«عقد اللؤلؤ».. كتاب حافل بالذكريات الغنية، حيث تقدم الشيخة صبحة بنت محمد الخييلي لمحات مهمة من تجارب حياتها الشخصية، وقد اختارت العنوان «عقد اللؤلؤ» لأنها تحب اللؤلو، وهو يرمز للسعادة والسرور والفرح، كما أنه يعكس علاقتها بالبحر وحبها له، مع أنها ابنة البادية. وتعلل ذلك بأن البحر يمنحها الراحة والهدوء والصفاء، كما يمنح محبيه أغلى ما في أعماقه، إضافة إلى أن أول هدية قيمة تلقتها في حياتها كانت عقد لؤلؤ من زوجها المغفور له الشيخ سعيد بن شخبوط آل نهيان، رحمه الله، وما زالت تحتفظ به إلى يومنا هذا. وترى الشيخة صبحة بنت محمد الخييلي في الكتاب، الذي أعدته وأجرت حواراته فاطمة النزوري وتحرير وتدقيق يحيى الغلابي، أن الحياة مدرسة نتعلم منها الكثير، ولدى كل إنسان مخزون من المعرفة والإبداع، مبينة أنه بالحكمة يستطيع أن يصنع الكثير، وذلك لأن التجربة تحاول إيجاد طريق لتحقيق الأهداف بالعمل الدؤوب. وتتحدث عن طفولتها وفقدها لوالدها، رحمه الله، وهي في الثامنة، مبينة أن شخصيتها متأثرة بشخصية والدتها التي علمت أطفالها التمسك بالقيم والعادات الكريمة وحب الله وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: الدين المعاملة. وهي تبين أن البادية تحمل في طياتها الكثير من ذكرياتها ومشاعرها الجميلة، مع أنها انتقلت بعد زواجها إلى الحصن. وتؤكد أهمية مدرسة الفطرة والعمل المبكر في البادية، مشيرة إلى أن أطفال البادية أسرع في الفهم والاستيعاب من غيرهم من الأطفال، لأن أطفال البادية كانوا يقومون بالأعمال المنزلية والخارجية من الصغر. وتواصل رواية ذكريات البادية وجمال السهر في ليالي القمر، والسعادة التي يمنحها المطر، إضافة إلى أجواء العيد الحافلة بالفرح. وتوضح أن علامات القناعة تظهر على الأطفال مبكراً، وهذه من فوائد البادية أيضاً. والكتاب حافل بذكريات الحج والسفر وفوائده، وتعلم القرآن وحب الدراسة وحفظ الشعر وكتابته، والتحاقها بجمعية نهضة المرأة الظبيانية في العين، والحنين إلى البادية ومعاناة الحياة فيها، مع أنها مدرسة تعلم الكثير، وتحدثت عن حياتها الأسرية، وأشارت إلى أهم المحطات في حياتها، وتدوين مذكراتها وعلاقتها بالطبيعة، واستعرضت رحلاتها ورغبتها في تعلم الأشغال اليدوية، كما ذكرت الشيخة صبحة بنت محمد الخييلي في كتابها العديد من الأحداث والوقائع التي عاشتها وعايشتها.
مشاركة :