توصل علماء إلى تصميم جهاز يحاكي الطريقة التي يعمل بها دماغ الإنسان في اكتساب المعارف، في خطوة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفق ما أعلنوا في دراسة نُشرت في مجلة «ساينس» الأميركية. ويمكن للبرامج المعلوماتية الحالية المعروفة بإسم «الشبكات العصبية» المستوحاة من طريقة عمل الخلايا العصبية البيولوجية، أن تتعرف على الصوت البشري وعلى الأشياء بعد تعريفها على عدد كبير من النماذج المشابهة، بما يتيح لها ان تربط المعلومات وتستخلص النتائج. أما التقنية الجديدة التي أطلق عليها اسم «بي بي ال»، والتي صممها باحثون في معهد ماساتشوستس وجامعتي نيويورك وتورنتو، فهي تحاكي آلية عمل الدماغ البشري في اكتساب مفاهيم جديدة واستيعابها. ويستطيع هذا الجهاز أن يفهم سريعاً ملامح اللغات الجديدة التي يتعرف عليها وأن يستخلص نتائج عامة لما يتعلمه، وأيضاً أن يفهم حروف المخطوطات بعد الاطلاع على واحدة منها أو أكثر، مثل الدماغ البشري. وقال أحد العلماء المشاركين في تصميم هذا الجهاز جوشوا تينينبوم «لدينا، وللمرة الأولى، نظام معلوماتي قادر على تعلم عدد كبير من المعلومات المرئية على نحو يصعب تمييزه عن آلية التعلم لدى البشر». وأضاف «يتعلم الأطفال حتى قبل أن يذهبوا إلى الحضانة، مفاهيم جديدة من خلال مثال واحد، وبإمكانهم أن يتخيلوا أيضاً مفاهيم جديدة أخرى». لكن العلم ما زال بعيداً جداً عن تصميم أجهزة تحاكي ذكاء طفل، وفق الباحث. ويتيح هذا البرنامج المعلوماتي "«عليم كيفية التعلم»، استخدام مفاهيم معروفة سابقاً، كالاستناد إلى معرفة الأبجدية اللاتينية مثلاً لتعلم الأبجدية اليونانية. وأجرى العلماء اختباراً قارنوا فيه بين قدرة الجهاز على التعلم وقدرة البشر، فطلبوا من مجموعة من الأشخاص، ومن الجهاز أيضاً، إعادة رسم حروف مخطوطة عُرضت عليهم، وكذلك طلبوا منهم ومن الجهاز رسم حروف جديدة تشبه ملامح الحروف فيها. وعُرضت النتائج على مجموعة ثانية من الأشخاص، لم يستطع سوى أقل من ربعهم التمييز بين الحروف التي رسمها البشر وتلك التي رسمها الجهاز، في مؤشر واضح على تشابه منطق الجهاز مع المنطق البشري.
مشاركة :