محللون يحذرون من شلل سياسي في لبنان

  • 5/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر محللون من عرقلة إنجاز الاستحقاقات المقبلة الملحة في لبنان، وحدوث شلل سياسي طويل، إذ توقعوا لجوء «حزب الله» الإرهابي للعنف بعد خسارته وحلفائه للأكثرية بالبرلمان اللبناني في الانتخابات التي جرت الأسبوع الجاري. وأشاروا إلى أنه على الرغم من خسارة «حزب الله» الأكثرية في البرلمان، ما دفع خصومه إلى الاحتفال، إلا أنه يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة يستخدمها لترهيب الشعب اللبناني في الداخل، وببناء «دولة داخل الدولة». وعلى الرغم من خسارته الأكثرية في مجلس النواب، احتفظ «حزب الله» وحليفته حركة «أمل» بـ27 مقعداً، لكن حلفاء تقليديين بارزين له، وبينهم التيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون، خسروا مقاعدهم، وهو ما جعله غير قادر على تأمين 65 مقعداً من 128 هو عدد مقاعد مجلس النواب. وحقق خصمه «حزب القوات اللبنانية» بعض التقدم في عدد المقاعد، إذ حصل على 18، بينما كمنت المفاجأة في وصول 13 نائباً، على الأقل، من المعارضة المنبثقة عن الانتفاضة الشعبية ضد الطبقة السياسية بكاملها التي انطلقت في 2019. وستجعل هذه النتيجة تركيبة البرلمان من دون أكثرية واضحة. وتقول مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز «تشاتام هاوس» لينا الخطيب: «سيسعى الحزب إلى تأكيد هيمنته في مواجهة التغييريين الذين دخلوا البرلمان للمرة الأولى». وتبدأ ولاية المجلس الجديد في 22 مايو، وسيكون أمامه مهلة 15 يوماً لانتخاب رئيس له، وهو منصب يشغله رئيس حركة أمل نبيه بري منذ عام 1992. وأعلن «التغييريون» والمعارضون الآخرون، وبينهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أنهم لن ينتخبوا بري رئيساً للبرلمان. وسارع الحزب إلى البدء بتوجيه رسائل تهديد إلى النواب المعارضين له فور ظهور نتيجة الانتخابات. ويثير هذا الانقسام الحاد مخاوف من تكرّر حوادث العنف التي شهدتها منطقة الطيونة في بيروت في أكتوبر 2021 بين أنصار القوات اللبنانية وأنصار «حزب الله» وحركة «أمل» على خلفية تظاهرة احتجاجية. وأشارت صحيفة «لوريان لوجور» اللبنانية الصادرة بالفرنسية، أمس، إلى أن الغالبية التي كان يتمتع بها «حزب الله» في البرلمان خلال السنوات الأخيرة مكنته «من فرض قراراته من دون اللجوء إلى العنف». ويقول الباحث دانيال ميير الذي يتخذ من فرنسا مقراً: «هناك خطر حقيقي بحصول شلل تام»، مضيفاً: «الطرق المسدودة اختصاص لبناني»! ويقول المحلل السياسي سامي نادر: «هناك تغيير في ميزان القوى، لكن ذلك لن يترجم في برنامج تغييري، لأنه، على الرغم من كل شيء، يحتفظ حزب الله بقدرته على الفيتو»، في إشارة إلى سلاح الحزب وسيكون انتخاب الرئيس ليخلف ميشال عون، البالغ 88 عاماً، بدوره استحقاقاً صعباً آخر على جدول أعمال المجلس النيابي. ويتم التداول بأسماء عدة لخلافته، لكنها لا تلقى إجماعاً، ويصعب أن تحصد أكثرية في مجلس النواب.

مشاركة :