لا شكّ أنّ الزّواج والبحث عن الاستقرار حاجة مُلحّة وغريزة لدى الإنسان تُلبّى لتستمرّ الحياة، ولإتمام حاجات مستقرّة في نفس كلّ فرد يعيش حياة طبيعيّة. لكن على الأكيد أنّ هذا المصير الذي يذهب إلى الزّواج يحتاج نَفَسًا طويلًا والكثير من التفكير ودراسة جوانب الشّخص المُراد الارتباط به، وهذا الكلام ينطبق على الرّجل والمرأة سواء.فلا يقتضي أخذ القرار لمجرّد حاجة عاطفيّة أو شكليّة أو ضرورة يصرّ عليها، فلا بدّ من قواعد يُبنى على أساسها، وخاصّة فيما يتعلّق بالأنثى التي تُقدم على الارتباط، وتسعى إلى اتخاذ خطوة الزواج باعتبارها أكثر من يواجه ضغطًا مجتمعيًا وعائليًا في إقدامها عليه، وكما أنّها قد تهفو بطبيعتها العاطفيّة إلى الميل نحو الآخر دون حسابات عقليّة كثيرة.وهنا نقع في المأزق، أو بالأحرى تقع هي نفسها بالمأزق الذي وضعت حياتها فيه، فكم أنتجت زواجات غير مناسبة مع شخص لا يتوافق مع آرائنا وأفكارنا ونفسيّاتنا، ولا حتّى مع ما نحتاج إليه من التفهّم والرّضا والاحتواء لإكمال مسيرة كاملة تقتضي الكثير من البذل والصبر والتضحية لتبقى سلسلة الزواج مستمرّة وعلى قيد الحياة.إنّما نجد حاليًا الكثير من الأزواج غير المؤهّلين لحمل مسؤولية زوجاتهم، فيورث ذلك المعاملة السيّئة بحقّ الكثير منهنّ، وقد تتعدّد وجوه الإساءة إمّا بالضّرب أو بالأذى النفسيّ والإحباط المجتمعيّ، فلا يتعّدى هذا الزواج إلّا أن يكون شكلًا من أشكال التّعب والتعذيب ونفاد طاقة الوجود في هكذا علاقة.مع العلم أنّ الأمور لم تقف هنا، بل وصلت حالات أخرى إلى نوع من الأذيّة الجسديّة الخطيرة، أو النفسيّة الخطيرة التي أودعت نساء كثيرات في هذا السجن الحياتيّ نتيجة قرار خاطئ أو رأي مجتمعيّ خاطئ.وتلك الأمور على جماليّتها في صنع وتكوين عائلة دافئة مع شخص نشعر معه بالحبّ والتفاهم إلّا أنّه يحتاج قبل اتخاذه والسّير به إلى برهة من الوقت والعدّ حتّى عشرة.فإذا كنتِ تعانين من أزمة البقاء عازبة والهروب من لقب عانس إلى لقب متزوّجة بمقابل أن يكلّفك الأمر ضريبة باهظة فالتراجع هو الخيار الصحيح بالنسبة لبقيّة حياتك، وكذلك البقاء في بيت الأهل مُعزّزة مُكرّمة مُصانة غير مُهانة أيضًا هو الحلّ الأنسب.آمل للجميع حياة ورفقة طيّبة مع أشخاص يعرفون كيفيّة العيش مع أنثى في مضمونها تسكن الأوطان.@Saleh_Hilayel
مشاركة :