اتهامات متبادلة بين واشنطن وموسكو حول المسؤولية عن أزمة الغذاء العالمي

  • 5/21/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تقاذفت الولايات المتحدة وروسيا الخميس الاتّهامات في الأمم المتحدة، حيث حمّلت كل منهما الأخرى مسؤولية التدهور المتفاقم للأمن الغذائي في العالم، وقد دعت واشنطن موسكو إلى السماح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بدعوة من الولايات المتحدة "توقفوا عن إعاقة عمل موانئ البحر الأسود! اسمحوا بحرية التنقل للسفن والقطارات والشاحنات التي تنقل الأغذية من أوكرانيا". وتابع "توقفوا عن تعليق تصدير المواد الغذائية والأسمدة إلى البلدان التي توجّه انتقادات لحربكم العدوانية". واعتبر الوزير الأميركي أن "الجيش الروسي اتّخذ فعليا الإمدادات الغذائية للملايين من الأوكرانيين والملايين من الأشخاص حول العالم رهينة". وفي المقابل، ندد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا بوجود نية غربية "لتحميل روسيا مسؤولية كل مشاكل العالم"، رافضا كل الاتهامات الغربية الموجهة لبلاده. وقال السفير الروسي إن الأزمة الغذائية التي يشهدها العالم كامنة منذ زمن، وأسبابها الجذرية تتأتى من "دوامة التضخم" من جراء تزايد التكاليف والصعوبات اللوجستية و"عمليات المضاربة في الأسواق الغربية". وشدد على أن أوكرانيا هي التي تعوق عمل موانئها عبر الألغام التي تنشرها على طول سواحل البحر الأسود، وعبر عدم وجود نية لدى كييف للتعاون مع مالكي سفن لتمكين العشرات من السفن الأجنبية من العمل. ودان نبينزيا مجددا العقوبات التي فرضتها دول غربية على روسيا، مؤكدا أن تداعياتها تسهم في التدهور المتفاقم للأمن الغذائي. وكان بلينكن قد شدد قبل ذلك على أن "العقوبات لا تعوق عمل موانئ البحر الأسود ولا تنصب كمائن للسفن المحملة بمواد غذائية، ولا تدمر الطرق والسكك الحديد الأوكرانية". وقال إن "العقوبات لا تمنع روسيا من تصدير الأغذية والأسمدة"، وهي "تتضمن عمدا استثناءات للأغذية والأسمدة والبذور التي مصدرها روسيا". واعتبر أن "قرار روسيا جعل الأغذية سلاحا يأتي حصرا من موسكو". وغداة دعوة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى روسيا للسماح بتصدير محاصيل الحبوب الأوكرانية، طلبت 80 دولة التحدث خلال اجتماع مجلس الأمن الخميس. وميدانيا أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة أن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك الأوكرانية (شرق) باتت شبه منجزة، وأن 1908 جنود أوكرانيين متحصّنين في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلموا. وقال الوزير، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن "وحدات القوات المسلحة الروسية مع فرق الميليشيا الشعبية في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، تواصل بسط السيطرة على أراضي دونباس. تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بات شبه منجز". وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن القوات الروسية تشدد الضغط في منطقة دونباس التي حولتها إلى "جحيم"، معتبرا من جهة أخرى أن المساعدات الضخمة التي أعلنت واشنطن عن تقديمها لكييف تشكل استثمارا في أمن الغرب. ووافق الكونغرس الأميركي الخميس على رزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا بقيمة أربعين مليار دولار، لدعم جهود أوكرانيا العسكرية في مواجهة روسيا، في وقت بدأ وزراء مال مجموعة السبع مناقشة المليارات التي يمكن لكلّ دولة تقديمها لكييف. وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو ليل الخميس - الجمعة "بالنسبة إلى شركائنا، الأمر ليس مجرد إنفاق أو تبرع"، مضيفا "هذه مساهمتهم في أمنهم، لأن حماية أوكرانيا تعني حمايتهم ضد حروب وأزمات جديدة قد تتسبب فيها روسيا". ويُفترض أن تسمح رزمة المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا بالتزوّد خصوصا بآليات مصفّحة وتعزيز دفاعها الجوي، في وقت تركّز روسيا جهودها في شرق البلاد وجنوبها بعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف شمالا. وتسعى موسكو خصوصا إلى السيطرة على كامل منطقة دونباس الناطقة بالروسية، والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لها على جزء منها منذ 2014. وقال زيلينسكي "تواصل القوات المسلحة الأوكرانية إحراز تقدم في تحرير منطقة خاركيف. لكن المحتلين يحاولون زيادة الضغط في دونباس. إنه الجحيم، وهذه ليست مبالغة".

مشاركة :