لم يجد مسؤول كبير في جامعة الملك عبدالعزيز - فضل عدم ذكر اسمه- في تعليقه لـ «عكاظ» أمس على وجود نسختين من كتاب للأب الروحي للفكر الحوثي بدر الدين الحوثي بعنوان «الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز» سوى القول: «نحن خارج المسؤولية القانونية؛ لأن هذه الكتب لم تدرس كمقررات للطلاب وتوجد على الإنترنت»! بهذا المنطق لا بأس في أن تحتوي مكتبة الجامعة على كتب من تأليف أبو بكر البغدادي وأيمن الظواهري وحسن نصر الله وياسر الحبيب، أو كتب تعلم كيفية صنع القنابل وتهريب الأسلحة وترويج المخدرات وعرض القصص والصور الإباحية ما دامت لا تدرس كمقررات للطلاب وتوجد على الإنترنت ! طبعا هذا منطق أعوج ، وهو عذر أقبح من ذنب، فإدارة المكتبة التابعة للجامعة مسؤولة عن كل كتاب يعرض على أرففها؛ ليصبح متاحا وفي متناول مرتاديها، كما أن ختم كتاب الحوثي بختم المكتبة يكفي لإدانة الجامعة وتحميلها مسؤولية عرض الكتاب للاطلاع العام! كنت أرجو أن يتحلى المسؤول الكبير على حد وصف «عكاظ» بالشجاعة للاعتراف بالخطأ، وتحمل المسؤولية بدلا من التنصل منها، فقوله بأن المكتبة حق للجميع ومنطقة مفتوحة معرفيا، كلام ظاهره صحيح، لكن حتى مكتبات العالم الغربي الحر لم تجعل هذا الحق مطلقا، فهناك كتب لا تتاح إلا للباحثين والمتخصصين، وبكل تأكيد لن نقبل أن يوجه لنا الحوثي بندقيته الغادرة في الحد الجنوبي بينما يوجه لنا أبوه قلمه المسموم في قلب «جدة»!
مشاركة :