أكدت أوكرانيا أمس، أن شدة المعارك في منطقة دونباس في الشرق بلغت "حدها الأقصى"، فيما تطالب كييف بمزيد من الأسلحة الثقيلة لمواجهة كثافة نيران موسكو التي عدت أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا ليست "جدية"، بحسب "الفرنسية". وكتب فاليري زالوجني قائد القوات المسلحة الأوكرانية عبر تليجرام "الوضع صعب، لكننا صامدون. نحارب من أجل كل سنتيمتر من الجبهة، من أجل كل قرية. تساعدنا الأسلحة الغربية في طرد روسيا إلى خارج أرضنا". وتابع "نحن بحاجة كبيرة إلى أسلحة تمكننا من ضرب العدو من مسافة بعيدة"، مشيرا إلى أن "كل تأخير في تسليم الأسلحة الثقيلة يدفع ثمنه أرواح الأشخاص الذين يحمون العالم". وتقترب القوات الروسية يوما بعد يوم من مدينة سيفيرودونيتسك التي كانت تضم نحو 100 ألف نسمة قبل الحرب والتي يعد سقوطها حيويا للسيطرة الكاملة على دونباس. ويحتل انفصاليون موالون لموسكو أجزاء من هذه المنطقة منذ 2014. وقال سيرجي جايداي حاكم المنطقة إن "القوات الروسية تقدمت إلى درجة باتت فيها قادرة على القصف بقذائف هاون" على سيفيرودونيتسك، مضيفا أن هذه المدينة "تدمر بكل بساطة". وأضاف "الوضع في المدينة صعب للغاية. بالأمس كان ثمة معارك في الضواحي" معتبرا أن "الأسبوع المقبل سيكون حاسما". في بعض مناطق شرق أوكرانيا حيث يتركز الهجوم الروسي منذ أسابيع "العدو متفوق بوضوح بالعتاد والعدد" على ما أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينسكي. لكنه أضاف في رسالته المصورة اليومية، أن القوات الأوكرانية وكل الذين يدافعون عن البلاد "يقاومون الهجوم البالغ العنف الذي تشنه القوات الروسية في الشرق". وقالت غانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني في مؤتمر صحافي "بلغت شدة المعارك حدها الأقصى". وأضافت "تقتحم القوات الروسية مواقع قواتنا في عدة اتجاهات وفي الوقت نفسه. تنتظرنا مرحلة طويلة وبالغة الصعوبة من القتال". وعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة بثت أمس، أن خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا قبل أيام في شأن أوكرانيا ليست "جدية". وأكد لافروف أنه لم يعلم بمضمون الخطة إلا عبر الإعلام إذ إن نص الاقتراح لم يرسل إلى موسكو. وكان نائبه أندريه رودينكو قد قال الإثنين الماضي إن روسيا تلقت خطة السلام التي اقترحتها إيطاليا وتدرسها. وقال لافروف في مقابلة مع قناة "آر تي" الروسية "يرد في الخطة أن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس تعودان إلى أوكرانيا مع حكم ذاتي واسع". وأضاف "لا يمكن لسياسيين جديين يريدون نتائج، طرح أمور كهذه، من يقوم بذلك هم الذين يريدون الترويج لأنفسهم أمام ناخبيهم"، في انتقاد ضمني لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو. وأعلن دي مايو الجمعة الماضي أن بلاده اقترحت للأمم المتحدة تشكيل "مجموعة تيسير دولية" لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار "خطوة بخطوة" في أوكرانيا. وتواصل القوات الروسية هجومها على أوكرانيا من خلال قصفها مدينة خاركيف وهي ثاني أكبر مدينة أوكرانية كانت الحياة فيها قد عادت إلى طبيعتها في منتصف أيار (مايو) الجاري، حيث استؤنفت حركة المترو. وقال الحاكم الإقليمي أوليج سينيجوبوف عبر تليجرام "قتل سبعة مدنيين وأصيب 17 بينهم طفل في التاسعة". وبحسب الرئاسة الأوكرانية، قتل ثلاثة أشخاص أمس في ليسيتشانسك في منطقة لوجانسك، ولقي أربعة مدنيين مصرعهم في منطقة دونيتسك. وأشارت الرئاسة أيضا إلى مقتل شخصين في منطقة خار كيف في قصف على بالاكليا، وسجلت حالتا وفاة في جنوب البلاد في منطقة ميكولايف. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في "دافوس"، "الدول التي تماطل في تزويد أوكرانيا أسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أن كل يوم يمضونه في اتخاذ القرار وفي درس الحجج والمبررات، هو يوم يقتل فيه مزيد من الأشخاص". وإزاء المخاوف من عجز أوكرانيا عن تصدير الحبوب بسبب فرض الروس حصارا على موانئها، أشار إلى محادثات في كييف مع الأمم المتحدة حول إمكانية إقامة ممر آمن ابتداء من مرفأ أوديسا. اتهم الكرملين أمس الدول الغربية بمنع السفن التي تحمل الحبوب من مغادرة الموانئ في أوكرانيا وسط مخاوف من أزمة غذاء عالمية. وفي الجنوب تسعى موسكو إلى تعزيز قبضتها على مناطق سيطرت عليها قبل ثلاثة أشهر. وأعلنت روسيا في هذا الإطار أنها ستسمح لسكان منطقتي زابوريجيا وخيرسون بطلب الحصول على جواز روسي من خلال "إجراءات مبسطة". ونددت أوكرانيا على الفور بهذا الإجراء الذي يعكس برأيها عزم موسكو على ضم هذه المناطق. وفي ماريوبول أعلنت مسؤولة في البلدية، أن الأطفال سيلتحقون ببرنامج "إزالة اللغة الأوكرانية" من المناهج المدرسية ويتحضرون للمنهج الدراسي الروسي خلال الفترة المكرسة للعطلة الصيفية، من خلال متابعة دروس في اللغة والأدب والتاريخ. وعلى الجبهة الدبلوماسية، قال شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي إنه لا يزال على ثقة بأن اتفاقا على حظر الواردات الروسية من النفط في الاتحاد الأوروبي سينجز قبل بدء اجتماع المجلس الإثنين رغم المعارضة المجرية. وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن "ثقته" بأن روسيا لن تكسب الحرب التي تسببت فيها في أوكرانيا مؤكدا أيضا أنه لن يسمح للرئيس فلاديمير بوتين "بإملاء" شروط السلام. وقالت ليز تراس وزيرة الخارجية البريطانية، إن الغرب يجب أن يضمن هزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا وأن يواصل دعم كييف دون أي تراجع.
مشاركة :