كتاب ورسامون يعرضون تجاربهم في مهرجان الشارقة القرائي للطفل

  • 5/9/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار “عقول تتشكل”، ويستمر حتى الرابع عشر من مايو الجاري، في “مركز إكسبو الشارقة”. وأكد العديد من المختصين والمشاركين في الدورة الحالية من المهرجان أهمية هذا الحدث في المساهمة في تنمية وتطوير عقول الأطفال وتزويدهم بالمعرفة والثقافة والقيم، حيث يجمع المهرجان أبرز صناع أدب الطفل من كتاب وناشرين ورسامين ومتخصصين، ويوفر لهم منصة للتواصل والتعاون وتبادل الخبرات من أجل أن يكون الكتاب هو الصديق الأول والمرشد الأمين للطفل، يسافر من خلاله إلى عوالم مختلفة ويتعرف على شخصيات متنوعة. الموروث الشعبي رسام كتب الأطفال مرتبط بعمل الكاتب إذ لا ينتظر الإلهام ليرسم بل يكفي أن يجد القصة الجيدة ليرسمها في إطار جلساته المتواصلة إلى ختام فعاليته الأحد، قدم مهرجان الشارقة القرائي للطفل جلسة نقاشية الاثنين، سلطت الضوء على كيفية إعادة تقديم التراث الشعبي لطفل القرن الحادي والعشرين، وأكدت أهمية التراث الشعبي كمصدر لإلهام وإثراء أدب الطفل، بشرط أن يقدم بأسلوب جذاب يناسب ذهنية واهتمامات طفل العصر الحديث. كيف يمكن إعادة تقديم التراث الشعبي لطفل القرن الحادي والعشرين؟ سؤال طرحته الجلسة لتنطلق منه، وتحدثت خلالها عائشة علي الغيص، الكاتبة التي صدرت لها عدة قصص تعيد إحياء الأمثال والحكايات الشعبية الإماراتية، والكاتبة الأردنية فداء الزمر، المتخصصة في أدب الطفل، وأدارتها شيخة بن خميس، حيث أكدت المتحدثتان، أهمية التراث الشعبي كمصدر لإلهام وإثراء أدب الطفل، بشرط أن يقدم بأسلوب جذاب يناسب ذهنية واهتمامات طفل العصر الحديث. وأوضحت الكاتبة عائشة الغيص أنها تراعي خصوصية الطفل كمتلق للحكايات والقصص التي تؤلفها بالاعتماد على الموروث الشعبي، ولخصت تجربتها في استخدام التراث بثلاثة محاور: انتقاء الحكايات الشعبية التي تحمل عناصر الغرائبية وإعادة صياغتها بأساليب تخاطب الأجيال، واختيار شخصيات تاريخية مثيرة للاهتمام وسرد حكاياتها بلغة تلائم الطفل، وتوظيف الأمثال الشعبية في سرد قصصي يشرح القيم الأخلاقية التي تنطوي عليها. استلهام التراث يرسخ هوية الطفل ويمنحه الأمان والقيم ويزرع في نفسه أفكارا وسلوكيات تنبع من تاريخه وثقافته استلهام التراث يرسخ هوية الطفل ويمنحه الأمان والقيم ويزرع في نفسه أفكارا وسلوكيات تنبع من تاريخه وثقافته ونصحت الغيص الكاتب بأن يكون ماهرا في تقديم قصص التراث، بحيث تكون الأساس فيها تنمية شخصية الطفل، وأضافت أن على الكاتب أن يقرأ قصته بعد كتابتها بعين الناقد، وأن يسعى لتطوير أسلوبه مع مرور الزمن، فالأطفال يشهدون تطورا متسارعا تبعا لتسارع التقنيات الحديثة. وأكدت الكاتبة فداء الزمر، أهمية الموروث الشعبي في تعزيز الهوية لدى الأطفال، لافتة إلى أن الهوية تمنح الطفل شعورا بالأمان والقيمة، وترسخ في نفسه أفكارا وسلوكيات تنبع من تاريخه وثقافته، مشيرة إلى أن اللغة الأم من أهم الوسائل في نقل الموروث الشعبي، ولكن التطور التقني قد أثر سلبا على هوية الأطفال، ولذلك يجب أن ندعم الكتاب والمؤلفين الذين يبحثون في الموروث الشعبي ويستخلصون منه جواهره بأساليب تناسب عقلية طفل العصر. ومع أهمية توظيف الموروث في أدب الطفل، إلا أن الكاتبة فداء الزمر، لم تخف ضرورة أن نكون حذرين في اختيار عناصره، وأن نزيل منه ما قد يضر بنفسية الطفل، أو