يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 31، التي تستمر حتى 29 مايو الجاري، بنماذج ملهمة لكتاب وأدباء وناشرين إماراتيين وعرب تعرض أعمالهم تحت سقف واحد، في ظل عهد جديد يؤكد مسيرة عطاء ودعم من القيادة الرشيدة لقطاع صناعة النشر والمعرفة، ويؤكد هذا الدعم المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات لتكون مركزاً للمعرفة والإبداع، ويأتي للارتقاء بمكانة إمارة أبوظبي باعتبارها عاصمة للثقافة والإبداع ولدعم المبدعين والارتقاء بقطاع صناعة الكتاب في الإمارات والمنطقة. نافذة معرفية وأكد مسؤولون وكتاب، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد منصة مثالية للإبداع وصناعة المعرفة ما يرسَّخ من مكانة دولة الإمارات وريادتها في قطاع صناعة المعارض واستضافة الأحداث العالمية، وفي هذا السياق قال سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يكتسب أهمية بالغة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وذلك بالنظر إلى حجم المشاركات من أقطاب صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والزوَّار من كافّة أنحاء العالم، إذ يُشكِّل المعرض نافذة معرفية مهمة تسلِّط الضوء على الأدب والفكر العربي والشرقي، ويتميَّز بمستوى عالٍ من التنظيم والكفاءة، ما يرسَّخ من سمعة دولة الإمارات وريادتها في قطاع صناعة المعارض واستضافة الأحداث العالمية. وأضاف بن حويرب: يمثِّل المعرض فرصة مهمة بالنسبة للمؤسَّسة نحو تعزيز الحضور لدى مختلف الأعمار والمراحل الدراسية، ومساعدتهم على بناء إمكاناتهم الفكرية والمعرفية حول العديد من المواضيع المهمة التي تتناولها الفعاليات المصاحبة، إضافة إلى تعريفهم بالدور الذي تقوم به في تنمية وتعزيز المعرفة في العالم، بهدف زيادة قدرة المجتمعات على الاندماج في التحوُّلات ومواجهة التحديات، وذلك من خلال المبادرات والمشاريع التي تتبنّاها في ضوء تحسين جودة التعليم ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال. نماذج ملهمة ولفت بن حويرب إلى أن قطاع النشر في دولة الإمارات يعيش عصراً ذهبياً بفضل حرص القيادة الرشيدة على دعم هذا القطاع والارتقاء بقدراته، باعتباره جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من إرثنا الثقافي، إذ قدَّم للعالم نماذج إماراتية وعربية ملهمة رسّخت من إسهامات الثقافة العربية الكبيرة والمضيئة، كما يؤكد هذا الدعم المكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات لتكون مركزاً للمعرفة والإبداع في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن المعرض يتيح الفرصة للزوَّار للتعرُّف إلى خدمات ودور مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، من خلال الشرح المفصّل الذي يقدمه فريق العمل عن أبرز مبادراتها ومشاريعها والتي من بينها «قمَّة المعرفة»، إحدى أهم الفعاليات العالمية التي تجمع تحت مظلتها الخبراء وصنّاع القرار من جميع أنحاء العالم، بهدف تبادل الخبرات والأفكار والمعارف لمواجهة التحديات، و«جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» التي تعدُّ من أرفع الجوائز العالمية لتكريم ودعم العاملين في المجالات المعرفية، وتشجيعهم على الابتكار واستحداث أساليب جديدة لنشر المعرفة، و«مركز المعرفة الرقمي» الذي يُشكِّل منصة إلكترونية متقدمة تدعم وتعزِّز القراءة من خلال توفير مجموعة كبيرة من الكتب العربية والمترجمة، و«متحف نوبل» الذي يبرز أهمية ومكانة جائزة «نوبل» المرموقة على الصعيد العالمي، و«برنامج دبي الدولي للكتابة»، الذي يعدُّ من أكثر الإسهامات الإبداعية في إثراء الحركة الفكرية والأدبية في دولة الإمارات وأنحاء العالم كافة. قادة المستقبل من جهته، قال الباحث والكاتب عبدالله خلفان الهامور تعتبر جميع المعارض والمهرجانات الخاصة بالكتب، سواء كانت في الإمارات مثل أبوظبي أو الشارقة والمعارض التي تقام في الوطن العربي، ظاهرة ثقافية تفيد الجيل الحالي لكون ما تحتويه الكتب عبارة عن كنوز عقول موجودة وليست كتابات فقط أو مجرد كلام في أسطر في أوراق مغلفة، بل هي نتاج فكري موجود على ورق. وأضاف الهامور: «يجب أن نحث شبابنا وأولادنا على القراءة حتى تتم تغذية أذهانهم ليخلق جيل من الشباب المثقف علمياً وثقافياً ويكونوا قادة في المستقبل، كما نحثهم على استغلال هذه المهرجانات ومعارض الكتب سواء كانت داخل الدولة أو خارجها وخاصة طلاب المدارس والجامعات ومدرسيهم الذين يحثوهم على شراء القصص والكتب المفيدة والقيمة، وهذا بحد ذاته ينشأ جيلاً من محبي القراءة». عاصمة للثقافة والإبداع من ناحيتها، قالت الدكتورة فاطمة المزروعي الكاتبة والباحثة الإماراتية، إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعتبر ظاهرة ثقافية اجتماعية سنوية، مؤكدة أن له أهمية كبيرة باعتباره وسيلة لرفد المكتبات في الدولة وطريقة من الطرق لعقد الكثير من الفعاليات، حيث يلتقي فيه المثقفون والمبدعون والأدباء تحت سقف واحد من جميع أنحاء العالم لتبادل التجارب والخبرات، كما أنه فرصة لتسويق الكتب وترويجها وإتاحة الفرصة للناشرين لتسويق كتبهم وترجمتها. وأشارت المزروعي إلى أن إمارة أبوظبي أصبحت عاصمة للثقافة والإبداع وقبلة للمثقفين والأدباء حول العالم، إضافة إلى ما تشهده من معارض وفعاليات وجوائز أهمها «جائزة زايد للكتاب» التي تعتبر من أهم الجوائز العربية والعالمية التي ترتقي بالكتاب والأدباء إقليمياً وعالمياً. «رحلة صعود» فيما لفت الكاتب سيف الحمادي إلى أن معرض أبوظبي للكتاب يتيح لجميع الكتاب والناشرين استثمار الفرص المتاحة لتسويق الكتاب والإسهام في نشر ثقافة القراءة، كما يعد فرصة للتبادل الثقافي حيث يجمع الكتاب والناشرين مع القراء والجمهور، موجها شكره للقيادة الرشيدة التي تحرص على دعم الكتاب والمبدعين وخلق بيئة ثقافية من خلال هذا الحدث البارز. وقال الحمادي إن كتابه «رحلة صعود» يسلط الضوء على أسرار جوهرية للنجاح الذي تحدوه وتكلله بنى الثقافة، مشيراً إلى أن كتابه الذي يتألف من 204 صفحات يُعد بمثابة دليل عمل للشباب الصاعد، حيث استلهم نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في كافة محطات مسيرته ليستطيع حصد النجاح.
مشاركة :