يعد تطوير أجيالنا الصاعدة ودعمهم بالمهارات والأدوات اللازمة للإبداع والابتكار من الركائز الأساسية لإرساء قاعدة كفاءات وطنية متنوعة لبناء الاقتصاد القائم على المعرفة، حيث تسعى لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا عبر برامجها ومبادراتها المتنوعة لتحقيق ذلك من خلال تطوير رأس المال البشري كركيزة أساسية للتحول الاقتصادي.قال المهندس أحمد سعيد الكليلي المدير العام للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، ثبت أن قطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مختلف أنحاء العالم، في الأسواق الناشئة والمتطورة على حد سواء، حجر أساس في بناء اقتصاد المعرفة، وإدراكاً منها لأهمية دعم هذا القطاع قامت حكومة أبوظبي بإنشاء لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا بغية تشجيع ودعم وإشراف وتنسيق عملية تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار في الإمارة، مشيراً إلى انه طوال العامين الماضيين، عملت لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا جنباً إلى جنب مع شركاء استراتيجيين لها في القطاع الحكومي والقطاع الصناعي والقطاع الأكاديمي على تحديد أبرز المجالات التي يترتب التركيز عليها لتمكين أبوظبي من تأسيس قاعدة صلبة للعلوم والتكنولوجيا الابتكار وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للإمارة، وقد وضعت اللجنة بالمحصلة برنامجاً شاملاً للتغيير يركز على خمسة مجالات رئيسية هي: رأس المال البشري، والأبحاث والتطوير، ودعم وتطوير المؤسسات، والبنية التحتية، والقوانين والأنظمة. وأضاف الكليلي أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في جعل العام 2015 عاماً للابتكار، كما أن الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات ضمن المجتمعات الأكثر ابتكاراً في العالم، ستوفر فرصاً عدة لشبابنا لعرض مواهبهم وتميّزهم على المستوى العالمي وتمكنهم من لعب دور فعال في الصناعات القائمة على العلوم والتكنولوجيا. وقال إن تطوير رأس المال البشري يشكل ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة، وقد عملت اللجنة منذ انطلاقتها عام 2009 على تشجيع تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لبناء وإعداد كوادر مبتكِرة ومؤهلة تسهم في تحقيق رؤية أبوظبي 2030، كما حرصت اللجنة على دعم وتمكين المجتمع للعب دور فعال في الصناعات القائمة على العلوم والتكنولوجيا من خلال مبادراتها الاستراتيجية المتعددة والمستمرة التي تخاطب عقول وقلوب الأجيال الصاعدة في الدولة. وأوضح الكليلي أن نجاح هذه المبادرات يشكل تأكيداً عملياً على تعطش مجتمع الإمارات للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإدراكه العميق لأهميتها في تحقيق التنمية المنشودة وإنجاز التحول الاقتصادي على مستوى الدولة. وحول إنجازات اللجنة في دعم الابتكار - الانية والمستقبلية - لشباب الدولة قال المدير العام للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا إن اللجنة تشجع الإبداع والابتكار لبناء قاعدة كفاءات تتمتع بالمهارات المطلوبة في القطاعات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا، عبر مجموعة متكاملة من البرامج والمبادرات الاستراتيجية التي تسهم في تشجيع اهتمام الشباب والمجتمع بالعلوم والتكنولوجيا بوسائل متنوعة من تعزيز التوعية إلى توفير الدعم المستمر، مشيرا إلى أن برامج اللجنة ومبادراتها تلتزم أفضل الممارسات المعتمدة عالمياً مع التركيز على تعلّم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتوسيع مساحة الاهتمام بها ودعم الابتكار. وأشار الكليلي إلى أن لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا تنفذ برامج لتحقيق إنجازاتها، منها برامج قائمة على التعليم اللا صفي للعلوم والتكنولوجيا لاإلهام عقول وقلوب الأطفال والناشئة (من عمر 5 إلى 12 سنة) وتعزز اهتمامهم بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال مهرجان أبوظبي للعلوم الذي جذب أكثر من 150 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية في عام 2014، وبرنامج التوعية العلمية المدرسية لِمَ؟