روسيا تنتقد مؤتمر الرياض: لا يمثّل «كامل المعارضة السورية»

  • 12/13/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انتقدت روسيا السبت مؤتمر المعارضة السورية الذي انعقد في العاصمة السعودية الرياض وانتهى باشتراط رحيل الرئيس بشار الأسد، وقالت أنه لا يمثّل كامل المعارضة السورية. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: «لا نستطيع أن نوافق على محاولة الجماعة التي اجتمعت في الرياض لاحتكار حق التحدث باسم المعارضة السورية بأكملها». وكان مسؤول روسي قال الجمعة إثر اجتماع في جنيف مع مسؤولين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة إن موسكو ترى «أفقاً» للتوصل إلى اتفاق على مرحلة انتقالية في سورية تنهي الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وفق ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للأنباء انه «تم الاتفاق على مواصلة المشاورات للتوصل إلى تسوية بين السوريين. هناك أفق». وأضاف انه خلال المشاورات «تم التشديد خصوصاً على ضرورة حل المشكلة الأهم التي ما زالت عالقة حتى الآن ألا وهي إعداد لائحة تمثّل المعارضة بأكبر قدر ممكن من أجل المشاركة في الحوار مع الحكومة، وإعداد لائحة بالمنظمات الارهابية التي لن ينطبق عليها وقف إطلاق النار». ولفت المسؤول الروسي إلى أن «تحقيق تقدم في هذه العملية رهن بسرعة إعداد هاتين اللائحتين»، مضيفاً «علينا أن نحاول» احترام المهل الزمنية التي تم الاتفاق عليها في فيينا في نهاية تشرين الأول (اكتوبر). وعقد هذا الاجتماع الثلاثي في إطار الجهود الديبلوماسية الدولية التي تبذلها منذ نهاية تشرين الأول (اكتوبر) «مجموعة فيينا» التي تضم 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وايران، وثلاث منظمات دولية واقليمية هي الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية. وكانت مجموعة فيينا وضعت خطة لحل الأزمة السورية تنص خصوصاً على عقد اجتماع بين ممثلي النظام السوري والمعارضة بحلول الأول من كانون الثاني (يناير) 2016 وإرساء وقف لإطلاق النار لا يشمل المنظمات «الارهابية»، يليه تنظيم انتخابات واعتماد دستور جديد. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أعلن أنه سيزور موسكو الثلثاء في مهمة ديبلوماسية حساسة تهدف إلى مواصلة عملية السلام الهشة لإنهاء النزاع في سورية. وفي مؤشر إلى تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، قالت وزارة الخارجية الاميركية أن كيري سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن الكرملين لم يؤكد ذلك. وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر على هامش المؤتمر الدولي حول المناخ في باريس أن كيري وبوتين «سيبحثان في الجهود الجارية للتوصل إلى انتقال سياسي في سورية». لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرح بأن قرار بوتين لقاء كيري يمكن ان ينتظر حتى انتهاء محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال أن «جون كيري قادم إلى هنا بدعوة من وزارة الخارجية الروسية وشريكه في المحادثات سيكون وزير خارجية روسيا». وأضاف «لا نستبعد إمكانية لقاء من هذا النوع (بين كيري وبوتين) ليطلع وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس بوتين على محادثاتهما». وقال تونر ان كيري سيبحث ايضاً في الوضع في اوكرانيا حيث يتهم الغرب روسيا بدعم الانفصاليين الموالين لها. وستنتهز روسيا هذه الفرصة للاحتجاج على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وشركاؤها على اقتصادها بعد ضمها لشبه جزيرة القرم. وقالت وزارة الخارجية الروسية انها تأمل في ان تؤدي زيارة كيري الثانية إلى موسكو خلال العام الحالي، إلى تحسين العلاقات «المعقدة» بين البلدين، على حد تعبير الوزارة. وستتناول محادثات كيري أيضاً مكافحة تنظيم «داعش» التي تختلف روسيا والولايات المتحدة في طريقتها. وتتهم واشنطن موسكو باستخدام الضربات ضد التنظيم لتعزيز نظام الرئيس السوري بشار الاسد ضد المعارضة. ويصر الكرملين من جهته على ان حليفته دمشق تملك كامل الحق في السماح بتدخل عسكري أجنبي ضد الجماعات المسلحة وان الضربات الاميركية تشكل انتهاكاً للسيادة السورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي الجمعة انه «ما زال هناك عمل كثير يجب إنجازه» في وضع استراتيجية للخروج من هذا النزاع. وأضاف كيربي «منذ البداية كانت هناك وجهات نظر مختلفة حول مستقبل الأسد وهذا الأمر لم تتم تسويته اليوم». وواشنطن وموسكو هما المحركان الرئيسيان لعملية ديبلوماسية دولية ترمي لإنهاء الحرب الاهلية في سورية، وذلك في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية». ويفترض أن تجتمع هذه المجموعة التي تضم 17 دولة وثلاث منظمات في 18 كانون الأول (ديسمبر) في نيويورك برعاية الامم المتحدة للدفع باتجاه التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار بين النظام والمعارضة في سورية. لكن موسكو وواشنطن كانتا تنتظران نتائج اجتماع الفصائل المسلحة والمعارضة السورية هذا الاسبوع في الرياض قبل تأكيد موعد هذا الاجتماع في نيويورك. وأعلنت هذه الفصائل الخميس موافقتها على إجراء مفاوضات مع النظام السوري لكنها طالبت برحيل الرئيس السوري «مع بداية المرحلة الانتقالية» المرتقبة. ومطلب رحيل بشار الاسد قد يشكل حجر عثرة للأطراف التي تدعمه خصوصاً روسيا. وقد أعلن كيري الجمعة انه سيجري مفاوضات أكثر عمقاً مع السعوديين «لتذليل نقاط الخلاف» في اتفاق الرياض.

مشاركة :