الرباط – انطلق مؤخرا في القاعات المغربية عرض الفيلم الكوميدي "الإخوان" وسط جدل اثاره العمل بسبب انتقاده للمتدينين. ووضع العمل على مائدة المغاربية السينمائية مادة ساخنة للسجالات، بين من اعتبر الفيلم مستفزا للمحافظين وبين من وجد انه يسلط الضوء على ظواهر وسلوكيات شائعة في المجتمع بطرح كوميدي. والاثنين الماضي حجت الجماهير المغربية الى القاعات لسبر أغواء اشارات تضمنها إعلان تروجي نجح في خلق فضول المئات من القادمين الانتاج السينمائي الاول لإدريس شحتان. والعمل الفني ممول بالكامل من طرف شحتان، ولم يحصل على أي دعم من أية جهة، وينتظر أن يكون العمل الأبرز على "الشاشة الكبيرة" خلال الأسابيع المقبلة. ويجمع الفيلم السينمائي الجديد نخبة من الممثلين ينتمون لأجيال مختلفة، وهو عبارة عن بطولة جماعية، بين كل من "طاليس"، والفنانين الرواد فضيلة بن موسى، وعبد اللطيف خمولي، وراوية، وفاطمة بوشان، وصلاح الدين بنموسى، إلى جانب أعضاء مجموعة "إيموراجي" من بينهم، الثنائي الكوميدي سعيد ووديع، ورشيد رفيق، ومحمد باسو، وأيوب إدري، وكريمة أولحوس، ومايا في أول تجربة سينمائية لها، ويوسف أوزيلال الشهير بـ"فاطمة التاويل". ويبدو ان الفيلم يستوحي قصته من فيلمين، الأول "يا خيل الله" للمخرج المغربي نبيل عيوش الذي تطرق إلى أحداث الـ 16 من مايو/أيار الإرهابية في الدار البيضاء، والفيلم الثاني "كباريه" المصري الذي جسد شخصية إرهابي أراد تفجير نفسه في ملهى ليلي، وعندما شرب الخمر تغير موقفه وحاول التخلص من المتفجرات. ويحكي "اخوان" قصة شباب يعيشون في ظروف اجتماعية صعبة كل شخص منهم له قصته الفرعية وقعوا فريسة شخص متدين غامض الطباع، استدرجهم إلى جماعة إرهابية وعمد إلى تدريبهم على حمل السلاح والاختطاف. ويفكر الرفاق الثلاثة في أحد الأيام في جلب الانتباه عبر تصوير فيديو للترفيه فيما بينهم، قبل أن يقرروا عدم عرضه، إلا أن يتم تسريبه عبر الأنترنت ليكون سببا في إصدار مذكرة بحث أمنية عنهم. وبعد أن تتطور الأحداث في قالب كوميدي يتبين زيف تدين أمير الجماعة وافتضاح خطابه المتشدد الإرهابي، قبل أن يقرر "الإخوان" تصحيح أخطائهم. ويعد هذا العمل سابقة في المشهد السينمائي المغربي، إذ يناقش موضوعا حساسا في قالب يمزج بين التراجيديا والكوميديا. ويؤكد أصحاب العمل أنه "عمل ملتزم يناقش قضية الإرهاب واستدراج الشباب المغربي من قبل بعض المتطرفين، كما أنه يحترم البعد الديني عكس ما يروّج بعض أعداء الفن". لكن منتقدي الفيلم يرون أنه يستهلك "ثيمة الإرهاب" من دون إضافات إبداعية وفنية، وأنه غرق في الهواية والأحكام الجاهزة على فئة من المتدينين، ونبه بعضهم الى ان العمل يذكر بأفلام مصرية كوميدية بتناول سطجي لظاهرة الارهاب مثل فيلمي عادل إمام "الإرهابي" و"طيور الظلام"". وهاجم بعض رواد مواقع التواصل العمل حتى قبل عرضه، بناء على مشاهد من مقطعه الترويجي. وعلق أحدهم عبر فيسبوك قائلا: "إذا كان الفن هو تشويه صورة الملتزم وصاحب اللحية، فهنا لا بد أن نقف قليلا وقفة تأمل، وندرس منهجية التفكير والتخطيط عند هؤلاء.. يمررون رسائلهم الخبيثة تحت قناع الفن". من جهته، أكد بطل الفيلم الفنان عبد الحق بلمجاهد، أن الفيلم "لا يمس بالدين الإسلامي، لا على مستوى السيناريو ولا الإخراج، وإنما يعالج قضية استغلال العقول التي تنجرف مع أشخاص متطرفين، وذلك في طابع كوميدي درامي". وبخصوص دوره في الفيلم، أوضح بلمجاهد، أن دور "سلام" يجسد دور فقيه في أحد الأحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء، يستغل أزمة مجموعة من الشباب، "لأن له توجهات وخلفيات أخرى، وليس بفقيه عادي".
مشاركة :