ينذر تعنت وفد الميليشيات الحوثية المفاوض في العاصمة الأردنية عمّان بإفشال المفاوضات التي يرعاها مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لفك الحصار عن تعز وفتح الطرقات في مناطق التماس، وسط تهديد الوفد الحكومي بوقف النقاشات المستمرة منذ يومين. يتزامن ذلك، مع دعوة المبعوثين الأممي والأميركي إلى أهمية التوصل إلى توافق على فك الحصار عن تعز وفتح الطرقات في سياق تنفيذ الهدنة الأممية التي تنقضي في الثاني من يونيو (حزيران) المقبل على أمل أن يتمكن المبعوث الأممي من إقناع الطرفين بتمديدها. وفي حين تبادل وفدا الطرفين المفاوضين الجمعة الاتهامات بشأن عدم التوصل إلى توافق، اتهم رئيس الفريق الحكومي عبد الكريم شيبان الميليشيات الحوثية بأنها لم تستجب على مدار يومين لطرح الفريق الحكومي. وقال في بيان «بعد يومين من النقاشات الشاقة في الصباح والمساء مع الحوثيين ومحاولة إقناعهم بجميع الوسائل المنطقية والموضوعية، لم يستجيبوا قط، لفتح الطرق الرئيسية إلى تعز». وأوضح شيبان أن الفريق الحكومي يطرح فتح «الطرق الرسمية المعروفة التي كان الناس يتنقلون فيها بشكل روتيني وطبيعي والتي كانت مفتوحة قبل عام 2015 وهي طريق: تعز- الحوبان- صنعاء، وطريق تعز- الحوبان- عدن، وطريق بيرباشا- مصنع السمن والصابون- البرح- الحديدة، وطريق البرح - المخا، كمرحلة أولى». وفي إشارة إلى تعنت الحوثيين، قال شيبان إن كل ما اقترحه وفدهم المفاوض «عبارة عن ممر جبلي قديم كان معدّاً لمرور الحمير والجمال ولا يمكن أن تمر فيه سيارة نتيجة ضيقه ووعورته وطوله، وهو معبر يبعد عن المدينة 30 كيلومترا، يبدأ من منطقة الزيلعي ثم يمر عبر قرية أبعر وقرية الصرمين ويصل إلى أسفل جبل صبر في منطقة صالة، وهذا المعبر لا يرفع المعاناة عن الناس ولو بنسبة 10 في المائة، وللأسف اعتبره رئيس وفد جماعة الحوثي أنه هدية منهم لأبناء مدينة تعز». واتهم رئيس الوفد الحكومي المفاوض الميليشيات الحوثية بالتعنت، وقال «هناك تعنت واضح ومماطلة وعدم جدية وعدم استجابة لرفع المعاناة عن 5 ملايين إنسان من أبناء محافظة تعز، رغم أنهم (الحوثيين) حصلوا على كل ما يريدون من فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة لدخول المشتقات النفطية وفرض عشرات المليارات رسوما ضريبية على هذه المشتقات واعتماد جوازات السفر غير الشرعية». وأنه «كان يفترض تنفيذ مثل هذه الطلبات متزامناً مع فك الحصار وفتح الطرقات عن تعز والذي هو مستمر منذ 8 سنوات». ومع التعنت الحوثي الجديد هدد شيبان بالانسحاب من المفاوضات، وقال «إذا لم يستجيبوا لفتح الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات اليوم الجمعة مساءً فسنضطر للتوقف عن النقاش والحوار، ونعلن ذلك للرأي العام المحلي والدولي وحقيقة تعنت الحوثيين وعدم استجابتهم للمطالبات المحلية والإقليمية والأممية برفع الحصار وفتح الطرقات وفك القيود عن المحاصرين داخل محافظة تعز». في المقابل، نقلت وسائل إعلام حوثية عن رئيس وفد الجماعة المفاوض في عمان يحيى الرزامي قوله: «جرى تقديم مبادرات في المناقشات الجارية تسهم في رفع كل ما يسبب المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن عامة وأبناء تعز خاصة». واتهم الرزامي الوفد الحكومي بأنه «لا يريد أي نقاش لفتح الطرقات إلا في مناطق محصورة في مخالفة صريحة لبنود الهدنة التي تنص على تشكيل لجان لفتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات». وكان المبعوث الأممي غروندبرغ دعا في وقت سابق «الأطراف للتفاوض بحسن نية للتوصل بشكل عاجل إلى اتفاق يُسَهِّل حرية التنقل ويؤدي إلى تحسين ظروف المدنيين». وقال «يعد فتح الطرق في تعز وغيرها من المناطق عنصراً جوهرياً من الهدنة، إذ سيسمح ذلك بلمّ شمل العائلات التي فرقتها جبهات النزاع، وللأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، وللمدنيين أن يصلوا إلى أماكن عملهم والمستشفيات، ولاستعادة حركة التجارة الحيوية».
مشاركة :