يثير فيه مشاعر الخوف والرعب. وتابعت أن التحدي يكمن في جعل الطفل يحب الموروث الشعبي ويستفيد منه، والحل يتمثل في أسلوب صياغة القصة الأدبية التي تستخدم الموروث الشعبي بطريقة مقنعة، وهذا يتطلب من الكاتب أن يضفي على القصة عناصر الخيال والإثارة، بما يبني الجسور بين الموروث والحاضر. رسم كتب الأطفال أطفال اليوم لهم احتياجات أكبر أطفال اليوم لهم احتياجات أكبر نظم المهرجان الاثنين جلسة حوارية أخرى، استعرض فيها الرسامون العراقي علي المندلاوي، واليابانية المقيمة في إيطاليا يوشيكو واتانابي، والإماراتية أسماء الرميثي، تجاربهم التي قادتهم إلى احتراف التخصص في الرسم لكتب الطفل ومجلات الرسوم المتحركة. وأكد الرسامون المحترفون في مجال الرسوم المتحركة أن الشغف بهذا الفن قادر على أن يلهم كل رسام موهوب ابتكار شخصيات فريدة، واستعرضوا تجاربهم التي قادتهم إلى احتراف التخصص في الرسم لكتب الطفل ومجلات الرسوم المتحركة، وتحدثوا حول دور هذا الفن في تعزيز القيم الإيجابية لدى الأطفال وتطوير وعيهم وثقافتهم. وأدار فيصل القدرة الجلسة التي جاءت بعنوان “المانغا والرسوم وأدب الطفل”. بداية، استعرض الرسام علي المندلاوي تجربته وتأثره منذ الطفولة بقراءة المجلات القديمة، مثل مجلتي “طرزان” و”سمير”، وصولا إلى الحدث الذي غير مسار حياته وساعده على احتراف الرسم للأطفال، عندما بدأ العمل منذ شبابه في مجلة “مجلتي” التي صدرت في العراق سنة 1970، وتميزت بنشر قصص مصورة بعضها كانت تدور حول شخصيات من تاريخ العراق القديم. العديد من المختصين والمشاركين في الدورة الحالية من المهرجان أكدوا أهمية هذا الحدث في المساهمة في تنمية وتطوير عقول الأطفال وتزويدهم بالمعرفة والثقافة والقيم وأضاف المندلاوي “ليس على رسام كتب الأطفال أن ينتظر الإلهام ليرسم، بل يكفي أن يجد القصة الجيدة ليرسمها، وأن يحرص على رسم الشخصيات التاريخية لكي يساهم في تنمية الحس الوطني لدى الأطفال، ويثري ثقافتهم بما يحفز على بناء القيم الإيجابية وترسيخها في وعيهم”. وتحدثت الرسامة يوشيكو واتانابي عن حبها لرسوم المانغا اليابانية الذي قادها إلى العمل كرسامة منذ الستينات، حيث مرت بتجربة الرسم بالأبيض والأسود ثم انتقلت إلى الرسوم الملونة، وفي عام 1971 سافرت إلى باريس ومنها إلى إيطاليا التي مارست فيها مهنتها وترجمت شغفها بالرسوم المتحركة إلى قصص ورسوم ومسلسلات الكارتون. وأضافت واتانابي “أقوم بتعليم الرسم للتلاميذ في إيطاليا منذ 29 عاما، وأخبرهم أن عليهم ابتكار نماذجهم وشخصياتهم وألا يقلدوا غيرهم، لأنني مؤمنة بكل شخص يستطيع خلق موضوعات مختلفة وقصص خاصة به، لهذا أنقل معرفتي وخبرتي إلى من يرغب في تطوير موهبته، واعتبر أن ابتكار شخصيات الرسوم المتحركة وظيفة جدية وليس مجرد لعب”. ونصحت الرسامة أسماء الرميثي الرسامين الشباب بعدم القسوة على الذات أو مقارنة تجاربهم في الرسم بتجارب الآخرين، وأضافت “كل رسام لديه شخصية مميزة ولديه خياله وعالمه الذي يساعده على ابتكار شخصياته، وأرى أن الرسم فن للمتعة وليس للمنافسة، ولكل فنان أسلوبه الخاص الذي سيصل إليه مع الوقت والاجتهاد”. وأشارت الرميثي إلى أن شغفها بالرسوم المتحركة يدفعها إلى الاستمرار، وخاصة في رسم المانغا التي تعتبرها أكثر ديناميكية من رسوم الكوميكس، لما تتميز به من تصوير للتعابير على ملامح الشخصيات واعتمادها على الحركة أكثر من النصوص المصاحبة للرسم.

مشاركة :