ارتفع اليورو أمس، إذ باع المستثمرون الدولار على أمل أن تخفيف إجراءات الإغلاق في الصين يمكنه أن يدعم نمو الاقتصاد العالمي. كما شكلت الأجواء الأكثر هدوءا في أسواق الأسهم في التعاملات الأوروبية المبكرة ضغوطا إضافية على الدولار الذي تراجع تراجعا حادا الأسبوع الماضي، لكنه ظل العملة التي يلجأ المستثمرون إليها هذا العام عندما تتعثر الأصول التي تنطوي على مخاطرة وتتنامى المخاوف بشأن الاقتصاد والتضخم. وبحسب "رويترز"، ارتفعت كل العملات الحساسة للمخاطرة، وصعد الجنيه الأسترالي نحو 1 في المائة رغم أنه لم يبد تأثرا في البداية بفوز متوقع لحزب العمال المنتمي إلى يسار الوسط في الانتخابات على مستوى البلاد مطلع الأسبوع. وجاء أداء الكرونة النرويجية قويا أيضا مع استمرار موجة من عمليات بيع في الدولار بدأت الأسبوع الماضي أمس. وارتفع اليورو 0.3 في المائة إلى 1.0602 دولار، مضيفا بذلك إلى مكاسب بلغت 1.5 في المائة الأسبوع الماضي، ومبتعدا أكثر عن مستوى 1.0349 دولار الأقل في أعوام الذي سجله هذا الشهر. كما انتعش الين الياباني مدفوعا بعمليات بيع الدولار الأمريكي، وصعد مسجلا 127.66 ين مقابل الدولار. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات منافسة، 0.3 في المائة إلى 102.6. وارتفع مؤشر الدولار على مدى 12 شهرا حتى منتصف أيار (مايو) 16 في المائة. وشهد اليوان الصيني، الأسبوع الماضي، أفضل أسبوع منذ أواخر 2020، وفي الأسواق الداخلية أمس تعزز مسجلا 6.6555 مقابل الدولار في أقوى مستوى منذ أوائل أيار (مايو). بينما قفز الروبل الروسي أكثر من 6 في المائة أمام اليورو إلى أعلى مستوى في نحو سبعة أعوام أمس، مدعوما بقيود على تحركات رؤوس الأموال وأسعار قوية للنفط واقتراب فترة مدفوعات ضرائب الشركات. وخلال التعاملات أمس، كان الروبل مرتفعا 6.3 في المائة عند 58.75 مقابل اليورو وهو أقوى مستوى له منذ أوائل حزيران (يونيو) 2015. وصعد 4.6 في المائة أمام الدولار الأمريكي إلى 57.47، غير بعيد عن أعلى مستوى له منذ أواخر آذار (مارس) 2018 البالغ 57.075 الذي سجله الجمعة. وحقق الروبل مكاسب بنحو 30 في المائة مقابل الدولار هذا العام على الرغم من أزمة اقتصادية حادة في روسيا، وهو ما يجعله العملة الأفضل أداء في العالم رغم أنه مدعوم على نحو مصطنع بقيود على رؤوس الأموال فرضت في أواخر شباط (فبراير) لحماية القطاع المالي في روسيا بعد أن أثار قرارها إرسال عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا عقوبات غربية لم يسبق لها مثيل. ويقول محللون "إنه مما أسهم أيضا في صعود العملة المحلية أخيرا مطالب روسيا بأن يدفع المشترون الأجانب للغاز بالروبل، وارتفاع أسعار النفط واقتراب فترة مدفوعات الضرائب في نهاية الشهر للشركات التي تركز على التصدير والملزمة بتحويل إيراداتها بالعملة الأجنبية إلى الروبل، بعد أن جمدت العقوبات نحو نصف احتياطيات روسيا من الذهب والنقد الأجنبي". في حين قفز الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين أمام الدولار أمس، إذ سمح تراجع العملة الخضراء أمام منافسيها الرئيسين للعملة البريطانية بأن تواصل تعافيها من أدنى مستوياتها في عامين التي هوت إليها أخيرا. وسجل الاسترليني خسائر بأكثر من 4 في المائة هذا الشهر مع تضرره من مخاوف حيال تدهور توقعات النمو الاقتصادي. واستردت العملة البريطانية بعض خسائرها الأسبوع الماضي وصعدت أمام الدولار أمس، مع إقبال المستثمرين على بيع العملة الأمريكية بفعل آمال بأن تخفيفا للإغلاقات المرتبطة بكوفيد - 19 في الصين قد يساعد النمو العالمي. ومن المتوقع أن يعود التركيز إلى توقعات النمو في المملكة المتحدة اليوم عندما ينشر مسح نشاط الشركات. وصعد الاسترليني 0.7 في المائة إلى 1.2576 دولار خلال التعاملات أمس، بعد أن لامس 1.26 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الخامس من أيار (مايو). وفي مقابل اليورو، تراجع الاسترليني 0.30 في المائة إلى 84.84 بنس مع استفادة العملة الأوروبية من تعليقات متشددة من كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي. إلى ذلك، زادت أسعار الذهب أمس إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوع مستفيدة من تراجع الدولار، على الرغم من أن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية حد من مكاسب المعدن الأصفر المقوم بالدولار. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 1856.41 دولار للأوقية "الأونصة" خلال التعاملات أمس. بعد أن وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى منذ 12 أيار (مايو) مسجلة 1858.21 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.7 في المائة إلى 1855.60 دولار للأوقية.
مشاركة :