا الانجاز إلا أن مما يجب ذكره أن «موهبة» كان لها دور كبير في هذا الانجاز، وموهبة لمن لا يعرفها هي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع وهي مؤسسة وقفية غير ربحية وإحدى كيانات مؤسسة الملك عبدالله الانسانية وهي ذات تعاون كبير مع وزارة التعليم سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم العالي ولها نشاطات كبيرة وانجازات متعددة وحصدت مئات من الجوائز في تخصصات متنوعة، وأتذكر عندما كنت عميدًا لشؤون الطلاب في جامعة الملك عبدالعزيز إحدى أهم المبادرات التي حظيت بالدعم من الجامعة ووزارة التعليم العالي هي انشاء مركز الموهوبين الذي كان له دور كبير في احتضان المواهب الطلابية في الشطرين وكان ممن له دور وتنسيق ملموس بين موهبة ومركز الموهوبين الدكتور ابراهيم علوي من كلية الهندسة. ان الطلاب والطالبات في السن المبكر في التعليم العام أو الجامعي لديهم شغف كبير للعلم والبحث العلمي فإذا وجدوا من يشجعهم ويأخذ بأيديهم فإنهم يبدعون، وشعرت بتلك الرغبة لديهم خلال هذا الأسبوع عندما قامت كلية العلوم في الجامعة بمنح فرصة لطلاب وطالبات التخرج بعرض بحوث تخرجهم وأتيحت لي الفرصة بالمرور عليها برفقة كل من عميد الكلية الدكتور إبراهيم مخالد ووكيل الكلية الدكتور خالد الغامدي والزملاء من أعضاء هيئة التدريس فكنت اقرأ الفرحة على محياهم كونهم قاموا بعمل أفكار بحثية وتجريبية فالشباب والشابات بحاجة ماسة لمن يهيئ لهم فرص التحدي والبحث العلمي وهذا ما حدث لمن شرفنا ورفع رأسنا في المحفل العلمي آيسف 2022. ولا ننسى كذلك في تحقيق هذا الانجاز الوطني دور كل من المعلمين والمعلمات وكذا الأهالي ولا شك ان الفوز العلمي والانجاز المتميز اليوم يظهر لنا ما لوزارة التعليم من جهد في التعاون والترابط والتنسيق مع موهبة، فالوزارة على لسان معالي الوزير بادرت بالمكافأة من جنس العمل وهو احتضان من حقق هذا الانجاز من الطلاب والطالبات بمنحهم فرصة الابتعاث ومواصلة العطاء والتميز عالميًا وكذلك بادرت بعض الجامعات ومنها جامعة الملك عبدالعزيز بمنحهم فرصة القبول المباشر وفق ما يختارونه من الكليات والتخصصات، فالجميع فرح بهذا الانجاز العلمي الذي شرف الوطن وتشرف به الوطن ونتمنى أن يكونوا هم علماء المستقبل وقادة البحث العلمي عالميًا ودامت على الوطن أفراحه وعاش العِلم وعاش العَلم.