طوكيو-(أ ف ب): وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد إلى اليابان ثاني محطّات جولته الآسيوية الأولى الهادفة إلى تأكيد التزام واشنطن في المنطقة والتي يخيم عليها احتمال إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية بعد تجاهلها دعوة الولايات المتحدة إلى الحوار. وغادر بايدن كوريا الجنوبية وحطّت طائرته في قاعدة يوكوتا الجوية خارج عاصمة اليابان حيث سيلتقي رئيس الوزراء فوميو كيشيدا والإمبراطور اليوم الإثنين، فضلا عن إعلان مبادرة تجارية متعددة الأطراف بقيادة الولايات المتحدة. ومن المنتظر أن يشدد الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء على الدور القيادي لبلاده في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال اجتماع مع زعماء أستراليا والهند واليابان في إطار قمة تحالف كواد الرباعي. تأتي الجولة في وقت تعاني الصين المنافسة، من اضطراب اقتصادي كبير بسبب تفشي فيروس كوفيد، وقد وصفتها واشنطن بأنها تأكيد لعزم الولايات المتحدة على الحفاظ على تفوقها التجاري والعسكري في أنحاء المنطقة. لكن تخيّم على كل محطة في جولة بايدن، خشية من أن تختبر كوريا الشمالية قنبلة أو صاروخًا له قدرة نووية. ولم تتحقق تكهنات بأن ذلك قد يحدث أثناء وجود الرئيس الأمريكي في سيول، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان قال للصحفيين إن التهديد لا يزال قائما. وردد المستشار تصريح بايدن السابق بأن الولايات المتحدة «مستعدة لأي شيء تفعله كوريا الشمالية». وأضاف أنه «إذا تحركت كوريا الشمالية، فسنكون مستعدين للرد. إذا لم تتحرك كوريا الشمالية فإن لديها فرصة كما قلنا مرارًا للجلوس إلى الطاولة والتفاوض». ووفق إدارة بايدن، رفضت بيونج يانج حتى الآن الاستجابة لنداءات الولايات المتحدة للحوار، بل وتجاهلت أيضا عروض المساعدة لمكافحة تفشي كوفيد السريع على أراضيها. وأثناء وجوده في سيول، أكد الرئيس الأمريكي استعداده للقاء كيم جونغ أون إذا كان الأخير «صادقا»، لكن سوليفان قال إن ذلك لا يزال بعيد المنال. وأردف سوليفان «لم نصل إلى الخطوة الأولى بعد». وفي إشارة إلى مساعي الحوار الأحادية الجانب حتى الآن، قال بايدن إن الرسالة الوحيدة التي يحملها لكيم حاليا تتألف من كلمة واحدة «مرحبا. نقطة إلى السطر». أجرى بايدن محادثات ليومين مع الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يون سوك يول ركّزت خصوصا على تعزيز الدفاع العسكري ضد كوريا الشمالية. وذكر بايدن ويون في بيان يوم السبت أنه «بالنظر إلى التهديد المتصاعد» من كوريا الشمالية، تم «الاتفاق على إطلاق مشاورات لتوسيع نطاق وحجم التدريبات العسكرية المشتركة والتدريب في شبه الجزيرة الكورية وحولها». وكانت التدريبات المشتركة قد تقلصت بسبب كوفيد ولأن سلفي بايدن ويون، دونالد ترامب ومون جاي إن، شرعا في جولة من المحادثات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع كوريا الشمالية وصلت إلى طريق مسدود. وأفاد يون الذي انتُخب بفضل رسالته المؤيّدة بقوة للولايات المتحدة، أنه وبايدن «ناقشا إن كنا سنحتاج لأنواع مختلفة من التدريبات للاستعداد لهجوم نووي». من المرجح أن يثير أي حشد للقوات أو توسيع التدريبات العسكرية المشتركة غضب بيونج يانج التي تعتبر تلك التمارين بمثابة استعدادات لغزوها.
مشاركة :