تزامناً مع «اليوم العالمي للعيش معاً في سلام»، أكد عدد من زوار المتاحف التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، أهمية هذه الصروح في إثراء التنوع الثقافي، الذي يسهم في بناء علاقة مباشرة ووطيدة مع الثقافات المختلفة، مما يعزز من لغة الحوار الحضاري والانفتاح ويقود إلى ترسيخ مفهوم التعايش السلمي والتقارب بين الشعوب. أوضح الزوار أن المتاحف تعتبر إحدى أبرز المنصات التي تنشر السلام بين الشعوب والثقافات المختلفة، من خلال دورها الريادي في اطلاع زوارها عبر مقتنياتها التاريخية على حضارات الأمم وتاريخها ودورها الإنساني، فضلاً عن دورها المحوري في توسيع آفاق زوارها ورفدهم برصيد ثري من المعلومات. نافذة حضارية ويؤكد الزائر الباكستاني عاشق عبد القادر، أن المتاحف هي وجهته الأولى عند زيارته لأي بلد جديد، إيماناً منه بأنها ليست مجرد مبانٍ ومعروضات بل بوابات إلى حضارة وثقافة البلدان، موضحاً أن ذلك يساعده في التعرف على عادات البلد المستضيف وفهم الاختلافات التي تكون بين الأشخاص من بلد آخر، والاطلاع على ثقافة البلد وموروثاتها التاريخية. ويقول: «دائماً ما أنصح أفراد عائلتي وأصدقائي المقبلين على السفر بهدف السياحة أن يبدأوا رحلتهم بزيارة المتاحف، للتعرف على أنماط حياة الشعوب المختلفة والاحتفال بما نمتلكه من إرث إنساني مشترك». ويقول التونسي مهدي برونجي: «خلال عملي في مجال الإرشاد السياحي، أرى معالم الفضول والانبهار على وجوه السياح عندما يرون مقتنىً معيناً، وأيقنت بأن ما يثير اهتمامهم حقاً هو التاريخ الذي ترويه المقتنيات، والفكرة التي تحملها عن الشعوب السابقة». وأضاف أن ما تقدمه المتاحف يسهم في إذابة الحواجز والصور النمطية التي تتكون لدى الكثير من الناس، فهي تعطي أمثلة واقعية وملموسة عن إنجازات حضارية تحكي قصص شعوبها. تواصل إنساني أما الكورية الجنوبية كيونغ مي آن فتشير، فأشارت إلى أن الزيارات التي تقوم بها إلى المتاحف تعتبر مفاتيح للتواصل الإنساني مما يقود إلى رفع وعيها وإدراكها بمدى التشابه الذي يجمع البشرية، من خلال مشاهدة التاريخ الإنساني معروضاً أمامنا في المتاحف في شتى أرجاء العالم، لإدراك أن أوجه التشابه بين الأشخاص والجنسيات المتنوعة أكثر بكثير من أوجه الاختلاف». ويقول جاي شون كيم من كوريا الجنوبية: «المتاحف ساعدتني على فهم أهمية التنوع الإنساني، وعلمتني بأن تقبل الاختلاف هو ضرورة وأن التحاور هو وسيلتنا الوحيدة ليصل العالم إلى السلام». وترى أماندا ميخانوس من المكسيك، أن المتاحف هي المنصة المثالية التي يلتقي فيها أشخاص من مختلف أنحاء العالم للتعرف على الحضارات المختلفة، وتُعد هذه اللقاءات والحوارات عوامل تزيل الجمود بين الأمم وتساهم في إثراء عملية التبادل الثقافي، حيث إن زوار المتاحف يصبحون سفراء إنسانيين يمثلون حضاراتهم وتاريخهم.
مشاركة :