جمال مبارك يستثمر سياسيا في تبرئة القضاء الأوروبي لأسرته

  • 5/20/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحدث ظهور ابن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وهو يلقي بيانا على يوتيوب يؤكد فيه انتهاء إجراءات التقاضي المرفوعة على أسرته منذ تنحي والده، العديد من ردود فعل السياسية في الشارع المصري. وبدا الخطاب الذي ألقاه جمال مبارك، الثلاثاء، كمن يريد، على هامش براءته، تدشين حملة تؤكد صلاحيته السياسية بعد سقوط دعاوى في محاكم أوروبية ومحاولة استثمار أجواء دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى حوار وطني شامل. وأشار البيان الذي ألقاه ابن مبارك باللغة الإنجليزية إلى أنه أراد توصيل رسالة إلى الخارج، مفادها عدم وجود موانع أمام مشاركته في المشهد المصري. وأكد جمال مبارك أنه ينفذ رغبة والده في “شرح الإجراءات للعالم بأسره”، معتبرا أن “الوقت قد حان لوضع الأمور في نصابها الصحيح”. عبدالله السناوي: ملف فساد مبارك لم يُفتح بكل تفاصيله في مصر وأعلن الادعاء العام الاتحادي في سويسرا أخيرا أنه أغلق تحقيقا استمر أحد عشر عاما يتعلق بالاشتباه في غسيل أموال فيما يتصل بثورة يناير 2011 في مصر. وقال مكتب المدعي العام “على الرغم من التحريات العديدة وتحويل 32 مليون فرنك سويسري إلى مصر عام 2018، يتعين على مكتب المدعي العام قبول أن التحقيق لم يستطع إثبات شبهات تبرر اتهام أيّ شخص في سويسرا أو مصادرة أيّ أصول”. وأكد الادعاء السويسري أنه سيفرج عن المبلغ المتبقي الذي جمده والبالغ 400 مليون فرنك سويسري (429 مليون دولار). وجاء القرار بعد حكم المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي في السادس من أبريل الماضي بتأييد إلغاء عقوبات فرضها الاتحاد على الرئيس الراحل وأسرته وفك تجميد أصولهم. وذكر حكم الاتحاد الأوروبي أن العقوبات كانت غير قانونية، وأمر المجلس الأوروبي بدفع تكاليف التقاضي التي تحملتها أسرة مبارك. واعتبر جمال مبارك أن المعركة القانونية التي واجهتها عائلته انتهت عقب الحكم الصادر عن المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي الذي أقر بأن التدابير التقييدية التي فرضت على الأسرة غير قانونية منذ البداية، وبعد قرار مكتب المدعي العام في سويسرا بتبرئة علاء وجمال مبارك بشكل كامل بعد انتهاء التحقيق الجنائي. وحرص على التنويه لبطلان الاتهامات التي لاحقته وأسرته، حيث “لا يوجد دليل واحد على أن والدي الراحل أو والدتي امتلكا أصولا خارجية من أيّ نوع، ولم تثبت صحة الادعاءات بأن أفرادا آخرين من الأسرة أخفوا أصولا في الخارج”. ولفت المحلل السياسي المصري عبدالله السناوي إلى أن ملف فساد مبارك لم يُفتح بكل تفاصيله في مصر، وأيّ خطابات توجهها أسرته للرأي العام لن تكون مقنعة، وأن جمال يستغل حصول أسرته على حكم قضائي من أحد المحاكم الأوروبية لإبراء ذمة والده ولم يجب على أسئلة تدور في أذهان الناس حول مصادر أموال أسرته في الخارج، ولماذا لم يتم إيداعها في البنوك المصرية؟ منذ حصول جمال وشقيقه علاء على براءات مختلفة في العديد من القضايا وهما يتعاملان بقدر من الجسارة السياسية منذ حصول جمال وشقيقه علاء على براءات مختلفة في العديد من القضايا وهما يتعاملان بقدر من الجسارة السياسية وأوضح لـ”العرب” أن خطاب جمال يستهدف المزيد من إتاحة حرية الحركة لفلول مبارك بالداخل عبر المشاركة في حركة المجتمع، وهو حق أصيل لهم، غير أنه في حال وجود طموح سياسي للعودة بأشخاصهم إلى الماضي فإن ذلك من المستحيل شعبيًا وقد تكون هناك مساع لدعم أطراف أخرى محسوبة عليهم سياسيًا. وعاد حنين قطاع من المصريين إلى فترة حكم مبارك والمقارنة بينها وبين الحكم الحالي مع زيادة الأزمات الاقتصادية، فعلى الرغم من الركود العام في عهده، إلا أنه لم يصطحب زيادة كبيرة في الأسعار تؤرق شريحة كبيرة من المواطنين. ويتردد اسم جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الذي هيمن على مفاصل السلطة خلال فترة حكم والده للبلاد على مواقع التواصل الاجتماعي مع الخطوات التي يتخذها النظام الحاكم الآن وتضع أعباء اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة على كاهل الناس، ويحلو لشريحة منهم المقارنة بين النظامين. وكان أحد أسباب اندلاع ثورة يناير عام 2011 في مصر الاعتراض على سياسات مبارك وما تردد حول رغبته في توريث ابنه (جمال) الحكم من بعده وتغوله اقتصاديا، ولذلك تعرض إلى العديد من المحاكمات أمام القضاء المصري وصودرت أمواله في سويسرا، وحصل على براءات منها أخيرا. ومنذ حصول جمال وشقيقه علاء على براءات مختلفة في العديد من القضايا التي رفعت عليهما وأفراد أسرتهما وهما يتعاملان بقدر من الجسارة السياسية، ويحرصان على حضور مناسبات اجتماعية، بما يوحي أن الشعب المصري الذي ثار على حكم والدهما لا يحمل غضبا اتجاههما، كما حاولت بعض وسائل الإعلام تصويره سابقا. ما أحدثه فيديو جمال مبارك من اهتمام في صفوف فئة من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي لا يحوي رسالة دعم له أو يفتح أمامه الطريق للعودة إلى الفضاء العام واستبعدت دوائر مصرية أن يكون ظهور جمال مبارك في فيديو على يوتيوب محتفيا ببراءة الأسرة وموجها رسالة عاطفية إلى والده بشأن نزاهته له علاقة بأغراض سياسية آنية أو يحمل إشارة تتعلق باستعداده دخول سباق انتخابات الرئاسة بعد نحو عامين. وأكدت هذه الدوائر أن فرص جمال مبارك للترشح والمنافسة في الانتخابات المتوقع أن تجرى في منتصف عام 2024 شبه معدومة في ظل إحكام السيطرة على مركز الحلبة السياسية، وحتى هوامشها التي تحاول بعض أحزاب المعارضة القيام بمشاغبات من خلالها، أصبحت مغلقة إلى حين حدوث انفراجة حقيقية في الفضاء العام، وتبديل قواعد لعبة لا تزال تتحكم فيها أجهزة أمنية تدين بالولاء للرئيس عبدالفتاح السيسي. وما أحدثه فيديو جمال مبارك من اهتمام في صفوف فئة من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي لا يحوي رسالة دعم له أو يفتح أمامه الطريق للعودة إلى الفضاء العام، لكنه يشير إلى ارتفاع منسوب الغضب من سياسات النظام المصري الراهن للدرجة التي يمكن أن تقوده إلى الحنين لما قبل الفترة التي انقلب فيها الناس عليه. ويحوي ذلك إشارة إلى أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في مصر بلغت حدا يدق ناقوس الخطر للحكومة وحثها على إيجاد حلول عملية تخفف بها الأزمات المتلاحقة قبل أن يزداد الأمر سوءا وتبدأ شريحة من المصريين في الإعلان عن انحيازها لقوى معارضة يمكن أن تستفيد منها جماعة الإخوان. ويصعب الحديث عن قاعدة شعبية يحظى بها جمال مبارك قد تتحول إلى رصيد سياسي يدفعه للتفكير في العودة إلى العمل العام، ويمكن أن يحظى بتأييد من نخبة رجال أعمال حققت مكاسب اقتصادية في عهد والده وتشكو من انسداد الكثير من منافذ الاستثمار أمامها الآن، وهي طبقة ربما تؤيده في الخفاء خشية تعرضها إلى خسائر جديدة.

مشاركة :