، الذي قام بإشراك أكثر من 65 ألف طالب وطالبة من خلال زيارة أكثر من 290 مدرسة حكومية منذ تأسيسه في عام 2012، ومركز أبوظبي للعلوم، الذي سيشكل عند الانتهاء من بنائه مركزاً عالمي المستوى غاية في الحداثة، إضافة إلى برامج متقدمة مخصصة لإشراك والتواصل مع الناشئين بالاعتماد على برنامج مبتكِر، حيث تعمل لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا على تغيير المفاهيم المسبقة تجاه العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار لدى الطلاب والناشئة (من عمر 13 إلى 18 سنة)، بإلهامهم وتحفيزهم وإرشادهم للإبداع والابتكار، مشيراً إلى انه خلال عامي 2014 و2015، استقطبت فعالية مبتكر، إحدى مكونات برنامج مبتكر، نحو 200 مبتكر قاموا بعرض إبداعاتهم وابتكاراتهم خلال هذه الفعالية التي شكّلت فرصة مثالية ومنصة نوعية لهم، لافتاً إلى أن برنامج مبتكر يتألف من أربعة مكوّنات رئيسية، هي مركز مبتكِر للإبداع، وفعالية مبتكِر، وجولة مبتكِر المجتمعية، ومجلة مبتكِر. وذكر الكليلي أن هناك برامج متخصصة لدعم وتمكين المحترفين من الابتكار، من خلال برنامجي مبتكِر وتكامل، تعمل لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا على تمكين ودعم المحترفين (من عمر 19 سنة فما فوق) للابتكار بتوفيرها الأدوات والمهارات التخصصية التي يحتاجونها، مشيراً إلى أن برنامج تكامل أسهم في بزيادة أعداد براءات الاختراع التي سجلتها الإمارات دولياً: وهي 122 براءة اختراع دولية تم تسجيلها منذ انطلاق البرنامج، و48 براءة اختراع هي حالياً قيد الدراسة في النصف الأول من العام الحالي. دعم الابتكار وقال فيصل الحمودي، مدير أول برنامج تكامل إن البرنامج وطني ومعترف به عالمياً لدعم الابتكار في الدولة، ويعتبر إحدى المبادرات الاستراتيجية للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، منذ العام 2011، وتم تصميمه ليوفر الدعم للمبتكرين (من الأفراد، والمؤسسات الأكاديمية، والشركات في الدولة) بكافة مراحل الابتكار، بدءاً من ولادة الأفكار وحماية الملكية الفكرية مروراً بتسجيلها كبراءات اختراع، وانتهاءً بدعم ترويج هذه البراءات والاختراعات لاستخلاص القيم الاقتصادية لها. وقال الحمودي: إن البرنامج يدعم العديد من الابتكارات القيّمة في مجالات حيوية، مثل المواد المتقدمة، والتكنولوجيا النظيفة، والإلكترونيات، والصحة والطب، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتطبيقات الصناعية، والنفط والغاز، والصناعات الدفاعية وغيرها، ويتم ذلك على مرحلتين، الأولى مرحلة حماية الملكية الفكرية، التي يتم خلالها توفير الدعم القانوني والمادي لتسجيل براءات الاختراع دولياً، إضافة لتعزيز التوعية بأهمية تسجيل الملكية الفكرية، والتعريف بآليات وخطوات تسجيل براءات الاختراع من خلال ورش عمل الملكية الفكرية التي ينفذها تكامل، مشيراً إلى أن البرنامج قام حتى تاريخه بإنجاز 55 ورشة عمل توعوية نظمها البرنامج لتوعية الصناعة والمؤسسات الأكاديمية بأهمية حماية حقوق الملكية الفكرية للمخترعين. دراية ل 66 براءة اختراع وأضاف الحمودي أن المرحلة الثانية تعتبر مرحلة تحقيق القيمة التجارية، حيث بدأ برنامج تكامل من العام 2013 أنشطته لدعم تحقيق القيم التجارية للاختراعات والابتكارات، من خلال المساعدة في دراسة الجدوى السوقية للاختراعات المنجزة، ودعم النموذج التطبيقي العملي ليجذب السوق، والمساهمة في توصيل الفكرة للأسواق والمشترين المحتملين، كما أنشأ البرنامج مكتب تكامل لنقل التكنولوجيا ليشكل مصدر دعم لتحقيق القيم التجارية للملكية الفكرية في الإمارات. وأوضح أن البرنامج قام بعمل دراسة دقيقة ل 66 براءة اختراع للتعرف إلى قيمتها التجارية، كم قام بدعم 3 نماذج تطبيقية عملية تعود لجامعة الإمارات ومعهد مصدر وجامعة خليفة، وتم الحديث فيها مع شركات عالمية، وقد ساهم البرنامج في إطلاق شركة وطنية جديدة (غرين نانوتاك) بالاستناد إلى أحد الاختراعات التي قام بدعمها، كذلك مُنح برنامج تكامل جائزة أفضل سياسة وطنية لنقل التكنولوجيا وتعزيز الملكية الفكرية لعام 2013، التي منحته إياها جمعية خبراء التراخيص الدولية ل.ي.س. خلال المنتدى العالمي لتأثيرات التكنولوجيا 2014 الذي نظمته الجمعية في مدينة جنيف السويسرية من 19 إلى 21 يناير/كانون الثاني 2014 في مقر المنظمة العالمية للملكية الفكرية الويبو التابع للأمم المتحدة. تحفيزاهتمام الأطفال قالت هناء الموسوي، مدير المشاريع - وحدة ترويج العلوم والتكنولوجيا، إن من مبادرات اللجنة الاستراتيجية، برنامج التوعية العلمية المدرسية لِمَ؟ الذي يحقق إقبالاً واسعاً، ويقام تحت رعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان ،حيث يقوم البرنامج بجولات مدرسية إلى مدارس الإمارة لتحفيز اهتمام الأطفال بأبرز مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، من خلال ورش العمل التفاعلية الممتعة والعروض المشوقة التي يقدمها مرشدون علميون متمرسون للأطفال من الصف الثالث فما فوق، لافتة إلى أنه خلال العام 2014 نجح البرنامج في إشراك أكثر من 35 ألف طالب وطالبة بزيارة أكثر من 160 مدرسة، حيث أقيمت نحو 1000 ورشة عمل وعرض تفاعلي.
مشاركة :