انتقد عدد من زوار معرض جدة الدولي للكتاب ارتفاع أسعار الكتب المعروضة بنسبة لا تقل عن 15 في المائة عن الكتب الموجودة في المكاتب التجارية في المملكة، مشيرين إلى أن هذا الارتفاع ليس له مبرر واضح أو أسباب مقنعة على الرغم من قدم تاريخ الطبع لغالبية تلك الكتب. من جهتها، أقرت منى هيننج عريقات، ناشر في دار المُنى للنشر، بوجود زيادة في أسعار غالبية الكتب مقارنة بالكتب المباعة في المكتبات التجارية العادية وذلك لعدة أسباب لخصتها في ارتفاع أجور الشحن والنقل بالنسبة لدور النشر سواء عند إحضار الكتب أو عند إرجاع الفائض منها، مما يشكل عبئا ماليا على دور النشر لا يعاني منها أصحاب المكتبات في المملكة، إضافة لضعف الإقبال على الشراء على الرغم من كثرة الزوار بسبب غياب الدعاية الكافية للمعرض وانشغال النخبة من المثقفين بحضور مهرجان فني متخصص في إحدى الدول المجاورة، إضافة لبعد مقر المعرض عن الأحياء السكنية في جدة، مما دفع العارضين من دور النشر لرفع الأسعار بنسبة معقولة. فيما أفاد أحد العاملين في دور النشر العارضة أن منع دخول بعض الكتب غير من حسابات العارضين بشأن سعر البيع، إذ إن الهدف من المعرض، هدف تجاري بحت وحظر بعض الكتب دفع الناشرين لزيادة الأسعار على الكتب المعروضة والموجودة بالمعرض. وأشار إلى أن ضعف الإعلان عن المعرض قبل بدايته دعا الناشرين للإعلان عن مشاركتهم في المعرض عن طريق حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي. من جهتها، قالت اللجنة المنظمة للمعرض إن مسألة الأسعار لا تخضع للرقابة إذ إن هناك قوائم بأسعار جميع الكتب المعروضة يقدمها دار النشر قبل العرض لوزارة الإعلام، على أن تكون في متناول الجميع، إضافة أن أغلبية الكتب مطبوع عليها أسعارها، مؤكدة أن معرض الكتاب في جميع دول العالم لا ينظر له من جانب تجاري بحت، بل هو تظاهرة ثقافية لغرس ثقافة القراءة وغرسها في الأبناء لتغذية عقولهم. ولفتت اللجنة إلى أن أسعار الكتب مرهون بضرورة دعم المطابع وتشجيع الناشرين وتخفيض أجور الشحن، ضمن منظومة متكاملة، ناصحة الزوار تحديد أسماء الكتب التي يرغبون في شرائها، ثم التوجه لشرائها في الأيام الأخيرة من المعرض، التي غالبا ما تشهد تخفيضات من دور النشر على الأسعار، فضلا عن ضرورة الحصول على فواتير عند الشراء لضمان استرداد النقود في حالة اكتشاف تفاوت في الأسعار. وقد تنوعت المعروضات من الكتب في معرض جدة الدولي للكتاب ما بين العناوين القديمة المعروفة والعناوين الجديدة سواء من الموضوعات الدينية أو الأدبية وحتى كتاب الطفل. الجدير بالذكر أن معرض جدة الدولي للكتاب تستمر فعالياته على مدى 11 يوما وسط تنافس 440 دار نشر من 25 دولة خليجية وعربية وعالمية وسط حضور نحو 70 ألف زائر يوميا من داخل المملكة وخارجها، ويهدف المعرض إلى نشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بما ينمي معارفهم ويشجعهم على المزيد من القراء والاحتفاء بالكتاب والمهتمين به إثراء للحركة الفكرية والمعرفية والاهتمام بالأدباء والمثقفين. وفي سياق متصل، شاركت هيئة حقوق الإنسان بجناح خاص في معرض جدة الدولي للكتاب وذلك في إطار برامجها الفاعلة لنشر ثقافة حقوق الإنسان. وقال إبراهيم بن منيع النحياني مدير فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة أن الهيئة وبتوجيه من الدكتور بندر العيبان رئيس الهيئة ونائبه الدكتور ناصر الشهراني حريصة على المشاركة في عدد من الفعاليات الثقافية ومنها معرض جدة الدولي للكتاب، حيث وزعت في نطاق مشاركتها في هذا الحدث عددا من مطبوعات الهيئة على زوار المعرض باختلاف شرائحهم.
مشاركة :