العاهل الأردني ينتقد بمرارة إسرائيل والولايات المتحدة: علاقات خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف

  • 5/20/2022
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

العاهل الأردني ينتقد بمرارة إسرائيل والولايات المتحدة: علاقات خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف   عمان - وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خطابا صريحا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أكد فيه أن العلاقات العربية مع إسرائيل، وليس فقط علاقتها مع الأردن، تراوح مكانها وأنها كمثل من “يخطو خطوتين إلى الأمام ومثلهما إلى الخلف”، في موقف بدا فيه الملك عبدالله الثاني هذه المرة متحدثا باسم المنطقة وتحفظاتها، وعاكسا لخيبة أمل عربية في تحقيق سلام لم تكن له نتائج على الأرض في الملف الفلسطيني. وجاء كلام العاهل الأردني في مقابلة مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر ضمن البرنامج العسكري المتخصص “ساحات المعارك”، خلال الزيارة التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. والبرنامج، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأميركية، مهم ويحظى بمتابعة واهتمام من الدوائر الرسمية السياسية والعسكرية، خاصة أن ماكماستر كان مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وهو جنرال مخضرم. وقال الملك عبدالله الثاني إن حديثه “مستمر مع الرؤساء الأميركيين بتأكيد أنّ تجاهل الشرق الأوسط سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين، ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية”، مضيفا “مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف”. ويعتقد دبلوماسيون ومحللون سياسيون أن إقرار العاهل الأردني بضرورة التحرك لحل القضية الفلسطينية هو بمثابة رسالة إلى الدولة العميقة في الولايات المتحدة بعد أن تأكد من أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تسمع أو لا تريد أن تتفهم مقاربة الأردن التي تقوم على فكرة رئيسية محورها أنه لا يمكن بناء سلام عربي – إسرائيلي يغفل القضية الفلسطينية ويجعلها هامشا. ويشير هؤلاء إلى أن الملك عبدالله الثاني بدا وكأنه يقيم الحجة على فاعلية مقاربته؛ فرغم تقدم مسار السلام العربي – الإسرائيلي واتساعه ليشمل دولا جديدة، لم تلتزم إسرائيل بما تعهدت به بشأن وقف الاستيطان وعدم المساس بالمسجد الأقصى. وكان من بين الأسس التي بُنِيَ عليها مسار السلام الجديد الذي شمل الإمارات والبحرين والمغرب تعهد إسرائيل بوقف خطة توسيع المستوطنات لتشمل ضم أجزاء من الضفة الغربية. وحرص العاهل الأردني على تأكيد أن موقف الأردن ليس معزولا بل هو امتداد لمقاربة عربية أشمل باتت ترى أن الولايات المتحدة لم تعد شريكا موثوقا به بما فيه الكفاية، وأن “قادة المنطقة بحثوا أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعانيها الإقليم وتحمّل عبئها الثقيل”، بدلاً من الذهاب إلى واشنطن لحل القضايا العالقة. ولا يُعرف ما إذا كان كلام الملك عبدالله الثاني خلال البرنامج التلفزيوني رسالة خليجية طُلب منه أن ينقلها أثناء زيارته لواشنطن، أم أنه يردد ما سمعه خلال لقاءاته واتصالاته مع القادة الخليجيين بشأن برود العلاقة مع الولايات المتحدة ليؤكد لإدارة بايدن أن هناك توجها واسعا في المنطقة نحو الاعتماد على النفس وأن الأمر لا يقف عند الإمارات والسعودية اللتين أظهرتا من خلال مواقف مسؤولين وتصريحاتهم أنهما شرعتا في تنويع الحلفاء. وكشف العاهل الأردني أن “اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية؛ لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة”، وأنه “لذلك سيرى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها البعض، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها” قبل طلب أي مساعدة. ووجه الملك عبدالله الثاني إلى الأميركيين نصيحة تحضّهم على ضرورة فهم طبيعة العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، و”ألا يتم وضعها في إطار معين”. وأوضح أن “دولة الإمارات أمضت عقودًا جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وهي دولة غنية ذات إمكانات كبيرة، ولديها استثمارات في جميع أنحاء العالم”. وقال مراقبون إن حديث العاهل الأردني عن الإمارات يتزامن مع انتخاب الشيخ محمد بن زايد رئيسا، وسط تساؤلات في واشنطن عن مستقبل العلاقات الأميركية – الإماراتية بعد البرود الواضح الذي شهدته العلاقات بين واشنطن وأبوظبي، خاصة بعد تعامل الأميركيين بلامبالاة مع قصف الحوثيين للعاصمة الإماراتية. وفي إجابته على سؤال عن طريقة التعامل مع إيران، أشار العاهل الأردني إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران قائلا “نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم إلى الأمام، لكن لدينا تحديات أمنية”. وأشار الملك إلى أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكل مصدرا للتهدئة، مبينا أن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”. وأنهى العاهل الأردني السبت الماضي زيارة عمل رسمية إلى الولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس بايدن وعددًا من كبار المسؤولين الأميركيين؛ بينهم شخصيات من الكونغرس وأعضاء لجان العلاقات الخارجية، والخدمات العسكرية. وذكر بيان للبيت الأبيض في ختام هذه الزيارة أن بايدن أكد دعم الولايات المتحدة “الراسخ للأردن الذي يشكل حليفا حيويا وقوة للاستقرار في الشرق الأوسط”. وتطرق اللقاء بحسب البيان إلى “الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب وسبل التوصل إلى حلول سياسية لقضايا المنطقة وأزماتها، وإلى الأزمة الأوكرانية (في إشارة إلى العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا) وتداعياتها على الأمن والسلم الدولي والاقتصاد العالمي”. ووفق البيان “تم التأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين لمواصلة تعزيز علاقات الشراكة التاريخية”.

مشاركة :