ارتبطت مصر والإمارات العربية المتحدة على مر العصور بعلاقات وثيقة بُنيت على التعاون والدعم المشترك على أساس الشراكة الاستراتيجية لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط سابقًا وفي الآونة الاخيرة. ‏أكد الشيخ محمد بن زايد ‏رئيس الإمارات على مدى قوة ومتانة العلاقات المصرية الإماراتية، وجاءت زياراته لمصر خلال الآونة الاخيرة للتاكيد على مدى قوة العلاقة والشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات ووجه رسالة تضامنية مع مصر في قضية سد النهضة. ‏ولطالما ساندت الإمارات مصر وأكدت على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين ازاء القضايا محل الاهتمام المشترك، وهذا ما عزز التعاون المشترك في مختلف المجالات، كما تلعب الإمارات دورًا مهمًا في دعم الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية. مساندة الإمارات لمصر منذ 30 يونيو قدمت دولة الإمارات العربية، أطنان من المساعدات العينية والمادية والعديد من الاستثمارات المباشرة خلال السنوات الماضية عقب ثورة 30 يونيو، وهو ما عزز التعاون بين البلدين؛ حيث خصصت نحو 3 مليارات دولار ضمن حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت 12 مليار دولار. ووقعت الإمارات مع مصر اتفاقية مساعدات بقيمة 4.9 مليار دولار، لدعم برنامج القاهرة التنموي في تلك الفترة، لتنفيذ عدد من المشاريع لتطوير القطاعات والمرافق الخدمية. بالإضافة لتقديم الإمارات، منحة بلغت قيمتها مليار دولار وتوفير كميات من الوقود لمصر بقيمة مليار دولار أخرى، والمشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر والتى تمثلت في بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائى المصري، وإنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة وتشييد 100 مدرسة، فضلًا عن استكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحى والبنية التحتية، وتوقيع اتفاقية لتدريب أكثر من 100 ألف شاب وفتاة لتأهيلهم وتدريبهم علي أحدث البرامج الفنية والتقنية وفق الاحتياجات ومتطلبات مختلف القطاعات الصناعية. وفي مارس 2015،شاركت الأمارات في المؤتمر الاقتصادي المصري تحت عنوان "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل"، وأعلنت دعم مصر عن طريق تخصيص 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف 2 مليار لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية. وفي فبراير  2016 ساندت الامارات مصر عقب قرار تعويم الجنيه ؛ حيث قررت شركة شركة موانئ "دبي السخنة"، وهي أحد كبار الشركات التي تمتلك موانئ على مستوى العالم، فى اتخاذ قرار تاريخي بالبدء من أول يوم فى شهر فبراير 2016، بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لأصحاب ومستلمي البضائع، والتعامل بالجنيه المصري بد لا من العملة الأمريكية، كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف. كما يعتبر صندوق "أبو ظبي للتنمية" من أهم شركاء التنمية في مصر حيث يبلغ نصيبه من المساعدات التنموية 530 مليون دولار؛ إذ شارك في تمويل شركة الزهراء الزراعية " توشكا"، وفي تطوير منطقة منشأة ناصر، في حين بلغ نصيب صندوق "خليفة لتطوير المشاريع" من المساعدات التنموية نحو 200 مليون دولار حيث يرتكز نشاط الصندوق في مصر على دعم وتمويل المشروعات متناهية الصغر. مباحثات مصرية إماراتية تناول  الرئيس السيسي و‏الشيخ محمد بن زايد عددًا من المباحثات ضمت أخر الملفات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، وعكست المناقشات تفاهمًا كبيرًا بين الجانبين تجاه تلك الملفات، كما تم التوافق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يساعد على حماية الأمن القومي العربي وتعزيز القدرات العربية على التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي، حيث شدد السيد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره. فقد كانت الإمارات داعم أساسي لمصر في جهودها الكبيرة لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وكانت السنوات الأخيرة شاهدة على التعاون الوثيق بين البلدين حيال القضايا الرئيسية، بسبب التقارب الكبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية. وشهدت صادرات مصر إلى الإمارات ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 86.4 % منذ 2015 وحتى 2019 إذ سجلت ارتفاعا من 1.11 مليار دولار إلى 2.07 مليار دولار، كما سجلت الواردات المصرية من الإمارات ارتفاعا أيضا ولكن بنسبة أقل تبلغ 19.4 % فقط من 1.49 مليار دولار خلال 2015 حتى 1.78 مليار دولار في العام الماضي. ‏ زيارات بن زايد لمصر ‏زار الشيخ محمد بن زايد مصر 22 مرة منذ 2014 وأشاد في كل مرة بمدى ارتباطه بمصر وشعبها، مؤكدًا على دوام المساندة بين البلدين، فقد شهد افتتاح قاعدة برنيس العسكرية وأعرب عن سعادته بالزيارات عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، بالإضافة لحضوره افتتاح متحف العلمين العسكري.