لقد تفجرت قضية المثليين مع اليوم الأول لاختيار الدوحة مكانًا لإقامة بطولة كأس العالم لم تتوقف مغامرات النظام القطري عند دعم الجماعات الإرهابية وتمويلها لنشر الفوضى الخلاقة بالمنطقة، ولعل ما يدور اليوم بالولايات المتحدة من توجيه الاتهام المباشر للنظام القطري هي احدى حلقات المغامرات الطائشة التي مارسها النظام القطري، ولا يزال يمارسها دون خجل أو وجل. إن سياسة النظام القطري قائمة على اللعب بالبيضة والحجر، وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام وفي ظنه أنه يضحك على الذقون! فالقضايا والإشكاليات ذات طابع ضبابي، وهو الأمر الذي يذكرنا بالراهب الذي يدعي معرفة الغيب وهو في ذات الوقت يمارس الكذب والدجل على الناس، وهي مسألة قد تحقق المكاسب بعض الوقت، ولكن ليس كل الوقت، فسرعان ما تتكشف الحقيقة، وينفض المولد! إن المثالية التي يدعيها النظام القطري، ويحاول أن يضرب بها خصومه من خلال قناة الجزيرة وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما تتكشف، فالإعلام القطري كان ولا يزال يدعي القدسية، وأنه ملتزم بالأخلاق والقيم، ولربما يطعن في الكثير من الدول من هذا الباب، وحينما تطرح قضية من المثليين الجنسيين تجده يبحث لها عن مبرر، بل يهرب من الإجابة الصريحة الواضحة! لقد تفجرت قضية المثليين مع اليوم الأول لاختيار الدوحة مكانًا لإقامة بطولة كأس العالم، وكان التحدي الكبير هو هل سيكون للمثليين مكان في مدرجات الدوحة؟ وهل بإماكن المثليين الحضور وزيارة الأسواق، ودخول المنازل، وكانت الإجابة أن رحب أمير قطر بحضور المثليين الجنسيين وأنهم كسائر دول العالم، وهو ما يعتبر نفاقًا أيديولوجيًا غير مسبوق، ففي الوقت الذي ترفض الكثير من الدول هذا الاعتراف نجد أن الدوحة ومن خلفها النظام القطري يدعم المثليين ويرفع لهم راية قوس قزح. في الوقت الذي ترفض فيه الدوحة الاعتراف بعملية السلام بالشرق الأوسط، وتصر على دعم جماعة الاخوان الذين تآمروا على الكثير من الدول وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، نجد أن النظام القطري يصر على دعم المثليين والذين نصفهم في اللغة العربي بـ(الخونثى) لا ذكر ولا أنثى، لقد تجلى موقف أمير قطر من قضية المثليين بأنها انتهازية أخلاقية سافرة، فقد عبر خلال تصريح إعلامي عن ترحيبه بالمثليين (البّناتية) خلال بطولة كأس العالم 2022، وحاول جاهدًا إقناع المجتمع القطري بأن يحترم المثليين وهم يتمشون في شوارع وطرقات الدوحة، واعتبر المثلية جزءًا من ثقافة المجتمعات الأخرى التي يجب احترامها، وأنه حق مكفول دوليًا ويجب احترامه، في الوقت الذي ينتهك فيه النظام القطري حقوق الإنسان، فهناك الكثير من البحارة البحرينيين الذين قبعوا في السجون القطرية ولفترات طويلة ودون وجه حق! وهناك سجناء الرأي من القطريين الذين يناشدون المجتمع الدولي للتدخل لإطلاق سراحهم وعودة حقوقهم! وكذلك حقوق العمال الآسيويين الذين لم ينالوا حقوقهم والتعويضات المتفق عليها جراء تسخيرهم في بناء المنشآت الخاصة بكأس العالم والتي ستقام في الدوحة نهاية هذا العام 2022، وقد جاء ذلك في تقرير HRW. المضحك المبكي أن النظام القطري دائمًا ما يتغنى ويتفاخر بالقيم والمثل والمبادئ التي لا يمكن المساس بها، وأنه نظام ملتزم بالمنظومة الأخلاقية، وإذا به يقفز عليها ويهرب إلى الأمام دون مراعاة لمشاعر الشعب القطري الذي يرفض وبشدة استقبال ضيوف المونديال في بيوتهم، ويرفضون استقبال المثليين تحديدًا، وليس بمستبعد من الضغط على الاتحاد الدولي ليمارس ضغطه هو الآخر على دول الجوار لاستقبال المثليين! من هنا فإن قضية المثليين ليست بقضية يمكن التستر عليها أو عدم كشفها، فهم سيشاهدون وبشكل جلي في مدرجات الملاعب، وفي الأسواق، وفي الشوارع، فإما مع المثليين أو ضدهم، والأيام القادمة ستكشف الكثير من الأسرار!!
مشاركة :