أخلاقيات المهنة في الدروس الخصوصية

  • 5/25/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لفت انتباهي ملصق على جدار في عمارة سكنية، حيث كان إعلانا لشخص يمتهن الدروس الخصوصية في محافظة الخبر. يحتوي الملصق على دروس في الرياضيات والعلوم في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وكذلك يحتوي على خبرة المدرس الطويلة في هذا المجال منذ 20 عاما بالإضافة إلى رقم جواله للتواصل. حقيقة الدروس الخصوصية تستقطع نسبة من دخول الأسر بسبب عدم استيعاب الطلاب للمادة العلمية، خاصة في الرياضيات والعلوم، لكن الكثير من الأساتذة خاصة في المدارس الخاصة التي تستقطب معلمين من جنسيات وافدة بعضها لا تؤدي التدريس بإخلاص ومهنية عالية، بل تهدف إلى التقصير في التدريس حتى تضطر الأسرة إلى البحث عن مدرس تقوية في المادة الدراسية، وربما مدرس من نفس المدرسة. تعرف الدروس الخصوصية بأنها كل جهد تعليمي مكرر يحصل عليه الطالب منفردا خارج الفصل والمدرسة أو في مجموعة نظير مقابل مالي يدفع للمعلم القائم به.يتهم بعض أولياء الأمور المدرسين بأنهم لا يبذلون جهدا وحرصا في الشرح للطلاب لفهم المادة العلمية، حيث التقصير مقصود وواضح من جانب المعلم، ناهيك عن دور المدرسة في متابعة المعلم في الأداء وبالتالي يحتاج الطلاب للدروس الخصوصية. ليس جميع المعلمين مقصرين، بل هناك طلاب غير مبالين في الدراسة ويحاولون إلقاء اللوم على المعلم ووصفه بالمقصر والمعقد للدرس. يوجد بعض المدرسين غير المؤهلين للتدريس ما يجعل المادة صعبة على الطلاب وبالتالي يلجأ أولياء الأمور لمدرسين يفكون الطلاسم من خلال الدروس الخصوصية.تعد ضمائر المدرسين المحدد الأساسي لأخلاقيات مهنة التدريس وعلاقة المدرسين بالطلاب وإخلاصهم في التدريس. ربما يلجأ بعض المدرسين إلى التدريس بسبب ضعف رواتبهم وغلاء المعيشة، لكن يبقى الضمير الأخلاقي الحي رادعا لأغلبهم. السلوكيات المرتبطة بالدروس الخصوصية عديدة منها: التقليل من كفاءة التعليم وأخلاقياته، عدم العدالة بين الطلاب والطالبات في التحصيل والدرجات، الأعباء المالية المتزايدة على أولياء أمور الطلاب والطالبات، هدم القيم التعليمية، بناء ثقافة تعليمية منفرة في المدارس والنظام التعليمي، وضعف ثقة الطلاب والطالبات بالمدارس والمدرسين.الأجدر بإدارات المدارس الأهلية والحكومية على حد سواء حوكمة الدروس الخصوصية، بل منعها لأن بعض المعلمين من نفس المدرسة يمتهنون الدروس الخصوصية مع طلابهم لتحقيق مكاسب مالية من خلال دروس التقوية وهذا لا يتفق مع أخلاقيات المهنة في التعليم على وجه الخصوص. إذا كان المعلم يهدف من تقصيره في المادة العلمية إلى حاجته للمال من خلال دروس التقوية، خاصة في المدرسة التي يدرس فيها الطلاب الذين يتلقون الدروس الخصوصية فإن هذا العمل مخالف للأنظمة والقيم ما يتطلب محاسبة المعلم على تقديم الدروس الخصوصية سواء لطلابه أو طلاب من مدارس أخرى. للدروس الخصوصية تبعات سلبية، حيث تنمي السلوك السلبي لدى الطلاب وتحبط المجتهدين الذين تتساوى نتائجهم الدراسية بنتائج الطلاب المتقاعسين عن الجد والاجتهاد. بلا شك أن الدروس الخصوصية تنمي عدم الإحساس بالمسئولية لدى الطلاب والطالبات الذين يعتمدون عليها في دراستهم.الخلاصة على إدارة المدرسة متابعة المعلمين والطلاب في مستوى الأداء، بل يجب منع الدروس الخصوصية ومحاسبة المعلمين الذين يروجون لها. إذا لا بد من الدروس الخصوصية لفئة من الطلاب والطالبات فيجب أن تكون تحت إشراف وإدارة المدرسة خارج الدوام الرسمي مقابل أجر محدد ينفع المعلم ولا يرهق أولياء الأمور.كلية الأعمال KFUPM@dr_abdulwahhab

مشاركة :