بغداد: زيدان الربيعي يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن الانتخابات البرلمانية التي انطلقت اليوم، ستكون مختلفة تماماً عن الانتخابات التي سبقتها في الدورات الثلاث الماضية، بسبب تفتت التحالفات الكبيرة التي كان وجودها قد أسهم في ترسيخ الطائفية والعرقية والمحاصصة في العملية السياسية، التي شكلها الحاكم المدني الأمريكي السابق بول بريمر عام 2003.ولم يقتصر الأمر على التفتت فقط، وإنما أصبحت أغلب الكتل الكبيرة لها وجود في معظم المحافظات العراقية، وهذا الأمر لم يحصل في الدورات الانتخابية السابقة.ميزة أخرى تضاف إلى انتخابات اليوم، تتمثل في حصول وعي نوعاً ما، عند الناخب العراقي الذي بات يعرف جيداً اختيار ممثله في البرلمان المقبل، دون أن يخضع للضغوطات والمجاملات، وهذا مؤشر جيد. وهناك ميزة ثانية في هذه الانتخابات، وهي انخفاض صوت الخطاب الطائفي وارتفاع الصوت الوطني، والحرص على تشكيل دولة مدنية تعتمد على المنهج السياسي بدلاً من المنهج الطائفي. ويقول المحلل السياسي العراقي رحيم الشمري: «تبدأ الانتخابات البرلمانية وسماء وأرض العراق والعاصمة بغداد، تعاني الحرمان وتراجعاً في كافة مفاصل الحياة، والدولة تتجه إلى الشعب في كل أزمة من الحرب، وتطلب تضحيات إلى جانب الضرائب والرسوم المرتفعة، مما جعل الدولة الغنية بالنفط تستجدي مواطنيها».وأضاف: «نطمح من خلال انتخابات اليوم إلى أن تسير الأمور نحو تغيير أفضل»، داعياً المواطنين العراقيين إلى «المشاركة في التصويت لاختيار ممثليهم في البرلمان العراقي المقبل بشكل دقيق، بعيداً عن المصالح الضيقة»، محذراً في الوقت ذاته من «العزوف عن المشاركة في الانتخابات، لأن هذا العزوف إن حصل، سيمثل عقوبة للوطن وسيعيد علينا وعلى البلد عملية تدوير الفاشلين الذين أسهموا مساهمة كبيرة في إيذاء البلد، خلال السنوات المنصرمة».أما الدكتور هاشم حسن التميمي عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد فقال: «لو صدر قانون يحدد راتب أعضاء البرلمان الجديد، ويلغي الامتيازات والإيفادات ويمنعهم من العمل التجاري والعقود، ويمنع الترشيح لأكثر من دورتين، وعودتهم عند نهاية مدة دورتهم الانتخابية لعملهم الوظيفي السابق، والتأكد من الكفاءة والنزاهة ويقسم بالتصويت بما يمليه ضميره وليس زعيمه، لكنت أول عراقي يدلي بصوته». وذكر الصحفي العراقي والمحلل السياسي عبد الكريم سلمان اللامي، أن «أبناء الشعب العراقي يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع من أجل اختيار أعضاء البرلمان الجديد، وهنا يمكن تقسيم الناخبين العراقيين إلى ثلاثة أقسام، قسم يعرف أن يختار بصورة جيدة بعد أن راقب عمل الكتل والشخصيات السياسية طوال السنوات الماضية، وبات يفرق بين الصالح والطالح وهؤلاء يشكلون عدداً مهماً، على الرغم من أنه ليس كبيراً، وقسم آخر سيذهب من أجل إرضاء الجهة التي تعامل معها وحصل على فائدة ما منها، وهذا النوع من الناخبين لا يبحث عن مصلحة وطنية، بل على مصلحة ذاتية، في حين أن القسم الثالث والأخير سيتوجه إلى مراكز الاقتراع وينفذ توصيات بعض المقربين منه، باختيار هذا المرشح أو ذاك، لأنه لا يمتلك الصورة الواضحة لاختيار مرشحه بسبب قلة ثقافته، أو عدم متابعته للأحداث».وأضاف أن «انتخابات اليوم يراها البعض مفصلية بالنسبة للشعب العراقي؛ لأن نتائجها إما أن تجعله يتخلص من نظام المحاصصة الطائفية والعرقية، ويتقدم إلى الأمام أو يعود أربع سنوات أخرى لتنشئة جيل جديد من الفاسدين والطائفين، وبعدها لن ينفع الندم».وأردف اللامي أن «أبناء الشعب العراقي اليوم أمامهم فرصة تاريخية لغرض القضاء على الفساد والفاسدين والفاشلين وسارقي المال العام، من خلال التصويت للمرشحين الجدد وإسقاط الزعامات السياسية التي قادت البلد نحو الهاوية، على الرغم من شعاراتها الرنانة بالوطنية ومحاربة الفساد وإقامة مشاريع التنمية؛ إذ لا يوجد خيار آخر لدى الناخب العراقي، فإما أن يختار مرشحاً نزيهاً يعمل للعراق والعراقيين وليس لمصلحته أو مصلحة حزبه أو كيانه السياسي، أو مكونه الطائفي أو العرقي، ومثل هذا الاختيار سيكون في صالح البلد».
مشاركة :