كتبت: فاطمة حسن علي، طالبة إعلام بجامعة البحرين الامراض النفسية هي الذي يُطلَق عليها أيضًا اضطرابات الصحة العقلية وهي  مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية وهي اضطرابات تؤثر على مزاجك وتفكيرك وسلوكك. من أمثلة الأمراض النفسية: الاكتئاب، واضطرابات القلق، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان. وكل هذه الامراض في مجتمعنا يطلقون عليها بالجنون وهذا مصطلح خاطئ جدا فالجنون مفهوم غير تماما . واليوم موضوع تحقيقنا الصحفي هو لماذا في مجتمعاتنا يتهمون الذي يتلقى علاج نفسي مجنون وهذه إجابات بعض الاخوات.  في البداية قالت فاطمة السيد جعفر : فإن من وجهة نظري الذي يتلقى العلاج عاقل والمجتمع هو من يتصف بالجنون ، لسبب او لآخر اعتقدوا ان تصرفاته او حكموا بأن تصرفاته تصرفات غير عاقلة لأنها لا تتفق مع افكارهم او معاييرهم ويهاجم هذا الأمر بشدة في مجتمعاتنا العربية إلى عصرنا هذا، ومن هنا بدأت الأسر تتستر بالمرض وإن كانت توسط بيوتها في إطار نظرة المجتمع له وما سيلحقه من أضرار لسمعته مستقبلًا . وأضافت أيضا : بصرف النظر عن مفهوم الجنون الذي كان ولا يزال يدور في أذهان بعض الناس، فإنهم يعتقدون أن جميع من يعاني من ألم وتعب نفسي ويقوم بزيارة مختص فهو مجنون ونُفث في عقله شظايا توقف حركة سير المتبقي من حياته، إلا إنه إشعار قد يوقظ هذا الجنون، وليثبت لمن خسره وترك يده في وسط هذهِ الزحام بأنها محطة إصلاح وليست باختلال. أُناسٍ قد تحملت أعباء هذا المجتمع المضطرب وآخرون عانقتهم القيود في منازلهم ولن يتحرر منها إلا في قبره ! . وقالت رانيا الملك : بسبب نقص الوعي وجهل بعض الناس مما يجعلهم يعتقدون انه الذي يتلقى العلاج النفسي مجنون، ولكن هو ليس كذلك واضافت : يحتاج المريض النفسي لاحد الامران او كليهما ، الاول هو العلاج المعنوي وهو عبارة عن الكلام والحديث معه ، الثاني هو العلاج الطبي وهو عبارة عن الادوية النفسية . وقالت خديجة باسل عبد النبي : هناك نظرة وفكر خاطئ في مجتمعنا البحريني وهو اتهام من يتلقى علاج نفسي بالشخص المجنون وانا اعارض هذه النظرة وهذا الفكر فليس وحده الشخص المجنون هو من له حرية تلقي العلاج النفسي لأنه في بعض الاوقات يمر الشخص بظرف قد يتسبب له في الدخول في ازمة نفسية وشرط الخروج منها هو ان يذهب لأخصائي علاج نفسي . و اضافت قائلة : أبرز هذه الازمات هي حالات الفقد وقد تكون وظيفة، خسارة مبلغ مالي او اشخاص مقربة لقلوبنا والسبب الاخر قد يدخل الشخص ازمة نفسية بسبب تدهور حالته الصحية او الاصابة بمرض ما . وعبرت احدى الحالات المصابة باضطرابات نفسية سابقا : حينما ذهبت الى الطب النفسي، كنت حينها اعاني من اكتئاب حاد أثر على نفسيتي، وفي وقتها لم اهتم بكلام الناس لي، لأنني اساساً اخفيت هذا الامر عن الجميع بما فيهم أهلي، واخترت مستشفى نفسي خاص بعيد عن أنظار الناس، وحتى إن علموا فزيارة الطب النفسي ليس بالعيب . واضاف قائلاً: الشيء الوحيد الذي فكرت فيه أنهم قاموا بفتح ملف لي لديهم، فخفت أن يؤثر على مستقبلي الوظيفي، ولكن الحمدالله لم يؤثر على مستقبلي . وتابع قائلا: هناك بعض الناس يظنون ان جميع من يذهبون الى الطب النفسي هم مجانين فالمعظم يتخيلون هذا الشيء، ولكن هذا الظن جداً خاطئ، فالمستشفيات النفسية والعيادات النفسية تعالج العديد من المشاكل والاضطرابات التي تصيب الشخص ليس فقط الجنون، فانا شخصياً لم اتوقع في يوم ان ارى مستشفى نفسي أفخم من المستشفيات العادية، فحينما دخلت هناك استقبلوني "بالقدوع" واجلسوني بأفخم الجلسات لديهم وكأنني في فندق وليس بعيادة نفسية . وأختتم قائلاً: أدعو جميع من لديه اضطرابات نفسية واكتئاب أن يذهب الى هذه العيادات والمستشفيات فالخصوصية لديهم عالية ولا أحد سيعرف أنك ذهبت إليهم، وذهابك لهم ليس بالعيب، بل للعلاج مشكلتك . صرحت الاخصائية النفسية زهراء الموسوي : الناس بشكل عام اساسا يتصورون الشخص الذي يحتاج الى استشاره هو شخص غير الطبيعي والشخص الغير طبيعي هو الشخص المجنون لأنه الانسان الطبيعي يجب ان  يتصرف بشكل منطقي وعقلاني، فكان تفكيرهم  بهذا الشكل بانه الذي يتصرف بشكل غير طبيعي فهو اذاً انسان مجنون واضافت ايضا : وهذا كان التصور السائد بان الانسان العاقل هو الذي يتصرف بشكل طبيعي او ان الانسان المجنون و يتصرف تصرفات غير طبيعية . واضافت قائله : والموضوع هنا هل الانسان العاقل دائما يكون تصرفاته عقلانية ومنطقيه؟ ام يمكن ان الانسان العاقل يتصرف بشكل غير منطقي واذا تصرف بشكل غير منطقي نحكم عليه بالجنون ؟ … الجنون في علم النفس ينطبق على فئتين الاولى هم المتأخرين عقلياً والثانية هو الشخص الذي يكون في نوبه انفصام . واختتمت قائله : عكس تصور الناس الانسان ليس كائناً منطقيا تماماً، بل تسيطر عليه المشاعر بشكل كبير وهي التي تسبب له الاضطرابات لكن هذا لا يعني الجنون  فهذا التصور بأن الانسان اما منطقي تماماً او مجنون هو تصور خاطئ جدا