رفضت الولايات المتحدة دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب إلى رفع عقوباته الاقتصادية، في مقابل تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية التي تشهدها الدول، منذ الحرب في أوكرانيا. ووفقا للكرملين، فقد أبلغ بوتين ماريو دراجي رئيس الوزراء الإيطالي بأن روسيا ستفرج عن السفن التي تحمل الغذاء والأسمدة من أجل المساعدة على حل أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق على مستوى العالم، لكن فقط مقابل شرط واحد هو رفع القيود ذات الدوافع السياسية من قبل الغرب. ووفقا لـ"الألمانية"، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق، "إنه يمكن السماح باستئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا في حال تم رفع العقوبات المفروضة ضد روسيا". ومع ذلك، قالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، "لقد كان الحصار البحري الروسي وليس العقوبات هو ما منع شحن أطنان من المنتجات"، مؤكدة أنه ليس هناك حاليا أي مناقشات بشأن رفع العقوبات. وأضافت "ليست هناك محادث، هذا من صنيع روسيا، ويجب على روسيا وقف حربها على أوكرانيا فورا، التي كان لها تأثير في الأمن الغذائي العالمي". وتابعت "هذه هي روسيا، هي التي تمنع بفاعلية تصدير المواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية، وتزيد من الجوع في العالم، هذا يقع على عاتقهم". وتعد روسيا وأوكرانيا من بين المصدرين الرئيسين للقمح في العالم، ما يمنحهما دورا مهما في الأمن الغذائي العالمي. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، دعا المجتمع الدولي روسيا إلى السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية. ووفقا لكييف، تقوم البحرية الروسية في الوقت الراهن بإغلاق الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. واتهمت أوكرانيا روسيا بالابتزاز، وحثت الغرب على عدم رفع العقوبات حتى تنهي روسيا حربها في أوكرانيا. واتهم بيسكوف أوكرانيا بالافتقار إلى الواقعية، مشيرا إلى أنه لا بد من تلبية المطالب الروسية، بما في ذلك التنازل عن السيطرة على مناطق في شرق البلاد والموافقة على ضم شبه جزيرة القرم. وشدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أخيرا على أن أوكرانيا لن تتنازل عن أي منطقة، وأنها عازمة على الاستمرار في القتال. وقال دراجي عن المكالمة الهاتفية "إنه شعر باستعداد من جانب بوتين لمحاولة إيجاد حل لأزمة الغذاء الدولية"، وقال أثناء حديثه في مؤتمر "إنه سيتحدث إلى زيلينسكي للاطلاع على آرائه".
مشاركة :