انكمش عجز الميزان التجاري الأمريكي للسلع لشهر أبريل بأكبر وتيرة منذ عام 2009، مع انخفاض الواردات، نتيجة عمليات الإغلاق في الصين مقابل ارتفاع الصادرات إلى مستوى قياسي. أظهرت بيانات وزارة التجارة يوم الجمعة، تقلص العجز بنسبة 15.9% ليصل إلى 105.9 مليار دولار الشهر الماضي، بعد تسجيله مستوى قياسي في مارس الماضين، وذلك وفقاً للبيانات، التي لم يتم تعديلها وفقاً للتضخم، مقارنة بمتوسط تقديرات الاقتصاديين الذين شاركوا في الاستطلاع الذي أجرته بلومبرغ البالغ 114.9 مليار دولار. أزمة إغلاقات الصين أدت الإغلاقات الصارمة التي فرضتها الحكومة الصينية للحد من تفشي كوفيد-19 إلى تعقيد مسار التجارة الدولية في الأجل القصير، حيث تسببت الإجراءات، التي تزامنت مع الحرب الروسية في أوكرانيا، في إضعاف سلاسل التوريد العالمية الضعيفة بالفعل. وبينما اقترب حجم السلع التي وصلت أكبر موانئ الولايات المتحدة في أبريل من مستوياتها القياسية، فقد أصبح تسارع وتيرة التضخم عالمياً تحدياً في وجه تدفق تجارة السلع، حيث خفضت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لنمو التجارية الدولية للسلع هذا العام. يعكس اتساع العجز التجاري في الربع الأول بشكل كبير تسجيل الاقتصاد أسوأ أداء منذ بدء التعافي من الوباء، حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي 1.5% على أساس سنوي، وذلك بسبب تجاوز قيمة السلع التي اشترتها الشركات والمستهلكون الأمريكيون من الخارج قيمة السلع والخدمات الأمريكية التي اشترتها الاقتصادات الأخرى. أظهر تقرير منفصل يوم الجمعة، ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي المعدل حسب التضخم خلال أبريل بأكبر وتيرة في ثلاثة أشهر، ويؤكد تزامن ذلك الارتفاع مع انكماش العجز التجاري، وارتفاع المخزونات، إلى البداية القوية للنمو الاقتصادي مطلع الربع الثاني. انخفضت الواردات الأمريكية من السلع بنسبة 5% على أساس شهري لتصل إلى 279.9 مليار دولار، ما يعكس انخفاض الإمدادات الصناعية والسلع الرأسمالية والبضائع الاستهلاكية. بينما ارتفعت الصادرات 3.1% لتسجل مستوى قياسي بلغ 173.9 مليار دولار في أبريل، وجاءت صادرات الأغذية والسلع الرأسمالية والإمدادات الصناعية في الصدارة. كما أظهر تقرير وزارة التجارة ارتفاع مخزونات تجار الجملة بنسبة 2.1% في أبريل، بينما ارتفعت مخزونات تجار التجزئة بنسبة 0.7% فقط. سيتم إصدار بيانات التجارة الكاملة لشهر أبريل، التي تتضمن ميزان الخدمات في 7 يونيو.
مشاركة :