الجزائر تكثف تعاونها مع إيطاليا في خضم الأزمة مع إسبانيا

  • 5/25/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثفت الجزائر الإشارات التي ترمي إلى تكثيف التعاون مع إيطاليا في خضم الأزمة مع إسبانيا بسبب تغير موقفها من ملف الصحراء المغربية. وأعلنت شركة الكهرباء والغاز المملوكة للدولة "سونلغاز" الثلاثاء أن رئيسها مراد عجال بحث في العاصمة الإيطالية روما سُبل تجسيد مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بين البلدين. وقالت وزارة الطاقة الجزائرية في بيان نشرته الثلاثاء إن "مدير سونلغاز التقى وزير التحول البيئي الإيطالي روبرتو سينجولاني على هامش أشغال الجمعية العامة لمسيري شبكات نقل الكهرباء لدول البحر الأبيض المتوسط (ميد - تسو)، وتباحثا إعادة تفعيل مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية بين الجزائر (الشافية) وإيطاليا (سردينيا) بقدرة 1000 إلى 2000 ميغاواط". وأوضح البيان أن "الطرف الإيطالي أبدى اهتماما خاصا بهذا المشروع، واقترح إشراك المفوضية الأوروبية في تمويله من طرف بنوك أوروبية". وأشار إلى أن تنفيذ المشروع سيكون بالشراكة بين سونلغاز عن الجانب الجزائري، وشركة "تيرنا" الإيطالية لنقل الكهرباء. ويأتي الإعلان عن العرض عشية زيارة أجراها الرئيس عبدالمجيد تبون إلى إيطاليا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث رجحت تقارير محلية أن يتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية. وكانت الجزائر قد وقّعت مع روما في الحادي عشر من أبريل الماضي اتفاقا يقضي بزيادة إمدادات الغاز إلى البلد الأوروبي بواقع 9 مليارات متر مكعب سنويا، منها 3 مليارات خلال 2022. سونلغاز أعلنت أن رئيسها مراد عجال بحث في إيطاليا سُبل تجسيد مشروع الربط الكهربائي عن طريق الكابلات البحرية وتضمن الاتفاق -إضافة إلى زيادة الإمدادات- تفاهما بشأن إمكانية مراجعة الأسعار بين شركتي "سوناطراك" الجزائرية الحكومية و"إيني" الإيطالية، يسمح لهما بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك لسنة 2022 ـ 2023. وخلال وجوده في الجزائر قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إن بلاده تعتزم ضخ استثمارات في عدة قطاعات، على غرار الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر في الصحراء الجزائرية. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية إلى التحرر من التبعية لمصادر الطاقة الروسية، وخصوصا الغاز الذي يستعمل جزء كبير منه في إنتاج الكهرباء داخل عدة بلدان في القارة العجوز. كما تنتج الجزائر عبر سونلغاز وفروعها أكثر من 22 ألف ميغاواط من الكهرباء، وفق بيانات رسمية للشركة. ويتم هذا الإنتاج في الغالب ضمن محطات تشتغل بالغاز الطبيعي. وأطلقت السلطات مؤخرا مناقصة لإنتاج ألف ميغاواط من الكهرباء عبر خمس محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية في جنوب البلاد. كما تزود الجزائر تونس بالكهرباء منذ عقود، ووقعت اتفاقا مع شركة الكهرباء الليبية سنة 2021 لمد البلاد بالكهرباء عبر الشبكة التونسية. والاثنين زار وفد من شركة الكهرباء الليبية "جيكول" الجزائر بقيادة رئيس مجلس الإدارة وائل العبدلي، وأجرى محادثات مع وزير الطاقة محمد عرقاب بشأن آفاق علاقات التعاون بين البلدين. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية - الإسبانية توترا متزايدا بسبب انحياز مدريد إلى موقف الرباط في ملف الصحراء المغربية، ما أغضب الجزائر التي عجزت -وفقا لمراقبين- عن اتخاذ أي إجراء قادر على إجبار الإسبان على تغيير مواقفهم. التطورات تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية - الإسبانية توترا بسبب انحياز مدريد إلى موقف الرباط في ملف الصحراء المغربية وكانت إسبانيا قد أنهت في مارس الماضي ترددها إزاء النزاع حول الصحراء المغربية بين الرباط وجبهة بوليساريو الانفصالية التي تدعمها الجزائر. وأعلنت مدريد حينها دعمها للمقترح الذي قدمته الرباط لحل النزاع بمنح الصحراء المغربية حكما ذاتيا وأن تبقى تحت سيادة المغرب، وهي مبادرة تقدم بها المغرب عام 2007. وأنهى التحول في موقف مدريد أزمتها مع الرباط بعد استقبال إسبانيا زعيم بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج في أحد مستشفياتها إثر إصابته بفايروس كورونا، وهو ما أثار حفيظة الرباط. واكتفت الجزائر في مواجهة الموقف الإسباني الجديد بالتصعيد لفظيّا، حيث وصف تبون في وقت سابق موقف مدريد الجديد بغير المقبول أخلاقيا وتاريخيا، وهو ما ردت عليه إسبانيا بتأكيد أنها لا تريد خلافات عقيمة. وبعد ذلك حذّرت الجزائر من أنها ستوقف إمدادات الغاز إلى إسبانيا إذا باعت مدريد أيّ غاز جزائري إلى دول أخرى، وعزت ذلك إلى ما قالت إنه قرار إسباني لتصدير الغاز إلى المغرب عبر خط أنابيب. وسبق أن قالت الجزائر إنها ستلتزم بعقدها مع إسبانيا عقب دعم مدريد مقاربة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء ووصفها بأنها مقاربة واقعية. وفي المقابل أكدت إسبانيا أن الغاز الذي ستنقله إلى المغرب لن يأتي من الجزائر التي هددت بفسخ عقدها مع مدريد إذا حولت الغاز المستورد منها إلى وجهة "غير تلك المنصوص عليها في العقود"

مشاركة :