الأزمة بين أربيل وطهران تدخل منعطفا خطيرا

  • 5/25/2022
  • 00:00
  • 82
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذ التصعيد بين إيران وإقليم كردستان في شمال العراق منعطفا جديدا، مع دخول الميليشيات الموالية إلى طهران بقوة في المشهد، في مقابل صمت لافت من الحكومة الاتحادية في بغداد. وتشهد العلاقة بين إيران وسلطات إقليم كردستان توترا متصاعدا في الأشهر الأخيرة بفعل موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني من العملية السياسية في العراق، وأيضا بسبب طموحات الإقليم في تصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا، والذي ترى إيران أنه ستكون له تأثيرات سلبية على صادراتها. ووجهت ما تسمى “الهيئة التنسيقية للمقاومة في العراق” التي تضم ميليشيات أبرزها كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق، مساء الاثنين تحذيرات للسلطات في إقليم كردستان من “أي محاولة لإيقاد النار”، مشددة على أن “تلك النيران سترتد على تلك السلطات وتحرقها قبل غيرها”. ◙ مجلس أمن إقليم كردستان يحذر من أن أي عدوان سيكون له ثمن باهظ، مطالبا بغداد بوقف التجاوزات بحق الإقليم وذكر بيان للتنسيقية أنه “في خضم المواقف المتشنجة تجاه سير العملية السياسية في العراق، والتي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد، في وسط هذه الأزمة التي زادت من معاناة شعبنا، رصدنا عمليات تدريب لمجاميع مسلحة في إقليم كردستان العراق برعاية مسرور بارزاني، فضلا عن تحركات مشبوهة من أدوات داخلية لعملاء الخارج، هدفها إشاعة الفوضى والاضطراب والتخريب، وتمزيق وحدة الشعب العراقي، والنسيج المجتمعي، ببصمات صهيونية واضحة”. وأضاف البيان “نُعلمُ سلطات كردستان أن سعيها الخبيث، والنار التي يحاولون إيقادها سترتد عليهم وتحرقهم قبل غيرهم، ولن ينالوا حينها سوى الخيبة والخسران”. وسبق أن تعرضت منشآت نفطية في إقليم كردستان خلال الأشهر الأخيرة لهجمات بقذائف يعتقد أن الميليشيات المنضوية ضمن التنسيقية من تقف خلفها، لكن البيان الأخير للتنسيقية والذي يتبنى المزاعم الإيرانية بشأن وجود مجموعات معادية في الإقليم، يشي بأن طهران تعتزم الزج صراحة وبشكل مباشر بوكلائها في معركة لي ذراع مع الإقليم. وشنت إيران بدورها هجومين على مواقع مدنية في أربيل منذ أبريل الماضي تارة بذريعة وجود مكاتب إسرائيلية، وطورا بحجة وجود مجاميع إرهابية، وقد تسبب الهجومان في انتقادات واسعة لها في الداخل العراقي، الأمر الذي دفعها، وفق مراقبين إلى إلقاء كرة النار إلى وكلائها في الساحة العراقية، ليسهل عليها لاحقا التفصي من أي مسؤولية. وعقب التهديدات التي أطلقتها التنسيقية، أصدر مجلس أمن إقليم كردستان، وهو أعلى جهة أمنية في الإقليم؛ بيانا حذّر فيه من أن “أي عدوان على إقليم كردستان سيكون له ثمن باهظ”. ◙ العلاقة بين إيران وسلطات الإقليم تشهد توترا متصاعدا بسبب طموحات الإقليم في تصدير الغاز إلى تركيا وأوروبا والذي ترى إيران أنه ستكون له تأثيرات سلبية على صادراتها وذكر البيان أن “مجموعة غير شرعية تسمى لجنة تنسيق المقاومة العراقية، والتي من الواضح أنها مدفوعة من جهة معينة، وجهت في بيان عددا من الاتهامات التي لا أساس لها ضد إقليم كردستان وتهدده”. وأوضح المجلس أن “هذه التهديدات ليست جديدة في مناطق مختلفة من العراق وفعلت ما في وسعها حتى الآن من مكائد ونجم عنها فقط الدمار والفوضى للعراق”، مشيرا إلى أن “هذه المجموعات غير الشرعية تشكّل تهديدا لسيادة العراق وأمنه، وهم الذين مهدوا الطريق لنمو الإرهاب والأفكار المتطرفة”. ولفت إلى أن “الجيش العراقي وقوات البشمركة يعملان سوية ضد الإرهابيين وهذه الجماعات المنخرطة في المؤامرات والفوضى والدمار”. فيما حمّل الحكومة الاتحادية “مسؤولية حماية السيادة العراقية ووقف هذه التجاوزات والأعمال العدائية”. واستبعد المراقبون أن تتخذ الحكومة العراقية أي موقف حيال التصعيد الجاري بين إيران وأذرعها من جهة وإقليم كردستان العراق من جهة ثانية، وذلك يعود لاعتبارات عديدة بينها أن الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال ولا تريد أن تجد نفسها في أتون تجاذبات بين هذا الفريق أو ذاك، فضلا عن أنها قد تنظر لما يحدث على أنه يخدم مشروع استعادة بغداد السيطرة على النفط والغاز في الإقليم. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :