نجحت القوات الروسية الاثنين في تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في أوكرانيا تزامنت مع احتدام المعركة مع القوات الأوكرانية حول إقليم دونباس. وسيطر الجيش الروسي على سد ومحطة رئيسية لإنتاج الطاقة الكهربائية أساسيين من أجل تزويد شبه جزيرة القرم بالمياه كانا من الأهداف الرئيسية لدى بدء هجوم موسكو على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير. وبعد ثلاثة أشهر ما زالت التوربينات في المحطة الواقعة في نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا تعمل مصدرة ضجيجًا لا يتوقف. ولم تتضرر المنشأة ومنها تتدفق المياه لتصب في نهر الدنيبر. وأشار العديد من المسؤولين الروس إلى أن روسيا تريد ضم منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين، وبالتالي تشكيل جسر بري يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم. والمحطة التي لا تزال تحمل ألوان العلم الأوكراني تعتبر “موقعًا استراتيجيًا” حساسًا. وهي تقع على مسافة بعيدة عن الجبهة إلى الشمال، لكن الروس الذين يحتلون المنطقة يتخوفون من عمليات “تخريب”. وقال فلاديمير ليونتييف الذي عينته موسكو مسؤولاً عن الإدارة المدنية والعسكرية لمنطقة كاخوفكا “كانت هناك محاولات من قبل مخربين لإدخال عبوات ناسفة إلى هناك لكن تم إحباطها جميعًا”. ولم يفصل ليونتييف هذه الاتهامات وشدد فقط على أن إلحاق الضرر بالسد من شأنه أن يسبب “مشكلة كبيرة” وفيضانات مدمرة. Thumbnail وعلى السد هناك ثغرة كبيرة تخترق حاجز الأمان على الطريق وكأن مركبة قد عبرته. ولم تقدم السلطات أي تفسير. وسد كاخوفكا الكهرمائي الذي تم بناؤه في عام 1956 في الحقبة السوفياتية يسمح بإرسال المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ في جنوب أوكرانيا وتعبر شبه الجزيرة بأكملها. لكن بعد عملية الضم عام 2014، أغلقت كييف السد. وتسبب ذلك في مشكلات كبيرة لري المزروعات وعانت شبه جزيرة القرم من نقص في المياه. وتقول السلطات الجديدة الموالية لروسيا إن تأمين المياه لشبه جزيرة القرم عبر القناة استؤنف مطلع مارس والآن يتم إمدادها يوميا بـ1.7 مليون متر مكعب من المياه. وصرح ليونتييف “هناك كميات كبيرة من المياه تؤمن لشبه جزيرة القرم. في الوقت الحالي لا نطالب بدفع رسوم، إنها مساهمتنا لتعويض الخسائر التي تكبدها الأوكرانيون والروس لمدة ثماني سنوات”. وأشار إلى أن جميع العاملين في المحطة ظلوا في الموقع ويعملون دون انقطاع منذ الرابع والعشرين من فبراير. ويمكن للمدنيين بعد خضوعهم لتفتيش من قبل الجنود الروس الاستمرار في استخدام الطريق على السد الذي يعبر نهر دنيبر. وتستمر المحطة في إنتاج الكهرباء التي تزود الشبكة الأوكرانية الموحدة والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف وتلك التي سيطرت عليها موسكو. Thumbnail ويقول ليونتييف “لا يمكننا وقف إنتاج الطاقة ولا وقف إرسالها إلى الشبكة الأوكرانية الموحدة”. ويضيف “في الوقت الحالي إنه أمر مستحيل تنفيذه” عمليًا. وبموازاة هذه التطورات احتدمت المعركة حول إقليم دونباس، حيث قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت غارات جوية وهجمات بالمدفعية على عشرات من الأهداف في شرق أوكرانيا فيما تحاول وحداتها البرية تطويق مدينة سيفيرودونيتسك في منطقة دونباس. وأضافت أن القوات الجوية الروسية قصفت في شرق أوكرانيا أربعة مراكز للقيادة ونقطة اتصالات ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات و87 منطقة لتجمع القوات والمعدات العسكرية الأوكرانية بالإضافة إلى سبعة مستودعات للذخيرة. وقالت وزارة الدفاع إن المدفعية الروسية أصابت 73 نقطة قيادة و578 منطقة تجمعت فيها القوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، فضلا عن 37 وحدة مدفعية. وذكرت روسيا أنها أسقطت ثلاث طائرات أوكرانية من طراز سوخوي – 25. ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن صواريخ طويلة المدى أطلقت من البحر أصابت أسلحة أوكرانية في محطة سكة حديد مالين في غرب البلاد أثناء نقلها إلى الشرق. وذكر مراسل للتلفزيون الروسي الرسمي على تليغرام أن القوات الموالية لروسيا وصلت بالفعل إلى ضواحي سيفيرودونيتسك.
مشاركة :